نقلت وكالات أنباء عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها إن مشاركة باريس في توجيه ضربات جوية لتنظيم «داعش»، باتت أمراً شبه محسوم، في وقت ما زالت تبحث واشنطن وباريس «الأسس القانونية» للتدخل ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا لرفضهما أي تعاون مع نظام الأسد بسوريا، بينما هناك إجماع على ضرب التنظيم بالعراق، كما أكدت وكالات أن «تشكيل التحالف بات شبه محسوم أيضا رغم العقبات».
وتسرب من كواليس الاجتماعات أن هناك نية للاستعانة بقوات رمزية من دول عربية للمشاركة في قتال «داعش».
وكان حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد بدأ أعمال قمته في نيوبورت بمقاطعة ويلز البريطانية بالمملكة المتحدة وسط إجراءات أمنية مشددة، وتركز القمة على الأزمة بأوكرانيا وسبل مواجهة تنظيم «داعش».
وقبيل الاجتماع أعلن الأمين العام للحلف، أندرس فوغ راسموسن، استعداد الحلف للبحث بشكل جدّي في أي طلب مساعدة من العراق في المواجهة ضدّ تنظيم (داعش).
وقال راسموسن لدى وصوله الى نيوبورتيوم: «لم نتسلم أي طلب (من العراق)، لكنني متأكد من أنه إذا ما طلبت الحكومة العراقية مساعدة من الحلف، فسيبحث الحلفاء المسألة بجدّية». وقال إن الاطلسي أرسل بعثة تدريب وتأهيل إلى العراق في 2011، وأشار إلى إمكانية تجديد تلك البعثة، إذا ما طلبت الحكومة العراقية ذلك.
وأوضح راسموسن أنّ «من واجب المجموعة الدولية وقف تقدم تنظيم (داعش) المتطرّف»، مثنياً على «إقدام دول أعضاء على اتخاذ تدابير بصورة فردية لمساعدة العراق». وأضاف: «أرحب بالتحرك العسكري الأميركي لوقف تقدّم هذا التنظيم الإرهابي».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تعهد بمواصلة الحملة العسكرية ضد «الجهاديين» في العراق، مشيراً إلى أن الأمر سوف يستغرق فترة.
كما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضرورة الرد سياسياً وإنسانياً على تهديد تنظيم الدولة، وإذا اقتضت الضرورة عسكرياً في إطار احترام القانون الدولي.
ولم يستبعد وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند من جهته أن تشن بلاده غارات جوية على التنظيم، مشيرا إلى أن قتل الصحفي الأميركي أو التهديد بقتل رهينة بريطاني لا يستدعي أي تعديل في الخطط الإستراتيجية البريطانية.
ووافقت دول أوروبية بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بالفعل على إرسال كمية من الأسلحة الخفيفة للقوات الكردية كي تستخدمها في مواجهة المتشددين المسلحين الذين اجتاحوا شمال العراق.