كتبت - عايدة البلوشي:
يسلط كتاب «تويتر والبناء الاجتماعي والثقافي لدى الشباب»، للباحثة بسمة البناء؛ الضوء على الدور الذي يلعبه موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في التعرف على أنماط استخدامه، ورصد تناوله للأحداث والأخبار، من خلال تحليل وتفسير آراء الشباب الجامعي، للوقوف عند دوره وطبيعة تأثيره على البناء الاجتماعي والثقافي للمجتمعات العربية.
وفي حفل تدشين الكتاب في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، بينت البناء أن الكتاب ينقسم إلى عدة فصول، يتطرق الفصل الأول إلى الإعلام الجديد (New Media)، وإلى مفهومه ووظائفه وخصائصه وسماته، وفي الفصل الثاني تناولت مواقع التواصل الاجتماعي، من حيث المفهوم والنشأة والسمات الرئيسة، ودورها خلال أحداث «الثورات العربية»، باعتبارها أداة لصحافة المواطن أو ما يعرف بـ»الإعلام الشعبي». أما الفصل الثالث فيسلط الضوء على الدور الذي يلعبه موقع التواصل الاجتماعي «التويتر»، بالتعرف على أنماط استخدامه، ورصد تناوله للأحداث والأخبار، وأبرز ملامح الهوية الشخصية لمستخدميه. ويتناول الفصل الرابع البناء الاجتماعي والثقافي في ظل شبكات التواصل الاجتماعي، مستعرضاً أشكال التفاعل الاجتماعي الرقمي في المجتمعات الافتراضية وانعكاسها على البناء الاجتماعي، إضافةً إلى ملامح الهوية الثقافية العربية في المجتمعات الافتراضية والتأثير الثقافي لمواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت البناء: أما الفصل الخامس والأخير، فاشتمل على عرض للدراسة الميدانية التي أجريتها لمعرفة دور موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في البناء الاجتماعي والثقافي لدى الشباب الجامعي بمملكة البحرين، ويختتم الفصل الخامس بتقديم الاستنتاجات في ضوء نتائج التحليل الإحصائي، إضافةً إلى أهم التوصيات والمقترحات.
موضوع بحث مهم
من جهته قال رئيس مجلس إدارة مركز عبدالرحمن كانو علي عبدالله خليفة: إن الكتاب ينبع في تناوله من موضوع حي وهو أدوات التواصل الاجتماعي وهذه الأدوات إلى الآن عملت ثورة في تناول المعلومة ونقل الخبر وأرست تقاليد لثقافة جديدة لها سماتها ومميزاتها وتويتر واحد من هذه الأدوات والباحثة أخذت التويتر كنموذج لما بحثت في مجمل أدوات التواصل الاجتماعي وتأثيرها في البناء الاجتماعي واتخذت أسلوب البحث الميداني في التعريف على آراء من الشباب البحريني وهي عينة إيجابية أعطت مؤشرات وجعلت الباحثة إلى استنتاجات وهذه الاستنتاجات حرية بالدراسات بالذات منها التوصيات التي توصلت إليها الكاتبة.
وأضاف: لقد كنت قريباً من الباحثة وهي تعد البحث لأننا معنيين بتشجيع الشباب البحريني على البحث وهذه من أهداف إدارة البحوث الثقافية بالديوان وحقيقية في السنوات الأخيرة كان هناك تشجيع لمجموعة من الباحثين والباحثين الذين أخذوا طريق العمل الأكاديمي فاتجهوا إلى إعداد دراسات لنيل الماجستير والدكتواره، وكنا حريصين على التواصل مع هذه الفئة الجادة من الشباب المشتغلين في ميدان التحصيل الأكاديمي، ونحن نساعد ونشجع معنوياً وكذلك نقوم بتوفير بعض المصادر والتي يصعب على الباحث الحصول عليها وهذا التوجيه الأكاديمي يجب أن ينال حقه من التشجيع والدعم المعنوي والمادي، وأنا سعيد بأن الباحثة قدمت البحث وأثار الناشرين اللبنانيين ولفت نظرهم لأنها قدمت في ميدان مصادر قليلة ربما نادرة وكأنها بهذا البحث أسست معلومات وأفكار واستنتاجات جديدة من خلال رؤية عربية هذا المجال وأعتقد أن الكتاب جدير بالدراسة ويسد فراغاً في المكتبة العربية.
