عصام ناصر
إعلامي بحريني وفنان تلفزيوني ومسرحي، حائز على جائزة أفضل ممثل دور أول لعام 2006 عن دوره في مسرحية «الصرخة»، وإشادة التميز لعام 2007 من قبل لجنة التحكيم عن دوره في مسرحية «سبع ليالي» لمخرجها خليفة العريفي.
قدم جملة من الأعمال المسرحية والتلفزيونية المحلية؛ منها مسلسلات «السديم»، الكلمة الطيبة، بنات آدم، برايحنا، أهل الدار، الى جانب المشاركات الخارجية، ومنها في اللقاء الاجتماعي الثالث لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، المملكة العربية السعودية 7/ 2002، المهرجان المسرحي لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدولة الكويت، الدورة السابعة 10/2003، مهرجان عمان 15/2008، ومهرجان اتحاد المسرحيين الأول، يونيو 2009 بالقاهرة.

كتب – جعفر الديري:
رغم نجاحه فناناً وممثلاً، وتألقه إعلامياً؛ مازال البحريني عصام ناصر؛ يشعر أنه غريب عن المجال الفني، و«مع أن البيئة الفنية في البحرين مثالية وتتسم بمساحات إنسانية رائعة» كما يقول!، يبدو ناصر مهموماً مثقلاً بهموم شتى تخص هذا الواقع، منها الافتقاد لبنى تحتية كفيلة بخلق بيئة محفزة على الإبداع، وعدم وجود كيان يجمع شمل الفنانين!.
في هذا اللقاء مع «الوطن»، لم تخرج إجابات عصام، ذاتية معزولة عن أحوال الفن والفنانين، بل جاءت صورة للوضع العام، يكشف عن عمق المشكلة، خصوصاً عند المقارنة مع أوضاع الخليجيين.
ترى من أين يمكن أن ندخل في هذا الحوار؟ من حيث الفنان المسرحي أم التلفزيوني أم المذيع والإعلامي؟.. أي هذه الفنون يجد عصام ناصر نفسه فيها؟
أتعامل مع الفن كهواية والإعلام كمهنة. ولا أذيع سراً حينما أعبر عن ذلك الشعور الذي ما انفك يلازمني منذ دخولي الفعلي للمجال الفني في العام 1998 وهو شعوري بأني غريب عن المجال الفني، هل لكوني نشأت وترعرعت في بيئة محافظة يرتهن الكثير من أفرادها إلى نظرة دونية للفن وبالتالي أكون هنا أنا الملام على ذلك لتأثري بتلك النظرة رغم إيماني العميق والراسخ بسمو ورفعة رسالة الفن.. هل لأسباب تتعلق بشخصيتي التي أجد معها صعوبة في التكيف مع كل جديد وطارئ حيث عادة ما يمتد ذلك إلى سنوات عدة، أم أن الأسباب تتعلق ببعض السلوكيات التي تصدر عن البعض وليس الكل والتي تتعارض مع مبادئنا وقيمنا؟ .. لا أعلم ولكن المؤكد أن سبب استمراري في هذا المجال يتمثل في أن البيئة الفنية في البحرين مثالية بشكل عام وتتسم بالكثير من المساحات الإنسانية الرائعة والتي أثرت بشكل إلى حد كبير في شخصيتي.
وضع الفنان أصعب
أنت من جيل مازال يواصل الشكوى لضعف الدعم والتهميش، ألا تعتقد أن حال الفنان أي الممثل أفضل من حال الكتاب والرسامين مثلاً؟
الفنان والرسام والكاتب والشاعر والمؤلف في البحرين تجمعهم معاناة واحدة تتلخص في افتقادهم للبنى التحتية الكفيلة بخلق بيئة محفزة على الإبداع. وقد يكون وضع الفنان أصعب إذا ما أخذنا بعين الاعتبار موسمية الأعمال الدرامية في البحرين والتي يخضع لحكمها كل من المؤلف والمنتج المنفذ والمخرج ومن دونهم؛ لا يستطيع الفنان أن يعبر عن ذاته في أي وقت يشاء وبالتالي هو عاجز عن أداء دوره الأسمى في التفاعل مع قضايا مجتمعه الملحَة لاسيما التي تستدعي سرعة التفاعل، على العكس من الكاتب الذي لا يخضع قلمه لظروف خارجية تتعلق بالمجال الذي ينتمي إليه أو لسلطة ما دام مراعياً لسقف الحريات المتاحة والأمر نفسه ينطبق على الشاعر والرسام، إنه ياعزيزي الشعور بالعجز الذي غالباً ما يلازم الفنان البحرين وما أصعبه من شعور.
