قال مسؤولون وقادة مجتمع ومواطنون إن جسر (الملك حمد) سيشكل دعامة حقيقية لمشروع الاتحاد الخليجي، وسيكون له مردوده الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وسيرسخ لقوة العلاقات البحرينية السعودية أنموذجاً يحتذى به في المنطقة الخليجية والعالم العربي والعالم قاطبة. وعبروا لـ (بنا) عن فرحتهم وسعادتهم بإطلاق خادم الحرمين الشريفين على الجسر الجديد -الذي سيتم إنشاؤه- اسم (الملك حمد) الذي سيربط شمال مملكة البحرين بشقيقتها المملكة العربية السعودية، وثمنوا المواقف التاريخية والمشرفة للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تجاه مملكة البحرين حكومة وشعباً.
وقال مستشار جلالة للشؤون الدبلوماسية د. محمد عبدالغفار «إن مشروع الجسر الجديد يمثل إضافة حقيقية للعلاقات الوطيدة بين المملكتين والشعبين الشقيقين، وهو ما يسهم في زيادة التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة وتوطيد هذه العلاقات بما ينفع الشعبين، وقال إن الجسر يمثل بالنسبة للبحرين والسعودية الكثير لأنه سيسهل انتقال السلع بين الجانبين ما يزيد من حركة التبادل الاقتصادي بشكل عام بالشكل الذي يحقق طموح قطاع الأعمال بين البلدين».
ورفع عبد الغفار تهانيه وتبريكاته للقيادتين في البلدين الشقيقين على هذه الخطوة التاريخية المهمة، وللشعبين البحريني والسعودي والشعب الخليجي عامة، داعين للمزيد من مد جسور التواصل بين الأشقاء في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه قال نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية الشيخ عدنان القطان «لا شك أن إنشاء جسر بين البحرين والسعودية هو خطوة طيبة ومباركة، وحقيقة أن البحرين في حاجة لتسهيل حركة مرور وتنقل الشاحنات والسيارات بين البلدين، ونشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تسمية هذا الجسر باسم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهذا ليس بمستغرب عن حكام المملكة العربية السعودية لحبهم ومودتهم لملك وشعب البحرين». وبارك فضيلته للقيادتين والشعبين في البلدين على هذه الخطوة التاريخية، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يحقق الطموحات والأمنيات الطيبة للبلدين، واعتبر أن هذه الخطوة التاريخية مقدمة للاتحاد الخليجي. أما الباحثة والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط الشيخة مها بنت عبد العزيز آل خليفة فأشارت إلى «أن علاقة البحرين بالسعودية قديمة وتاريخية وأزلية، ونحن نفتخر بهذه العلاقة، وإن إعلان خادم الحرمين الشريفيين مشروع جسر الملك حمد يؤكد أن الملك عبدالله صاحب رؤية ثاقبة ولم يأتِ بهذا الشيء من فراغ بل من تراكم خبرات في الحكم، وأن جلالة الملك حمد يستحق أن يخلدَ الجسرُ اسمَه، وأن الحكمة التي يتسم بها جلالته لم تأتِ من فراغ بل من رؤية استراتيجية عميقة الجذور في معالجة الأمور، خصوصاً بعد الأحداث التي مرت بها البحرين في 2011».