دراسة ماجستير
بدوره قال مستشار وزيرة الدولة لشؤون الإعلام د.حاتم الصريدي: إن هذا الكتاب في الأصل هو دراسة علمية أجريت سنة 2013 لنيل شهادة الماجستير في الإعلام والعلاقات العامة، لكن الكاتبة وبعد نيلها شهادة الماجستير استثمرت هذا البحث ونشرته في كتاب بعد إجراء التعديلات المناسبة للنشر. وهو أمر أحييه في الكاتبة وأشكرها عليه لأن معظم الدراسات المرتبطة بشهادات الماجستير والدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال لا تستثمر في مسألة النشر العلمي، رغم أن معظمها يمكن أن يكون ذو قيمة علمية هامة ومطلوبة. وقد حددت الكاتبة هدفها الأساسي من خلال هذا الكتاب وهو «تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في التعرف على أنماط استخدامه، ورصد تناوله للأحداث والأخبار، من خلال تحليل وتفسير آراء الشباب الجامعي، للوقوف عند دوره وطبيعة تأثيره على البناء الاجتماعي والثقافي للمجتمعات العربية».
واعتبر د.الصريدي، الكتاب إضافة نوعية لمجموع البحوث والدراسات الميدانية التي أجريت على استخدامات الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي في مملكة البحرين والتي يجب أن نقر بأنها إلى حد الآن شحيحة. كما يدخل هذا الكتاب في صنف البحوث والدراسات الوصفية الكمية التي تتناول بالبحث سلوك مستخدمي وسائل الاتصال عبر مقاربة سوسيو -ثقافية أو سوسيو-اقتصادية.
وتابع: حاولت الكاتبة التطرق إلى موضوع شائك ومعقد من الناحية العلمية وهو الإعلام الجديد. فشجاعتها تمثلت في التطرق إلى مسألة علمية مازالت تحت الجدل في مستويات عديدة: تحديد المصطلحات كمصطلح الإعلام الجديد مازال محل جدل في مستوى المصطلح نفسه، فهناك من يرفض مقابلة الإعلام الجديد بالإعلام التقليدي، ويرى أن الإعلام أصبح متجدداً بطبيعته لارتباطه بالتطور التكنولوجي السريع، وبالتالي لا يمكن الحديث عن إعلام قديم وإعلام جديد. كما إن مصطلحات بديلة ظهرت وباتت أكثر منطقية مثل «الإعلام المندمج» أو «الإعلام التمازجي»، والبعض الآخر يفضل استخدام «إعلام المستقبل» (مثال إدارة إعلام المستقبل في مؤسسة البي بي سي)، وتحديد المفاهيم: الجدل لا يشمل فقط المصطلحات، بل تعداها إلى مستوى المفاهيم، والإطار النظري، فإن النظريات العلمية المؤطرة لمجال الإعلام الجديد، كحقل علمي، مازالت هي الأخرى محل تجاذبات ونقاشات علمية، لأن أغلب النظريات التي تمت دراستها حول الإعلام التقليدي مازالت صالحة، بل تمثل تواصلاً لما وصل إليه الباحثون في هذا المجال. أما الحديث عن بعض النظريات الاتصالية التي أصبحت غير صالحة، مثل نظرية حارس البوابة أو نظرية Agenda Setting، فهو أمر نسبي. أيضاً هناك جهد واضح من ناحية تنويع المصادر وثرائها، فالكاتبة حاولت استخدام والاستشهاد بعدد كبير من البحوث والدراسات المرتبطة بالبحث. وكذلك الاستخدام الصحيح لقواعد ومعايير كتابة المصدر والبيبلوغرافيا، بما في ذلك المصادر الإلكترونية. إلا أنني أوجه للكاتبة لوماً بسيطاً يتمثل في ضرورة التنويع في استخدام المصادر العلمية ضمن الصياغة، وذلك من خلال وضع نص المصدر بين ظفرين من ناحية، أو أيضاً، وهو الأفضل إعادة صياغة فكرة المصدر أو الكاتب بكلماتك وإسنادها إليه، إضافةً إلى أن هناك مميزات أخرى للكتاب.
