كتبت - نور القاسمي:
قال مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي د.توفيق خوجة إن البحرين تعتزم تنظيم منتدى ومعرض البحرين للتأمين الصحي برعاية وزير الدولة لشؤون الدفاع رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة أواخر ديسمبر المقبل بمشاركة ما لا يقل عن 20 خبيراً، و20 جهة خاصة وتأمينية.
وأوضح د.توفيق خوجة، خلال مؤتمر صحافي أمس، أن المنتدى سيسلط الضوء على الجهود التي تبدلها القيادة والحكومة من أجل توفير أفضل الخدمات الصحية للمواطن والمقيم في المملكة، حيث سيسعى القائمون على المؤتمر للدفع بالمبادرات والشراكة بين القطاعين العام والخاص للمساهمة في إنجاح المشروع التأمين الصحي في البحرين، مثمناً توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بدعم إقامة هذا المؤتمر ومساندة ولي العهد نائب القائد الأعلى على تكليف المجلس الأعلى للصحة وبالتنسيق مع جميع الجهات الصحية في كافة القطاعات.
وتابع أن أهم أهداف المؤتمر هي المساهمة في تنمية ونشر ثقافة التأمين الصحي ونشر بالتوعية الشاملة للمشروع الوطني للتأمين الصحي والذي يجمع كافة الجهات ذات العلاقة بالمشروع وأهمية توعية المواطنين والمقيمين بأهمية المشروع، مستفيداً من أفضل التجارب العالمية في تطبيق المشروعات المماثلة، كما أن المنتدى يهدف إلى خلق الوعي التأميني والتعريف بمنتجات التأمين المختلفة.
وأكد خوجة أن موضوع النظم الصحية وتحسينها استقطب اهتمام الجميع، وحدث ما يشبه الثورة في هذا المجال، وتأخذ الدول هذا الموضوع مأخذ الجد وتفجر طاقاتها الكامنة وتهتم بالتدريب والبحوث وإعداد الكوادر في مجالات الجودة ـ واقتصاديات الصحة ـ والحسابات الصحية الوطنية ـ ورسم السياسات والاستراتيجيات الصحية ـ وعبء المرضى وتحليل التكاليف واللامركزية في الخدمات ونظم التأمين الصحي وتمويل الخدمات الصحية ـ وتقييم أداء النظم الصحية سعياً منها إلى تحسين نظمها الصحية.
الأمان من المخاطر
وأضاف د.توفيق خوجة أن «انعقاد هذا المنتدى يأتي انسجاماً مع التوجهات العالمية التي تم الإشارة إليها، واعترافاً بالدور المحوري الذي تلعبه النظم الصحية في رفاهية الشعوب وأهميتها التي تتمثل في تحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي: «تحسين مستوى صحة الشعوب التي توفر لها الخدمات، الاستجابة لتوقعات الناس والاستخدام الأمثل للموارد وضمان الحماية المالية من التكاليف المترتبة على الأمراض».
وتحدث خوجة عن أهمية التأمين الصحي للارتقاء بصحة الفرد والمجتمع في دول المجلس، مبيناً أن أهمية التأمين الصحي بالنسبة للفرد تتمثل في توفير الأمن والأمان من المخاطر، نقل التكلفة الكارثية من الفرد إلى المجموعة، الاهتمام بذوي الدخول الضعيفة والمتوسطة وتقديم الخدمة الصحية متى احتاجها الفرد وأسرته، وسيلة ادخار فعالة للأفراد، وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي لفئات العمال والموظفين.
وقال بعدها تأتي أهمية التأمين الصحي بالنسبة للمجتمع والتي تتحقق بتحقيق الرفاهية للمجتمع وتحقيق العدل في توزيع الخدمات الصحية للسكان، المساهمة في تحسين الخدمة الصحية للفقراء، تحسين الصحة بالنسبة للفرد والمجتمع والبيئة وتحقيق التنمية للمجتمعات، إلى جانب توفير فرص العمل في مرافق تقديم الخدمات الصحية أو مؤسسات التأمين نفسها.
وتطرق خوجة إلى أهمية التأمين الصحي بالنسبة للدولة، وبين أن التأمين يساهم في توفير الموارد المالية لتمويل نفقات الخدمات الصحية الباهظة التكاليف، كذلك يساهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للسكان نوعاً وكماً من خلال تخفيف الضغط على استخدام المرافق الصحية العامة المجانية، وبالتالي يسهم في تحقيق أهداف السياسات الصحية.
