أوصى الملتقى الخليجي التاسع لجمعيات وروابط الاجتماعيين بدول مجلس التعاون بالأخذ واعتماد المعايير الدولية للمهن الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي وتطوير معايير التقدير للعاملين بما يتناسب مع أهمية الأدوار المناطة بهم، واعتماد خطة إعلامية تبرز أهمية ودور الأخصائي الاجتماعي بما يؤدي إلى خلق وعي مجتمعي بأهميته ودوره.
واختتمت في المنامة أمس أعمال الملتقى الخليجي التاسع لجمعيات وروابط الاجتماعيين بدول مجلس التعاون والذي استمر لمدة ثلاثة تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية د.فاطمة البلوشي، وباستضافة من جمعية الاجتماعيين البحرينية بالتعاون مع الجمعية الخليجية للاجتماعيين.
وجاء في التوصيات بشأن واقع ومتطلبات النهوض بالإرشاد الاجتماعي، دعوة الجمعية الخليجية للاجتماعيين للاستعانة بالكفاءات الأكاديمية والمهنية لإنجاز تحليل نتائج الدراسة والعمل على طباعتها وتعميمها مستقبلاً مع الأخذ بعين الاعتباروالمراجعة بما تم طرحه في الجلسات النقاشية، والإشادة بتجربة البحرين في مجال الشراكة المجتمعية بين وزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني باعتبارها تجسد تكامل الادوار والدعوة الى تعميمها بدول المجلس، والتنويه بالتجارب المتميزة وخاصة تجربة دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة والحماية الاجتماعية بالبحرين.
وفيما يتعلق بمنهجية الملتقيات المقبلة، أوصى الملتقى بأن يكون انعقادها كل ثلاث سنوات، لضمان التحضير العلمي المناسب من جهة، ولتعزيز فرص التواصل وتبادل الخبرات بين الاجتماعيين في دول مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، واعتماد إجراء دراسة استطلاعية تشمل دول مجلس التعاون حول موضوع الملتقى الذي تختاره اللجنة المختصة في نطاق الجمعية الخليجية للاجتماعيين.
ودعا إلى اعتماد منهجية الملتقيات القادمة «الورش والحلقات النقاشية لضمان التفاعل الجماعي من قبل المشاركين»، ومواصلة السعي لاستكمال انضمام الاجتماعيين في كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة قطر (جمعيات وأفراد) في عضوية الجمعية الخليجية للاجتماعيين، إضافة إلى الترحيب والموافقة على دعوة رابطة الاجتماعيين بدولة الكويت باستضافة الملتقى الخليجي العاشر في عام 2017.
ورفعت رئيس اللجنة الإعلامية للملتقى الخليجي التاسع رحاب الحداد، في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا)، باسم الوفود الخليجية المشاركة بالملتقى أسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة والحكومة البحرينية على الدعم المتواصل للجمعية ونشاطاتها. وأوضحت أن المؤتمر حقق نجاحاً في كافة فعاليات الملتقى، مبينة أن أهم ما حققه الملتقى في دورته الحالية هو انضمام أعضاء جمعية الاجتماعيين السعودية إلى جمعيات وروابط الاجتماعيين بدول التعاون، حيث شهد الملتقى حضورا سعوديا واسعا أغنى جميع الفعاليات، معربة عن شكرها لكل الوفود بدول التعاون والقائمين والمنظمين والمتطوعين الذين كان لهم أكبر أثر في أنجاح المؤتمر.
وشارك في أعمال الملتقى الذي أقيم تحت «الإرشاد الاجتماعي.. الإشكاليات ومتطلبات النهوض»، وفود من جمعية الاجتماعيين البحرينية وجمعية الاجتماعيين بدولة الامارات العربية المتحدة ورابطة الاجتماعيين بدولة الكويت ووفود تمثل بالإضافة الى الاجتماعيين وذوي الاختصاص في الوزارات والهيئات الرسمية والأهلية والجامعات في كل مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية.
وناقشت جلسات الملتقى عدداً من البحوث وأوراق العمل القطرية التي تناول بعضها قضية الإرشاد الاجتماعي بالتحليل والتنظير، واستعرض بعضها الآخر مشروعات وبرامج الارشاد في بعض دول مجلس التعاون الخليجي، كما بحثت نتائج الدراسة الاستطلاعية التي أنجزتها الجمعية الخليجية للاجتماعيين بعنوان التحديات التي تواجه الأخصائيين الاجتماعيين في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي شملت عينتها المكونة من 400 فرد من الاجتماعيين العاملين في مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية والأهلية في كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية، بدءاً بتحديات بيئة العمل، وانعكاساتها السلبية على وظيفة الأخصائي الاجتماعي، ثم التحديات المتعلقة بشخص الأخصائي الاجتماعي، وانتهاء بالتحديات المتصلة باتجاهات الآخرين نحو مهنته.
وتم التعامل مع نتائج هذه الدراسة من خلال جداولها ورسومها البيانية، باعتبارها الورقة الأساس للملتقى، حيث تم تخصيص جلسات لاستعراض كل محور من محاورها الثلاثة، ومن ثم توزيع المشاركين على خمس مجموعات نقاشية للتحاور حولها، واستخلاص عدد من المؤشرات والتوصيات بشأنها، ومن ثم العودة مجدداً للجلسات العامة لطرح ومناقشة أهم ما توصلت إليه كل مجموعة، مما شكل منهجية جديدة تعتمد على التشاركية والتفاعل الجماعي، انطلاقاً من القناعة بأن الاختصاصيين الاجتماعيين هم الأقدر على قراءة تضاريس واقعهم وتشخيص تحدياته، كما أنهم هم الأقدر على تلمس وبلورة صيغ تطوير قدراتهم، حيث كان التفاعل واضحاً من قبل جميع المشاركين.