300 مفردة
أما فيما يتعلق بالدراسة الميدانية فقدمت الكاتبة مشكلة البحث وأهميتها بشكل واضح، واستعرضت الأسئلة الرئيسة المطروحة في البحث، مرفقة بفروض الدراسة والمصطلحات المستخدمة، وعرفت الكاتبة بالمنهجية العلمية المتبعة والمتمثلة في المنهج الوصفي، وهو من أكثر المناهج المعتمدة في تحليل ودراسة استخدام الجمهور لوسائل الإعلام، كما إنها لم تغفل عن الاهتمام بحدود الدراسة من حيث المكان والزمان.
وبالنسبة لعينة الدراسة، ذكر د.الصريدي أنها تضمنت 300 مفردة تمثل المجتمع الشبابي في مملكة البحرين ومن المستخدمين الفعليين لموقع التواصل الاجتماعي لتويتر. وربما لدي في هذا الإطار ملاحظة بسيطة تتمثل في اختيار الجامعات التي وزعت فيها الاستمارة (الجامعة الأهلية، جامعة المملكة، الجامعة العربية المفتوحة)، وغياب جامعة البحرين عن هذه العينة. ربما لن يكون هناك اختلاف في النتائج ولكن لا يحب ألا ننسى أن جامعة البحرين هي الفضاء الجامعي الأكبر والذي يشمل مختلف أصناف الشباب البحريني. كذلك ربما الشباب الجامعي ليس الممثل الوحيد لمصطلح «الشباب». وربما كان بالإمكان إدخال متغير العمر. كما إنني لا أرى جدوى من استخدام الجامعة أو التخصص أو السنة الدراسية كمتغيرات للدراسة. لكن ربما للكاتبة أسبابها التي نستوضحها ضمن النقاش.
توصيات مهمة
من جانبها علقت رئيسة المركز الأفريقي لحقوق الإنسان راضية الدريدي: لا يسعني إلا تأييد ما ذهب إليه أحد الأكاديميين في جامعة البحرين من أن الدراسة التي تضمنها كتاب الباحثة بسمة البناء وعنونتها بـ»دور موقع التواصل الاجتماعي تويتر في البناء الاجتماعي والثقافي لدى عينة من الشباب الجامعي بمملكة البحرين»، تأتي للمساهمة في سد الفراغ بالمكتبة العربية في مجال المؤلفات التي تتناول أثر مواقع التواصل الاجتماعي في مناحي الحياة المختلفة لشباب البلاد العربية، لافتة إلى أن الدراسة تهدف إلى معرفة دور موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وتأثيراته في الجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمع البحريني، ولتحقيق ذلك قامت الباحثة بإجراء دراسة وصفية لرصد واقع موقع « تويتر» وأنماط استخدامه، وتناوله للأحداث والأخبار والمواقف، من خلال تحليل وتفسير آراء الشباب الجامعي البحريني، لدوره وطبيعة تأثيره على البناء الاجتماعي والثقافي.
