كتبت - شيخة العسم:
لا يشكل اليوم الدراسي الأول؛ مصدر قلق للأطفال فحسب، بل أن الآباء والأمهات لا ينتهي تفكيرهم بشأن هذا اليوم، ومشكلات أبنائهم خصوصاً «الشياطين» أصحاب النشاط والحركة.
تقول إيمان جاسم: للأسف طفلي لم يكن يحب الروضة، وكان يتغيب دائماً، ولم أكن مهتمة بالموضوع سابقاً، لكن اليوم أدركت خطورة ذلك، فالمدرسة أمر إجباري وملزم، وبدأت معاناتي منذ إيقاظه في الصباح الباكر، وصراخه في المنزل كله ولم يكن يريد أن يلبس ملابسه، لولا مساعدة والده، حتى وصلنا للصف والبكاء والصراخ لم يتوقف، وقد أجبرتنا المعلمة على تركه يبكي ليعتاد، تركناه وقلبي يتقطع، ولكن هذه الخطوة لابد أن تتخذ حتى يعتاد.
طفلي ضرب المديرة
بدورها تتذكر شيماء صالح: في أول يوم قام ولدي «الله يهداه» بضرب مديرة الروضة عندما تركته بعد إلحاح من المديرة ، حتى لا يعتاد جلوسي معه، وقد حذرت المديرة أن ولدي عنيف جداً، إلا أنها أصرت على تركة على أن أرجع بعد ساعة لأخذه، وعندما رجعت أخبرتني أنه ضربها بقوة و«شمخها» وقالت وهي تضحك «أريد تعويضاً فقد أصبت بـ «إصابة عمل». وكان موقفاً لا أحسد عليه فقد كان مبكياً ومحزناً في آن واحد بالنسبة لي، إلا أنني ذكرت الأمر لوالده وضحك كثيراً.
لكن رمضان خميس كان ولده متحمس للمدرسة، «ولدي «يحن» على المدرسة منذ أكثر من أسبوع، وقد كان سعيداً عند شراء الأدوات المدرسية، حتى أنه كان يقول لجدته ويسألها يومياً «متى المدرسة»، وهذا الأمر أسعدني جداً أنا ووالدته حتى لا نعاني ما يعانيه الأهل في أول يوم، وبالفعل لم تعان والدته عندما أخذته للمدرسة، وكان هادئاً وقد شكرت مدرسته هدوءه عندما ذهبت لتأخذه نهاية الدوام.
وتقول سيرين عبدالله إن ما هون علي دخول ابنتي الصغرى للمدرسة هذا العام هو وجود أختها الكبرى في الصف الرابع، وقد خفف علي هذا الأمر كثيراً بعد أن عانيت مع شقيقتها وأخيها، وهذا اليوم يعد اختباراً لقوة تحمل الآباء والأبناء كما أقول عنه دائماً، فأنا لا أنام ليلتها أبداً، وأبقى قلقة وأفكر في ردة فعل طفلي، لكن هذا العام كان أهون بكثير وقد طمأنتها بوجود أختها معها.
طفلي عنيد ومزاجي
بدورها تقول نعيمة محمد: كنت خائفة من هذا اليوم فأنا أعرف طفلي ومدى مزاجيته وعناده، والمدرسة أمر مختلف عن الروضة فهي أكثر انضباطاً وحزماً، ورغم بكائه وضربه لي طوال الطريق كما ترين فأنا أدعوا له بالهداية والتوفيق، وأحتسب معاناتي معه بالأجر».
من جهتها تعلق مديرة روضة براعم الهدى عواطف عبداللطيف: إن أول يوم دراسي هو اليوم الأصعب كما نعلم جميعاً وهو صعب على الأم والطفل، خصوصاً الجدد، وهو أمر غير معتاد، لهذا نقوم بتهيئة جو خاص لهم. وفي أول يوم تتكون معرفة الشخصيات والطبائع لدينا ولدى المعلمة، فمثلاً الشخصية المتمردة القوية وهي التي ترفض أن تدخل الصف بأمر من المعلمة أو المديرة مثلاً، وتبقى خارج الصف حتى تدخل بعدها بنفسها بعد أن ضلت مدة خارج الصف، الشخصية العنيدة التي نراها صامتة في أغلب الأحيان ولكنها تكون قوية ولا تبكي رغم خوفها من الداخل ولا تشارك في النشاط ، الشخصية الانطوائية والتي عادة ما تكتسبها من والدتها، تكون منعزلة وخائفة وربما تبقى طوال اليوم بدون أن تتحرك أو تأكل حتى، أما الاجتماعية فهي تتأقلم وبسرعة وتكون مرحة وتلعب.
وتضيف: لكننا نحن الإدارة والمدرسات نعاني مع الطفل المرتبط بأمه أكثر من الطفل الذي يرتبط بالشغالة مثلاً، أو تكون هناك علاقة فتور بينه وبين والدته، وذلك لسبب بسيط وهو أن الأول متعلق بوالدته فلا يريد أن يتركها فنلاقي صعوبة في أن نقنعه بتركها خصوصاً أول يوم ويمكن أن تطال الفترة إلى أسبوع وهذا الأمر هو أمر صحي جداً وهو أمر طبيعي، والخلل عادة تكون في الشخصية الثانية، فالنوعية الثانية، نجده يتأقلم مع المكان بسرعة ويندمج بدون أن يعير اهتماماً لوجود أمه أولاً، وهذا أمر غير صحي ويدل على علاقة الفتور بين الأم والطفل، لكن لا نريد أن نعمم، فكل طفل له مزاجيته وله شخصيته وطريقة تعامل خاص به. إلا أننا نحرص على أن لا تجلس الأم مع طفلها خصوصاً في اليوم الأول مدة طويلة حتى لا يعتاد الطفل وجودها، وبعدها تصعب السيطرة عليه، لهذا أقوم بإلهاء الطفل حتى تخرج الأم، وإن بكى فإنه سيبكي قليلاً وبعدها سيلعب مع الأطفال.