وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى إلى اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة بحق من حرّض أو موّل أو أساء أو أضرّ بأمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية وسمعة المملكة في الداخل والخارج بما يقتضيه القانون، مشيراً إلى أن «الإرهاب الإقليمي سيمتد إلى أراضينا إذا لم نواجهه بحزم وجدية وسرعة بإجراءات صارمة».
وأكد جلالته، خلال زيارة أمس إلى القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، أن «هناك دولاً شقيقة وصديقة اتخذت إجراءات حاسمة لحماية أمنها واستقرارها بما فيها حق المواطنة، وهو حق من حقوق أي دولة»، مشددا على أن « إجراءات محاربة الإرهاب بكل صوره من التزامات البحرين الدولية باعتباره ظاهرة عالمية، وأعلنا مؤخراً في العاصمة الفرنسية دعمنا للتحالف الدولي في مواجهة الإرهاب».
وأضاف عاهل البلاد المفدى: «نواجه تحديات أمنية غير تقليدية، فمازالت مجموعة من الجماعات المتطرفة تعبث بالأمن والاستقرار وتضرب تماسكنا ووحدتنا الوطنية، وشخصيات ومنظمات تحاول تشويه سمعة البحرين في الداخل والخارج، وتسعى للإضرار بالاقتصاد الوطني، كما يتم التغرير ببعض الشباب من قبل الجماعات المتطرفة في أعمال العنف والإرهاب، ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ضياع شباب الوطن، وهي مسؤولية جماعية تتطلب حزماً وإصراراً».
وشدد جلالة الملك على «ضرورة الحفاظ على سيادة القانون، والحفاظ على المكتسبات الوطنية»، مشيراً إلى أن «المسؤولية الوطنية تحتم علينا الدفاع عن مكتسبات الدستور، ولا يمكن السماح لأي كان بأن يعبث فيها».
وتابع جلالته أن «هناك من يحاول استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار السلبية، وإثارة الاستياء في المجتمع باسم حرية التعبير أو حقوق الإنسان، وهي بلاشك استخدامات سيئة لهذه الوسيلة الإعلامية ينبغي مواجهتها بالقانون، فحرية التعبير المكفولة لدينا دستورياً تحكمها ضوابط القانون وقيم وأخلاق مجتمعنا الأصيلة، وكذلك المنابر الدينية التي دعونا دائماً إلى ترشيد خطابها الديني، ولكن هناك من يصر على استغلالها».
وأعرب عاهل البلاد المفدى عن شكره وتقديره لجميع رجال قوة دفاع البحرين البواسل على ما يقومون به من عمل وطني مخلص ، مؤكداً أنهم موضع الاعتزاز من الجميع لما يتحلون به من حرص على أداء الواجب بروح وطنية صادقة.
وأشاد جلالته بـ»قدرات وكفاءة رجال قوة الدفاع العملية والتي تعود بفضل الله سبحانه وتعالى ثم الاستفادة من الدورات العسكرية»، مؤكدا «اهمية الاستفادة والاستمرار والتعلم من مختلف العلوم العسكرية الحديثة والمتطورة».
وعبر جلالة الملك عن «تقديره لدور رجال القوات المسلحة والأمن العام بمختلف مؤسساتهم في حماية المكتسبات الوطنية»، مؤكداً «عدم القبول بالإساءة لهم، أو التقليل من جهودهم فهم الدرع الأول لحماية الوطن».
وأشاد جلالته بـ»الحرص والتلاحم الوطني الكبير من قبل جميع المواطنين الذين عبّروا عن مشاعرهم النبيلة وانتمائهم العزيز، وبالتعاون والتنسيق المشترك بين قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية والحرس الوطني لاداء رسالتهم السامية حماية للوطن ووحدته الوطنية ومسيرته الحضارية التي يشهدها وطننا العزيز بتكاتف الجميع».
وأعرب جلالة الملك المفدى عن اعتزازه «بما وصلت إليه أسلحة قوة دفاع البحرين من مستوى متطور وجاهزية قتالية عالية بما يعزز دورها في أداء واجبها الوطني السامي»، مؤكداً أن «قوة دفاع البحرين ستبقى بعون الله الدرع المنيع الذي يحمي سلامة الوطن وحماية المكتسبات الحضارية والتنموية التي تحققت لمملكة البحرين بفضل سواعد أبنائها المخلصين ، متمنياً جلالته للجميع دوام التوفيق والسداد».
والتقى جلالة الملك المفدى القائد الاعلى، خلال الزيارة، بعدد من كبار ضباط قوة الدفاع.
وكان في الاستقبال، لدى وصول جلالة الملك، القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ورئيس الحرس الوطني الفريق ركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، وزير الدولة لشؤون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة، ورئيس هيئة الأركان الفريق الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، وعدد من كبار الضباط.