وثمنت نتائج الدراسة الجادة التي توجت بها الباحثة دراستها، حيث اقترحت عدداً من التوصيات التي أدعو الجهات المسؤولة إلى متابعتها والمساهمة في إدخالها حيز الواقع، أهمها: ضرورة حث الشباب على الالتزام بالمصداقية والتأكد قبل نشر الأخبار، مع الاهتمام بالمحتوى والمضمون. ضرورة توعية الشباب بسلبيات وإيجابيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وإرشادهم للاستخدام الأمثل لهذه المواقع. كما إنه من الضروري فتح نوافذ الحوار المتمدن ونشر ثقافة تبادل الرأي من خلال الندوات والمحاضرات الثقافية، بهدف مواجهة التعصب والانغلاق وعدم التسامح، ولإيجاد أرضية صلبة لبناء جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية. ضرورة عقد دورات تدريبية لفئة الشباب تستهدف تطوير مهاراتهم في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لصالح قضايا اجتماعية وثقافية تمس مجتمعاتهم، كذلك إنماء الإحساس لدى الأفراد بالخصوصية الثقافية والحضارية، وأهمية التفاعل الواعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الثقافات الأخرى على أساس التعاون والتكامل، لا الذوبان أو التبعية. وتوصية مؤسسات الدولة الإعلامية والتعليمية والثقافية إلى تبني استراتيجية وطنية على مستوى الدولة، من أجل إعادة إحياء اللغة العربية وتعزيز أهميتها والتأكيد على دورها المهم في تكوين الهوية المشتركة والجامعة للأفراد داخل المجتمع. بالإضافة لضرورة عمل دورات تدريبية وحملات توعية للأهل حول كيفية التعامل والحوار مع جيل الشباب من أجل كسبهم وتقليص الفجوة الحاصلة بين الأجيال. ودعوة الشباب وحثهم على العودة إلى القراءة من المصادر والمراجع:كالكتب والصحف والمقالات والدراسات التحليلية، من أجل تعميق المعرفة بالحصول على المعلومات من مصادر علمية معتمدة وموثوقة.
وبينت الدريدي، أن الباحثة شددت على ضرورة تعزيز تواجد كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني الاجتماعية والثقافية وغيرها على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص تويتر، من أجل التواصل مع قطاع واسع من الجمهور، ولضمان حصولهم على المعلومات من المصادر الموثوقة والجهات الرسمية. كذلك ضرورة الاهتمام بشكل جدي من قبل مؤسسات الدولة الثقافية والإعلامية والتعليمية، بتعزيز مكانة الثقافة الوطنية والقومية وتأكيد دور التراث والثقافة الشعبية اللذين هما جزء مهم وأصيل من الهوية الوطنية، والعمل على تقوية الجبهة الداخلية للهوية الثقافية للتصدي لأي غزو ثقافي.
يسلط كتاب «تويتر والبناء الاجتماعي والثقافي لدى الشباب»، للباحثة بسمة البناء؛ الضوء على الدور الذي يلعبه موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في التعرف على أنماط استخدامه، ورصد تناوله للأحداث والأخبار، من خلال تحليل وتفسير آراء الشباب الجامعي، للوقوف عند دوره وطبيعة تأثيره على البناء الاجتماعي والثقافي للمجتمعات العربية.
وفي حفل تدشين الكتاب في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، بينت البناء أن الكتاب ينقسم إلى عدة فصول، يتطرق الفصل الأول إلى الإعلام الجديد (New Media)، وإلى مفهومه ووظائفه وخصائصه وسماته، وفي الفصل الثاني تناولت مواقع التواصل الاجتماعي، من حيث المفهوم والنشأة والسمات الرئيسة، ودورها خلال أحداث «الثورات العربية»، باعتبارها أداة لصحافة المواطن أو ما يعرف بـ»الإعلام الشعبي». أما الفصل الثالث فيسلط الضوء على الدور الذي يلعبه موقع التواصل الاجتماعي «التويتر»، بالتعرف على أنماط استخدامه، ورصد تناوله للأحداث والأخبار، وأبرز ملامح الهوية الشخصية لمستخدميه. ويتناول الفصل الرابع البناء الاجتماعي والثقافي في ظل شبكات التواصل الاجتماعي، مستعرضاً أشكال التفاعل الاجتماعي الرقمي في المجتمعات الافتراضية وانعكاسها على البناء الاجتماعي، إضافةً إلى ملامح الهوية الثقافية العربية في المجتمعات الافتراضية والتأثير الثقافي لمواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت البناء: أما الفصل الخامس والأخير، فاشتمل على عرض للدراسة الميدانية التي أجريتها لمعرفة دور موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في البناء الاجتماعي والثقافي لدى الشباب الجامعي بمملكة البحرين، ويختتم الفصل الخامس بتقديم الاستنتاجات في ضوء نتائج التحليل الإحصائي، إضافةً إلى أهم التوصيات والمقترحات.