اقتربت من الكوميديا
لماذا أجد عصام ناصر في مختلف أدواره شخصية يريم عليها الحزن كأنما هي مثقلة بهموم شتى؟.. لا أعني أنه لا ينوع في أدواره وإنما عنيت أن صورته الجادة لا تترك مجالاً لتخيله في دور كوميدي مثلاً؟
أنا بشكل عام أخاف من الأدوار الكوميدية لاسيما المسرحية منها، علماً بأنني قد شاركت في بداياتي في عمل مسرحي حمل عنوان (الجمهور عاوز كده) لنادي مدينة عيسى العام 1999 وأخرجه الجميل المجتهد إسحاق عبدالله وكانت لي من خلاله البطولة المطلقة، وعلى إثره تلقيت الكثير من العروض الكوميدية المهمة آنذاك والتي رفضتها بشكل قاطع والسبب في ذلك يعود إلى شخصيتي الحساسة، التي قد تجعل من ألوان الطيف تمتزج على وجهي في خضم أي موقف محرج والذي قد يكون أصعبها عدم تفاعل الجمهور مع الممثل الكوميدي على خشبة المسرح، أما بالنسبة للتلفزيون فإن ترشيحات المخرجين تكون مرتبطة بالصورة الذهنية المتكونة نتيجة لطبيعة الأداور التي سبق أن قام بأدائها الممثل من خلال المسرح، وبالمناسبة اقتربت إلى حدٍ ما من الكوميديا عبر تجسيدي لإحدى الشخصيات الكوميدية وذلك من خلال مسلسل برايحنا للرائعين جمعان الرويعي وراشد الجودر ولله الحمد كانت ردود الأفعال طيبة.
الصورة مختلفة فعلاً
لو افترضنا أن عصام ناصر أو أي من زملائه موجود في الكويت أو الإمارات.. إلى أي مدى ستختلف صورته عما هي عليه في البحرين؟
لك أن تشاهد الصور المعنوية للفنانين الخليجيين من ذوي الأصول البحرينية والفنانين البحرينيين الذين آثروا الرحيل إلى بعض الأقطار الخليجية الشقيقة وستجد الإجابة الشافية.
خطأ قياس الدعم بالعطاء
بصدق.. هل أنت راضٍ عما يقدمه أبناء جيلك الفنانون؟ ماذا لو قيل لكم مثلاً أن مقدار ما تقدمون من فن لا يستحق أكثر مما تتناولونه من دعم؟
الدعم السخي للفنون على اختلافها مؤشر على تحضر أي بلد ويقيس مدى اهتمام الدول بالفنون وكل منتميها وسبب رئيس في ملامسة الفنان لآفاق واسعة من الإبداع، ومن الخطأ بمكان قياس الدعم المادي والمعنوي بعطاء الفنان الذي هو في الأصل نتيجة حتمية وانعكاس حقيقي لطبيعة الدعم المقدم له كماً ونوعاً وليس سبباً له.
عقول مؤدلجة ممانعة
لكننا لا نجد الفنانين في البحرين جادين في حماية أنفسهم سواء عن طريق كيان يجمع شملهم أو مشاريع استثمارية تدر عليهم دخلاً يجنبهم انتظار الدعم الحكومي؟
لا نستطيع أن نؤسس نقابة للفنانين تراعي وتحمي كل مصالحهم الفنية والأدبية والمادية، ذلك أن الفن في البحرين غير مصنف كمهنة، وثمة أسباب أخرى تتعلق ببعض العقول المؤدجلة التي حالت وتحول دون قيام كيان جامع للفنانين يذود عنهم ويطالب بكل حقوقهم، ولنا في اتحاد مسرحيي البحرين الذي كنت أنا أحد أعضاء مجلس إدارته تجربة مريرة في ذلك.. فأين هو اتحادنا المسرحي؟! أما بالنسبة للمشاريع الاستثمارية فهي بحاجة إلى عقول تجارية وهي عملة نادرة في وسطنا الفني.
أتشرف بالوسط الفني
ماذا لو عاد بك الزمن.. أكنت تختار الفن طريقاً أم كنت تبحث عن المال كحال الكثيرين؟
- أتشرف بانتمائي للوسط الفني وأعتز بكل ما قدمت وبما وحققته، لكن لو لم أدخل المجال الفني هل سيكون وضعي المادي والاجتماعي أفضل مما هو عليه اليوم؟! بكل أمانه لا أعلم ، سؤال صعب والإجابة عليه أصعب.