وأضافت «إذا نظرنا لموقع الجسر الجديد كما جاء في الأخبار من زاوية استراتيجية نذكر بالفخر والاعتزاز ما قاله خادم الحرمين الشريفين قبل سنوات أن (البحرين الابنة الصغرى)، ما يشير إلى أن الملك عبدالله يريد أن يحتويَ (الابنة الصغرى) من كل الجهات من الجنوب (الجسرة) في قلب البحرين حيث موقع جسر الملك فهد، والجسر الجديد من جهة الشمال، وهذا الاحتواء الحنين يعبر بصدق تام عن حب الشقيقة الكبرى للابنة الصغرى، ومن زاوية أخرى أقول إن الجسر الجديد جاء تتويجاً لكل الجهود الخيرة التي بذلها عاهل البلاد المفدى للارتقاء بالبحرين ومن خلال مشروعه الاصلاحي خطت المملكة خطوات كبيرة في المجالات كافة». فيما أكدت الكاتبة والمحللة السياسية سوسن الشاعر أن «خبر الإعلان عن الجسر الجديد (جسر الملك حمد) كان مفاجأة جميلة وسعدنا بها سعادة غامرة، ونحن نتطلع للمزيد من الروابط بين البلدين بل وبلدان مجلس التعاون الخليجي كلها، وأعتقد أن قيام الجسر يؤكد إدراك قوة العلائق والوثائق بين البلدين الشقيقين، والحاجة لجسر ثانٍ يدلّ على قوة العلاقة وحجم ما يربط بين البلدين، كما يؤكد على حجم وثقل التبادل والحاجة الماسة لقيام جسر آخر، ندرك أن الكلفة ستكون عالية لكن القيادة آثرت أن تضع جهدها لتسهيل الحركة والتنقل بين الجانبين». وأشارت إلى أن الجسر الجديد كذلك يعد لبنة إضافية في إنجاز حلم الاتحاد الخليجي، الذي يستدعي من كل دولة زيادة الروابط مع جاراتها، فإن قيام الاتحادات الكونفدرالية في كل مكان في العالم يبدأ بتشييد شبكات الطرق والجسور بين مناطق الاتحاد كافة حتى تسهم حركة التواصل في تقوية النسيج البشري بينها.
وباركت الشاعر للقيادة في المملكتين الشقيقتين وللشعب البحريني والسعودي وكل دول الخليج هذا الخبر المفرح، داعية الله تعالى أن يقوي الأواصر بين كل دول الخليج العربي.
وعَبّر الحَكَم الدولي المتقاعد إبراهيم الدوي عن سعادته بهذا الحدث قائلا «في البدء أرفع التهاني والتبريكات للقيادتين في المملكتين وللشعبين الشقيقين بمناسبة الإعلان عن إنشاء جسر الملك حمد الجديد الذي سيربط بين البلدين، الذي سيكون تكملة للجسر السابق، ما سيكون له مردود للاقتصاد البحريني والسعودي أيضا، ويسهل الكثير من الأمور التي تهم الحركة والانتقال بين الجانبين»، مشيراً إلى أن مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في حاجة لزيادة المعابر البرية بينهما لمضاعفة التبادل التجاري ولمجابهة التحديات والمهددات الأمنية على البلدين وعلى دول الخليج العربي، والجسر الجديد يمثل دافعاً حقيقياً للعلائق الاجتماعية بين الأهل في المملكتين، ويؤكد بشكل واضح على المحبة والمودة بين البحرين والسعودية. أما أمين عام جمعية (جود)عبدالرحمن الباكر فقد قدم التهاني والتبريكات لقيادة المملكتين العزيزتين حكومة وشعباً على هذا الإعلان الذي أفرحنا وغمرنا بالسعادة، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يديم عز القيادتين ويحفظهما من كل شر، وأن يوفقهما لما فيه الخير. وشدد على «أن البحرين والسعودية بلد واحد وليسا بلدين، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله سباق في مد يد العون للبحرين قيادةً وشعباً ووطناً، ويعرف الجميع أن هناك جسوراً وصلاتِ رحم عائلية بين الجانبين من قديم العصور، والجسر الجديد – جسر الملك حمد- الجسر الثاني يمثل امتدادا لصلات الرحم القائمة بين البحرين والسعودية، ونحن في البحرين دائما نقول إن البحرين ليس لها بد غير المملكة العربية السعودية، وهذا ما شهدت به مواقف الشقيقة السعودية التي تثلج صدورنا في الكثير من المجالات العسكرية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية». بدوره وصف أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين د.وهيب الناصر إعلان خادم الحرمين الشريفيين عن الجسر الجديد أنه «خبر مُسر ومفرح لكل مواطن خليجي بحريني سعودي، وأعتقد أنه كلما كان هناك جسور كانت الحركة بين الجسور أكثر، وهذا يعني أن المواطن سيكون أكثر راحة في التنقل من وإلى، وفي نظري أن جسر الملك حمد الجديد سيكون له مردود اقتصادي كبير، ويسهم في ازدهار السياحة الخليجية بين بلدانها، كذلك إنشاء هذا الجسر يقوم بتعزيز الأمن في المنطقة، وكلما كان هناك تواصل وسهولة حركة وتنقل بين البلدين وبلدان الخليج تكون حركة المرور منسابة بشكل جيد، وكلما كانت المخارج أكثر تسهل عملية الإنقاذ في حالة الطواريء والكوارث الطبيعية إذا قدر الله ذلك».