موضوع بحث مهم
من جهته قال رئيس مجلس إدارة مركز عبدالرحمن كانو علي عبدالله خليفة: إن الكتاب ينبع في تناوله من موضوع حي وهو أدوات التواصل الاجتماعي وهذه الأدوات إلى الآن عملت ثورة في تناول المعلومة ونقل الخبر وأرست تقاليد لثقافة جديدة لها سماتها ومميزاتها وتويتر واحد من هذه الأدوات والباحثة أخذت التويتر كنموذج لما بحثت في مجمل أدوات التواصل الاجتماعي وتأثيرها في البناء الاجتماعي واتخذت أسلوب البحث الميداني في التعريف على آراء من الشباب البحريني وهي عينة إيجابية أعطت مؤشرات وجعلت الباحثة إلى استنتاجات وهذه الاستنتاجات حرية بالدراسات بالذات منها التوصيات التي توصلت إليها الكاتبة.
وأضاف: لقد كنت قريباً من الباحثة وهي تعد البحث لأننا معنيين بتشجيع الشباب البحريني على البحث وهذه من أهداف إدارة البحوث الثقافية بالديوان وحقيقية في السنوات الأخيرة كان هناك تشجيع لمجموعة من الباحثين والباحثين الذين أخذوا طريق العمل الأكاديمي فاتجهوا إلى إعداد دراسات لنيل الماجستير والدكتواره، وكنا حريصين على التواصل مع هذه الفئة الجادة من الشباب المشتغلين في ميدان التحصيل الأكاديمي، ونحن نساعد ونشجع معنوياً وكذلك نقوم بتوفير بعض المصادر والتي يصعب على الباحث الحصول عليها وهذا التوجيه الأكاديمي يجب أن ينال حقه من التشجيع والدعم المعنوي والمادي، وأنا سعيد بأن الباحثة قدمت البحث وأثار الناشرين اللبنانيين ولفت نظرهم لأنها قدمت في ميدان مصادر قليلة ربما نادرة وكأنها بهذا البحث أسست معلومات وأفكار واستنتاجات جديدة من خلال رؤية عربية هذا المجال وأعتقد أن الكتاب جدير بالدراسة ويسد فراغاً في المكتبة العربية.
دراسة ماجستير
بدوره قال مستشار وزيرة الدولة لشؤون الإعلام د.حاتم الصريدي: إن هذا الكتاب في الأصل هو دراسة علمية أجريت سنة 2013 لنيل شهادة الماجستير في الإعلام والعلاقات العامة، لكن الكاتبة وبعد نيلها شهادة الماجستير استثمرت هذا البحث ونشرته في كتاب بعد إجراء التعديلات المناسبة للنشر. وهو أمر أحييه في الكاتبة وأشكرها عليه لأن معظم الدراسات المرتبطة بشهادات الماجستير والدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال لا تستثمر في مسألة النشر العلمي، رغم أن معظمها يمكن أن يكون ذو قيمة علمية هامة ومطلوبة. وقد حددت الكاتبة هدفها الأساسي من خلال هذا الكتاب وهو «تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في التعرف على أنماط استخدامه، ورصد تناوله للأحداث والأخبار، من خلال تحليل وتفسير آراء الشباب الجامعي، للوقوف عند دوره وطبيعة تأثيره على البناء الاجتماعي والثقافي للمجتمعات العربية».
واعتبر د.الصريدي، الكتاب إضافة نوعية لمجموع البحوث والدراسات الميدانية التي أجريت على استخدامات الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي في مملكة البحرين والتي يجب أن نقر بأنها إلى حد الآن شحيحة. كما يدخل هذا الكتاب في صنف البحوث والدراسات الوصفية الكمية التي تتناول بالبحث سلوك مستخدمي وسائل الاتصال عبر مقاربة سوسيو -ثقافية أو سوسيو-اقتصادية.
