عواصم - (وكالات): رحب العراق أمس بخطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتشكيل ائتلاف دولي واسع للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» معتبراً أنها توجه «رسالة دعم قوية» لبغداد في تصديها لمقاتلي التنظيم المتطرف، فيما قال مصدر كبير في الكونغرس إن أوباما سيلتقي مع الزعماء الأربعة للكونغرس لمناقشة وضع التنظيم الثلاثاء المقبل، وسط قلق متزايد في أمريكا بشأن تقدمه.
وحدد أوباما خلال قمة الحلف الأطلسي «الناتو» أمس الأول إطار خطة لتشكيل ائتلاف واسع من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا. وعبر المجتمع الدولي عن مخاوفه حيال التنظيم الذي نفذ العديد من عمليات القتل والخطف واستهداف الأقليات الدينية في المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا. كما صدم العالم أجمع عندما قطع رأسي الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، ما أثار رد فعل عارم في الغرب دفعه إلى عقد قمة للتحرك ضد هذا التنظيم.
ورحب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بخطة أوباما وقال «إننا نرحب» بهذه الخطة مضيفاً أن بلاده «دعت مراراً شركاءها الدوليين لتقديم المساعدة والدعم لها لأن هذا التهديد بالغ الخطورة، ليس لشعب العراق او المنطقة فحسب بل لأوروبا وأمريكا والحلف الأطلسي».
وأضاف «إنها معركتنا في النهاية، لكننا بحاجة إلى دعم، فقدراتنا محدودة ونحن نحتاج إلى المساعدة لتعزيز هذه القدرات».
وتابع «لا أحد يتحدث عن إرسال قوات برية في هذه المرحلة، هناك دعوة لدعم جوي وتكتيكي وتسليح القوات البرية مثل المقاتلين الاكراد «البشمركة» وقوات الأمن العراقية وأيضاً لتأمين معلومات استخباراتية واستطلاعية».
وأرسلت الولايات المتحدة مستشارين عسكريين إلى العراق، وشنت سلسلة من الضربات الجوية على مواقع الجهاديين، فيما تعهدت عدد من البلدان الغربية بتسليح القوات الكردية للتصدي لمسلحي الدولة الإسلامية.
وقال أوباما إن تدخل دول المنطقة لمناهضة تنظيم الدولة الإسلامية «ضروري جداً».
إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن واشنطن لا تنوي التعاون عسكرياً مع إيران للتصدي لهذا التنظيم.
وأعرب أوباما عن ثقته بأن تنظيم «الدولة الإسلامية سيهزم»، مؤكداً أن «ائتلافاً دولياً واسعاً» سيشكل لمواجهته بالرغم من المشاكل العديدة التي ما تزال عالقة، في إشارة إلى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
بدوره، شدد القيادي في ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي على ضرورة أن تعمل بغداد على تشكيل لجنة أمنية موسعة مع واشنطن وحلف الناتو لتعزيز الأمن ومحاربة الإرهاب في العراق والشرق الأوسط.
وتخشى الدول الغربية وصول الإرهاب إلى أراضيها مع اجتذاب الدولة الإسلامية ألفي متشدد أوروبي بفضل نشاطها الدعائي على شبكة الإنترنت.
وأبقت المملكة المتحدة الباب مفتوحاً لتنفيذ ضربات جوية في العراق، لكن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قلل من إمكانية تنفيذ أي عمل فوري.
وقال في ختام قمة الناتو التي استمرت يومين في مدينة نيوبورت بمقاطعة ويلز البريطانية «هذا يستلزم وقتا وصبرا وعزيمة».
وسارعت كندا من جهتها إلى الاستجابة معلنة أنها ستقوم بنشر «بضع عشرات» من العسكريين في العراق بغية «تقديم النصح والمساعدة» للقوات العراقية. من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده مستعدة للمشاركة في الائتلاف الدولي مع «احترام قواعد القانون الدولي»، مستبعداً أي عمل في سوريا يمكن أن يساعد الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الدائرة في بلاده.
وسارعت واشنطن إلى التأكيد على أن الائتلاف الدولي الذي تحاول واشنطن تشكيله ضد «داعش» لا يمت بصلة إلى التحالف الذي قادته لاجتياح العراق في 2003 والذي تعرض لانتقادات شديدة.
وفي وقت لاحق، قال مصدر كبير في الكونغرس إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي مع الزعماء الأربعة للكونغرس الثلاثاء المقبل وسط قلق متزايد في واشنطن بشأن تقدم التنظيم. وسيضم الاجتماع هاري ريد الزعيم الديمقراطي لمجلس الشيوخ وميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في المجلس بالاضافة إلى جون بوينر رئيس مجلس النواب ونانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب.
ولم يكشف النقاب عما سيتناوله الاجتماع ولكن من المتوقع أن يركز على التهديد الذي يشكله «داعش».
ودعا نواب من الحزبين أوباما إلى أن يشرح بالتفصيل خططه لتعقب التنظيم بعد قيامه بالسيطرة على مساحات من العراق وسوريا وبثه شريطين مصورين لذبح صحفيين أمريكيين.
وانتقد البعض الرئيس لتقاعسه عن تقديم استراتيجية لكل من الكونغرس والرأي العام الأمريكي.
في موازاة ذلك، قال عضو مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري تيد كروز إن الأمريكيين الذين ينضمون إلى الدولة الإسلامية أو يساندونها أو يقاتلون في صفوفها يجب تجريدهم من الجنسية الأمريكية، مضيفاً أنه سيقدم تشريعاً يحظر على أي شخص يفعل ذلك العودة إلى البلاد.
في شأن متصل، أقدم التنظيم على إعدام 6 أشخاص بينهم 3 نساء في مدينة الموصل رمياً بالرصاص، خلال يومين، بحسب مصادر أمنية وشهود.
من جهة أخرى، قامت قوة من التنظيم تستقل مدرعات وسيارات همر عسكرية بمحاصرة منزل الشيخ ميسر فرمان الوكاع أحد وجهاء قبيلة الجبور، في منطقة القيارة.
وأوضحت مصادر أن «الوكاع وهو مرشح خاسر في الانتخابات الأخيرة اقتيد من منزله مع اثنين من أشقائه وأعدموا أمام منازلهم، الثلاثة في قرية الحود» جنوب الموصل.
وقام عناصر التنظيم بتفجير منزل الشيخ وأشقائه وحرق جميع سياراتهم قبل الانسحاب.
وينفذ التنظيم حملة خطف وقتل لكل الأشخاص الذين يشك في تعاونهم مع الحكومة في بغداد، أو هم من المناهضين لهم.
وكان التنظيم المتشدد أقدم على خطف 50 شاباً من قرية قرب الحويجة غرب مدينة كركوك، إثر قيام شباب في المنطقة بحرق راية التنظيم.