مع اقتراب الصيف بشمسه اللاهبة، يكثر ارتياد الشباب والأسر البحرينية للمسابح، هرباً من الأجواء القائظة من جهة، واستحداث برامج ترفيه جديدة من جهة أخرى.
وتختلف الآراء بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، ففريق لا يجد عنها بديلاً للاستجمام في الأجواء الحارقة، وبين معارض يجد في البرك لا تحتوي أدنى مقومات الأمن والسلامة، ويستشهد بحوادث غرق شهدتها بعض المسابح.
احتياطات السلامة
يرى سمير عبدالله في برك السباحة أفضل مكان يتجه إليه الشباب هرباً من حرارة الصيف القاتلة «تمللنا من روتين المجمعات التجارية التي نرتادها طوال العام، في الصيف نفضل الذهاب إلى برك السباحة.. وما يميزها لمة الشباب».
يذهب سمير برفقة مجموعة من أصدقائه الشباب في رحلة ترفيهية إلى المسبح في عطل نهايات الأسبوع وبمعدل مرة في الشهر تقريباً، ويقول إنه اعتاد على ذلك منذ سنوات.
وتحاول سارة راشد قدر الإمكان منع أبنائها من ارتياد برك السباحة طلباً للسلامة «محمد يبلغ من العمر 15 عاماً وفهد 9 أعوام، حوادث الغرق تخيفني كثيراً».
وتروي سارة حادثة غرق تعرض لها طفل (10 أعوام) أثناء ارتياده البحر قرب ساحل قلعة عراد مع اثنين من إخوته، وطفلة أخرى (6 سنوات) توفيت غرقاً في بركة سباحة بمنطقة سند.
وتقول سارة إن هذه فقط نماذج لحالات من الأطفال غرقوا في برك السباحة لأسباب قد تعود لإهمال الأهل أو عدم توفر متطلبات الأمن والسلامة، لذلك تفضل قضاء العطلة الصيفية أو أوقات الفراغ في المجمعات التجارية والأماكن الترفيهية الأخرى البعيدة عن الماء.
ارتفاع الأسعار
ويطالب عبدالله إسماعيل بزيادة تأمين برك السباحة وتعزيز سلامة الأطفال والشباب «الكثير من برك السباحة تفتقد لأبسط معدات الأمن السلامة»، كما يطالب وزارة الصحة بالتفتيش الدوري على سلامة البرك من الناحية الصحية.
ويشاركه الرأي علي محمد «أصبحت برك السباحة مقصداً للشباب والأسر البحرينية، الكثيرون يقضون صيفهم في المسابح، إذ تتميز بخاصية لم الشباب والأسر.. إذ نذهب إليها في مجموعات ونقضي هناك أمتع الأوقات».
ويجد علي في أسعار برك السباحة عالياً نوعاً ما «في اليوم العادي تصل إلى 40 ديناراً، وفي العطل الأسبوعية تصل إلى 55 ديناراً، أعتقد أن هذه الأسعار مرتفعة نوعاً ما، وعلى ملاك البرك إعادة النظر فيها».
أصحاب «الكار»
وعن الاستعداد لموسم الصيف الذي تمر فيه البحرين حالياً، قال محمد عيسى صاحب بركة سباحة في المحافظة الشمالية «نؤجر البركة في الأيام العادية بسعر يتراوح ما بين 45 و50 ديناراً، وفي العطل الأسبوعية ما بين 50 و55 ديناراً.. الإقبال في العطل يتضاعف مقارنة بالأيام العادية».
ويفضل عيسى تأجير الأسر «لأن الشباب في كثير من الأحيان يخربون مرافق المسبح، ويتصرفون بتهور دون الاكتراث بأية خسائر يتكبدها صاحب المكان».
يصون عيسى بركته ومرافقها المختلفة دورياً «تغيير البلاط، واستبدال المظلة التي تغطي البركة وتحمي مستخدميها من أشعة الشمس، وصباغة الجدران وعمل الرسومات والتصاميم التعبيرية المتنوعة لإضفاء طابع جمالي على الموقع، وتأمين متطلبات السلامة وحقيبة الإسعافات الأولية».
ويقول عدد من أصحاب البرك إن غالبية الزبائن تفضل استئجار البرك لإقامة الرحلات وحفلات السهر والمناسبات العائلية المختلفة «البركة هي المكان الأنسب لاستقطاب الناس من السواحل والمنتجعات.. هناك برك صغيرة مخصصة للأطفال، وغرف للاستراحة ومشاهدة التلفاز وتبديل الملابس إضافة للمرافق الصحية، وملاعب كرة القدم والسلة والطائرة وساحات لتنظيم الفعاليات ومواقف سيارات».