وتابع: حاولت الكاتبة التطرق إلى موضوع شائك ومعقد من الناحية العلمية وهو الإعلام الجديد. فشجاعتها تمثلت في التطرق إلى مسألة علمية مازالت تحت الجدل في مستويات عديدة: تحديد المصطلحات كمصطلح الإعلام الجديد مازال محل جدل في مستوى المصطلح نفسه، فهناك من يرفض مقابلة الإعلام الجديد بالإعلام التقليدي، ويرى أن الإعلام أصبح متجدداً بطبيعته لارتباطه بالتطور التكنولوجي السريع، وبالتالي لا يمكن الحديث عن إعلام قديم وإعلام جديد. كما إن مصطلحات بديلة ظهرت وباتت أكثر منطقية مثل «الإعلام المندمج» أو «الإعلام التمازجي»، والبعض الآخر يفضل استخدام «إعلام المستقبل» (مثال إدارة إعلام المستقبل في مؤسسة البي بي سي)، وتحديد المفاهيم: الجدل لا يشمل فقط المصطلحات، بل تعداها إلى مستوى المفاهيم، والإطار النظري، فإن النظريات العلمية المؤطرة لمجال الإعلام الجديد، كحقل علمي، مازالت هي الأخرى محل تجاذبات ونقاشات علمية، لأن أغلب النظريات التي تمت دراستها حول الإعلام التقليدي مازالت صالحة، بل تمثل تواصلاً لما وصل إليه الباحثون في هذا المجال. أما الحديث عن بعض النظريات الاتصالية التي أصبحت غير صالحة، مثل نظرية حارس البوابة أو نظرية Agenda Setting، فهو أمر نسبي. أيضاً هناك جهد واضح من ناحية تنويع المصادر وثرائها، فالكاتبة حاولت استخدام والاستشهاد بعدد كبير من البحوث والدراسات المرتبطة بالبحث. وكذلك الاستخدام الصحيح لقواعد ومعايير كتابة المصدر والبيبلوغرافيا، بما في ذلك المصادر الإلكترونية. إلا أنني أوجه للكاتبة لوماً بسيطاً يتمثل في ضرورة التنويع في استخدام المصادر العلمية ضمن الصياغة، وذلك من خلال وضع نص المصدر بين ظفرين من ناحية، أو أيضاً، وهو الأفضل إعادة صياغة فكرة المصدر أو الكاتب بكلماتك وإسنادها إليه، إضافةً إلى أن هناك مميزات أخرى للكتاب.
300 مفردة
أما فيما يتعلق بالدراسة الميدانية فقدمت الكاتبة مشكلة البحث وأهميتها بشكل واضح، واستعرضت الأسئلة الرئيسة المطروحة في البحث، مرفقة بفروض الدراسة والمصطلحات المستخدمة، وعرفت الكاتبة بالمنهجية العلمية المتبعة والمتمثلة في المنهج الوصفي، وهو من أكثر المناهج المعتمدة في تحليل ودراسة استخدام الجمهور لوسائل الإعلام، كما إنها لم تغفل عن الاهتمام بحدود الدراسة من حيث المكان والزمان.
وبالنسبة لعينة الدراسة، ذكر د.الصريدي أنها تضمنت 300 مفردة تمثل المجتمع الشبابي في مملكة البحرين ومن المستخدمين الفعليين لموقع التواصل الاجتماعي لتويتر. وربما لدي في هذا الإطار ملاحظة بسيطة تتمثل في اختيار الجامعات التي وزعت فيها الاستمارة (الجامعة الأهلية، جامعة المملكة، الجامعة العربية المفتوحة)، وغياب جامعة البحرين عن هذه العينة. ربما لن يكون هناك اختلاف في النتائج ولكن لا يحب ألا ننسى أن جامعة البحرين هي الفضاء الجامعي الأكبر والذي يشمل مختلف أصناف الشباب البحريني. كذلك ربما الشباب الجامعي ليس الممثل الوحيد لمصطلح «الشباب». وربما كان بالإمكان إدخال متغير العمر. كما إنني لا أرى جدوى من استخدام الجامعة أو التخصص أو السنة الدراسية كمتغيرات للدراسة. لكن ربما للكاتبة أسبابها التي نستوضحها ضمن النقاش.