إلى جانب ذلك، يساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة فرص الاستثمار في القطاع الصحي، ويزيد من توفير مزيداً من فرص العمل داخل مؤسسات وشركات التأمين الصحي، وزيادة الإنتاج يسبب الاستقرار في العمل.
أفضل الخدمات الصحية
وقال رئيس اللجنة العليا لمنتدى د.فيصل الناصر إن المنتدى فرصة لتنمية الوعي بين المواطنين والمقيمين بأهمية المشروع الوطني للتامين الصحي الشامل الذي اقره مجلس الوزراء والذي من المقرر تطبيقه خلال السنوات الثلاث القادمة ، موضحاً أن المنتدى يهدف إلى استعراض أفضل التجارب العالمية في تطبيق المشاريع المماثلة لتحقيق الاستفادة القصوى وبلورة التوصيات المقترحة من كافة الجهات المعنية، مؤكداً أن الاستفادة الأهم تتمثل في خلق الوعي التأميني والتعريف بمنتجات التأمين ودروها في حماية الأرواح والممتلكات والرعاية الصحية.
وأشار إلى أن المنتدى سيسلط الضوء علي الجهود التي تبذلها القيادة والحكومة من أجل توفير أفضل الخدمات الصحية للمواطن والمقيم إذا سيسعى القائمون على المنتدى بالمنجزات والشراكة بين القطاعين العام والخاص للمساهمة في إنجاح مشروع التأمين الصحي بالمملكة، موضحاً أن منتدى ومعرض البحرين للتأمين الصحي يشتمل على ثلاث مراحل أساسية، وهي التصور النهائي لنظام التأمين الصحي وتشريع المعايير والقوانين والأنظمة تنتهي بتطبيق المشروع على مراحل، موضحاً أن المشروع سيستعين بجهات استشارية دولية كمنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي للاستفادة من تجارب الدول المجاورة في تطبيق مثل هذه المشاريع. وحول دور الهيئة الوطنية للمهن والخدمات الطبية في المشروع الوطني للتامين الصحي قال الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور بهاء الدين فتيحة إن الهيئة ستعلب دور الحوكمة الفنية بين الأطراف المعنية بالمشروع، موضحاً أن عمل الهيئة سيتمثل أهمه في التنظيم، الرقابة، التطوير، والتحكيم. وأكد أن البحرين بحاجة إلى مزيد من الاستثمار في القطاع الصحي من أجل إنجاح مشروع التأمين الصحي، مبيناً أن المنتدى سيساعد المهتمين في المجال الصحي بالتعرف على ما قامت به الدول المجاورة والدول المتقدمة في هذا المجال، بالإضافة إلى دمج ما هو موجود ومتوفر من إمكانيات مع هذه الدول والتعاون معها.
ضمان استمرار الجودة
ومن جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للصحة إبراهيم النواخذة إن جميع أهداف المنتدى كانت مبينة على ضرورة الالتزام بحق المواطن للحصول على الخدمات الصحية بجودة عالية، وتمثلت في تطوير الخدمات الصحية والعمل على تحسين جودتها المقدمة، وضمان سهولة الحصول عليها وتيسير سبل الاستفادة منها، وإمكانية اختيار المواطن مكان علاجه سواء كان في مستشفى عام أو مستشفى خاص. فيما قالت مدير إدارة العلاقات العامة والدولية في وزارة الصحة وممثل وزارة الصحة في المؤتمر الصحفي أنيسة الحويحي إن موضوع الضمان الصحي يناقش منذ فترة طويلة، وهو موضوع قديم متجدد دائماً في البحرين، آملين أن يحقق الأهداف المرجوة منه. وبينت أن وزارة الصحة تدعم المنتدى دعماً مادياً ومعنوياً لتتمكن من إظهار المنتدى للجمهور بالشكل الذي يليق بسمعة البحرين.
وأوضحت أن التأمين الصحي يساعد الوزارة على ضمان واستمرار جودة الخدمات الصحية المقدمة من القطاعين الحكومي والخاص في ظل ارتفاع متوسط عمر الإنسان وارتفاع تكلفة الأدوية والأجهزة والأيدي العاملة، مع ندرة وقلة الاستشاريين والاختصاصيين في بعض التخصصات وللأمراض النادرة، بأقل سعر ممكن للراغب في الخدمة العلاجية الصحية.