اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة لا تنوي التعاون عسكريا مع ايران للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف «لن ننسق اي عمل عسكري مع ايران، ولن نتقاسم معلومات معها، كما ليس لدينا اي خطط للقيام بذلك.
وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إنه جرى الاتفاق على نشر قوة تدخل سريع لمواجهة داعش، مضيفاً «أوقفنا تقدم داعش في العراق بفضل حلفائنا»، وذلك عقب اجتماع حلف الناتو.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستلاحق مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وتقضي على قادتها من أجل تدمير هذه المنظمة مثلما فعلت مع تنظيم القاعدة وكما تفعل في الصومال. وقالت الولايات المتحدة إنها شكلت «تحالفاً أساسياً» أمس لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق ودعت إلى تأييد واسع من الحلفاء والشركاء لكنها استبعدت إلزام نفسها بإرسال قوات برية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل أمام وزراء الخارجية والدفاع من عشر دول على هامش القمة التي عقدت على عجل إن هناك طرقا عديدة يمكنهم تقديم المساعدة من خلالها بما في ذلك تدريب العراقيين وتسليحهم.
وحذر وزيرا الخارجية البريطاني والألماني من أن دحر المتشددين السنة الذين يشكلون تنظيم الدولة الإسلامية بعد انتصاراتهم المذهلة في العراق وسوريا وانجذاب متطوعين لهم من دول عديدة بينها دول غربية سيحتاج إلى حملة طويلة الأمد.
وقال كيري «نحتاج لمهاجمتهم على نحو يحول دون استيلائهم على أراض ولتعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم دون أن نلتزم بإرسال قوات». وأضاف «من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية». وعبر كيري عن أمله في أن يتمكن الحلفاء من وضع خطة شاملة لمحاربة الدولة الإسلامية قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر. وقال إن التهديد الذي يمثله المقاتلون العائدون إلى بلدانهم من «داعش» هو «تحد لكل دولة «ممثلة» هنا». من جانبه، كشف وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير عن أن نحو ألفين من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ينتمون لدول أوروبية، وتوجهوا إلى كل من سورية والعراق.
وحذر دي ميزيير من التقليل من شأن مساندة مقاتلين أوروبيين لميليشيات تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق، مضيفاً أن «هؤلاء ليسوا عدة أفراد مبعثرين كما قد يعتقد». من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن بلاده مستعدة للمشاركة في ائتلاف دولي ضد داعش «ضمن احترام القانون الدولي»، مستبعداً في الوقت الراهن أي عمل في سوريا.
من جانب آخر، أشارت إحصائيات إلى أن روسيا هي أكثر الدول الغربية تصديراً للمقاتلين إلى «داعش، حيث يوجد أكثر من 800 روسي في صفوف التنظيم، فيما احتلت تونس المرتبة الأولى عربياً بتصدير أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل إلى «داعش»، فيما كانت إسبانيا أقل الدول الغربية بـ 51 مقاتلاً تليها الولايات المتحدة بـ 100 مقاتل.
وأبدى قادة دول الحلف الأطلسي «ناتو» أمس، استعدادهم لمساعدة العراق إذا ما طلب ذلك، فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن قادة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي ينددون بـ«الأعمال الهمجية والمقيتة» التي يرتكبها تنظيم «داعش».
وصرح كاميرون في اليوم الثاني لقمة الحلف: «نحن متحدون في إدانة هذه الأعمال الهمجية والمقيتة، تهديداتهم ستزيد من عزمنا على الدفاع عن قيمنا» والقضاء على التنظيم الذي يهدد بإعدام رهينة بريطاني بعد أن أعدم رهينتين أمريكيين.
وفي السياق ذاته، أعربت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور عن قلقها إزاء إمكانية حيازة «داعش» لأسلحة كيميائية من الترسانة الكيمياوية السورية، وذلك بعد استيلاء «داعش» على مناطق شاسعة في سوريا والعراق.