توصيات مهمة
من جانبها علقت رئيسة المركز الأفريقي لحقوق الإنسان راضية الدريدي: لا يسعني إلا تأييد ما ذهب إليه أحد الأكاديميين في جامعة البحرين من أن الدراسة التي تضمنها كتاب الباحثة بسمة البناء وعنونتها بـ»دور موقع التواصل الاجتماعي تويتر في البناء الاجتماعي والثقافي لدى عينة من الشباب الجامعي بمملكة البحرين»، تأتي للمساهمة في سد الفراغ بالمكتبة العربية في مجال المؤلفات التي تتناول أثر مواقع التواصل الاجتماعي في مناحي الحياة المختلفة لشباب البلاد العربية، لافتة إلى أن الدراسة تهدف إلى معرفة دور موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وتأثيراته في الجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمع البحريني، ولتحقيق ذلك قامت الباحثة بإجراء دراسة وصفية لرصد واقع موقع « تويتر» وأنماط استخدامه، وتناوله للأحداث والأخبار والمواقف، من خلال تحليل وتفسير آراء الشباب الجامعي البحريني، لدوره وطبيعة تأثيره على البناء الاجتماعي والثقافي.
وثمنت نتائج الدراسة الجادة التي توجت بها الباحثة دراستها، حيث اقترحت عدداً من التوصيات التي أدعو الجهات المسؤولة إلى متابعتها والمساهمة في إدخالها حيز الواقع، أهمها: ضرورة حث الشباب على الالتزام بالمصداقية والتأكد قبل نشر الأخبار، مع الاهتمام بالمحتوى والمضمون. ضرورة توعية الشباب بسلبيات وإيجابيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وإرشادهم للاستخدام الأمثل لهذه المواقع. كما إنه من الضروري فتح نوافذ الحوار المتمدن ونشر ثقافة تبادل الرأي من خلال الندوات والمحاضرات الثقافية، بهدف مواجهة التعصب والانغلاق وعدم التسامح، ولإيجاد أرضية صلبة لبناء جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية. ضرورة عقد دورات تدريبية لفئة الشباب تستهدف تطوير مهاراتهم في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لصالح قضايا اجتماعية وثقافية تمس مجتمعاتهم، كذلك إنماء الإحساس لدى الأفراد بالخصوصية الثقافية والحضارية، وأهمية التفاعل الواعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الثقافات الأخرى على أساس التعاون والتكامل، لا الذوبان أو التبعية. وتوصية مؤسسات الدولة الإعلامية والتعليمية والثقافية إلى تبني استراتيجية وطنية على مستوى الدولة، من أجل إعادة إحياء اللغة العربية وتعزيز أهميتها والتأكيد على دورها المهم في تكوين الهوية المشتركة والجامعة للأفراد داخل المجتمع. بالإضافة لضرورة عمل دورات تدريبية وحملات توعية للأهل حول كيفية التعامل والحوار مع جيل الشباب من أجل كسبهم وتقليص الفجوة الحاصلة بين الأجيال. ودعوة الشباب وحثهم على العودة إلى القراءة من المصادر والمراجع:كالكتب والصحف والمقالات والدراسات التحليلية، من أجل تعميق المعرفة بالحصول على المعلومات من مصادر علمية معتمدة وموثوقة.
وبينت الدريدي، أن الباحثة شددت على ضرورة تعزيز تواجد كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني الاجتماعية والثقافية وغيرها على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص تويتر، من أجل التواصل مع قطاع واسع من الجمهور، ولضمان حصولهم على المعلومات من المصادر الموثوقة والجهات الرسمية. كذلك ضرورة الاهتمام بشكل جدي من قبل مؤسسات الدولة الثقافية والإعلامية والتعليمية، بتعزيز مكانة الثقافة الوطنية والقومية وتأكيد دور التراث والثقافة الشعبية اللذين هما جزء مهم وأصيل من الهوية الوطنية، والعمل على تقوية الجبهة الداخلية للهوية الثقافية للتصدي لأي غزو ثقافي.