وقال الناصر إن «الجسر سيكون لبنة أولى تسهم بشكل كبير مستقبلاً في حركة القطارات التي ستربط منظومة دول الخليج، كما تم الربط الكهربائي وهو بلا شك يوفر الكثيرمن الفوائد الاقتصادية لدولنا ، والربط الكهربائي يقع ضمن مشروعات دول الخليج لأمن الطاقة، كذلك أرى أن الجسر الجديد الذي تم الإعلان عنه في لقاء جلالة الملك بخادم الحرمين الشريفين يعبر بشكل واضح المعالم عن مشاعر الحب والمودة والتواصل الإنساني والأسري بين البلدين». ولفت د.الناصر إلى أن «هناك فوائد قد لا يراها البعض وهي أن الجسر الجديد سيكون له مردود بيئي وذلك من خلال منع تدكس آلاف السيارات والشاحنات في جسر الملك فهد، والتكدس المروري كما هو معروف يمثل هدراً كبيراً للطاقة ويبعث الغازات الضارة بالبيئة وبالإنسان والخارجة من عوادم هذه الناقلات، كذلك من الفوائد الاقتصادية والبيئية والصحية أن الجسر المزمع إنشاؤه سيوفر قطع الغيار والإطارات، ويوقف الهدر الكبير للطاقة، كذلك فإن المرور السهل والمنساب بين الجسور يجعل المواطنين في حالة نفسية جيدة لأن التكدس المروري يخلق حالة ضغط نفسي على الناس، خاصة إذا كان السائق في طريقة لحضور مناسبة اجتماعية مع أسرته، أو لديه التزام بحضور مؤتمر أو أي فعالية ويصادف ذلك حرارة الجو، لكن بعد قيام جسر الملك حمد ستختفي كل هذه السلبيات، وسيشعر الجميع بالراحة، وإن شاء الله سيكون الجسر الجديد متميزاً من حيث التقنيات الحديثة، واللمسات الإبداعية، وتوافر كل متطلبات الراحة للسائقين ونحن فخورون كبحرينيين أو سعوديين وخليجيين». أما رئيس جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان يوسف بوزبون فقد عبّر عن فرحته بإعلان الجسر الجديد (جسر الملك حمد)، قائلا «في البدء نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وليّ العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وأرفع التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك بمناسبة الإعلان عن إنشاء جسر الملك حمد جسراً ثانياً يربط المملكتين الشقيقتين حكومة وشعباً. وأضاف «نحن نشعر بالسعادة والغبطة بهذا الحدث التاريخي الكبير الذي أكد على عمق وتجذر العلاقات بين المملكتين والشعبين، لما في ذلك من فوائد مباشرة -ليس على الجارتين فحسب- بل على مستوى دول مجلس التعاون والعالم العربي، وعندما نتحدث عن الاتحاد الخليجي فإن مشروع الجسر الجديد يعد دعامة حقيقية في تقوية جسور المحبة والتعاون والتكاتف بين بلداننا الشقيقة، وسيكون من الأعمدة المهمة التي يقف عليها الاتحاد الخليجي من خلال زيادة المنفعة الاقتصادية وسهولة التواصل الاجتماعي الأمر الذي يزيد من جسور الألفة والمحبة».