أكد تقرير لوكالة أنباء البحرين «بنا» أن شروط البيعة كاملة تتوافر في رسائل التأييد والولاء التي أرسلها المواطنين والعائلات والقبائل والمجالس إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مشيراً إلى أن البيعة في أبسط معانيها هي العهد على الطاعة من الرعية للراعي، ولقد جاءت هذه الرسائل كلها لتؤكد على ذلك فمضامين الرسائل أكدت فيها العائلات والقبائل وجموع المواطنين الوقوف صفاً واحداً بكل عزم وإصرار مع جلالة الملك.
وأشار التقرير، الذي بثته الوكالة أمس، إلى أن الدلالة الخاصة أن تجديد البيعة لجلالة الملك المفدى حدثت بمبادرات ذاتية من المواطنين، فهم يستشعرون قرب قيادتهم منهم ومدى ما تبذله لتوفير سبل الحياة الكريمة لهم فكان رد الجميل ومبادلة الحب بالحب هو ديدنهم على مر العصور.
وأوضح أن رسائل الولاء والتأييد حملت تأكيداً من المواطنين للوقوف بجانب جلالة الملك المفدى، والتمسك بالوحدة الوطنية، وتفويض للعاهل من أجل العبور بالبلاد إلى بر الأمان، إضافة إلى أنها تأكيد على الثبات في وجه أعداء الوطن.
وبحس وطني يعبر عن مدى ولاء المواطنين لمليكهم وإدراكهم لما يتهدد المملكة من أخطار، تدفقت الجموع من أبناء الوطن لإرسال رسائل التأييد والولاء لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في مشهد عظيم يعبر عن مدى تعلق الشعب بمليكه ومدى حبهم لوطنهم وإخلاصهم له والثبات في الدفاع عنه واستعدادهم للتضحية من أجل رفعته.
وتعد هذه الرسائل تجديد للبيعة من جانب الشعب لمليكه، ولهذا مغزى ودلالة في نفوس شعب أقسم على الولاء لقائده عندما خرج في مشهد لن تنساه المملكة وسطره التاريخ عند مسجد «الفاتح» ليعلن الولاء لجلالة الملك في وجه من حاول نسف كل الثوابت وجر البلاد إلى أتون فتنة لا يعلم إلا الله ما كانت مآلاتها لولا وقوف جلالة الملك في وجه هذه المخططات ووراءه جموع الشعب الذي أعلن للعالم أن هذه ديمقراطيتنا التي تجهلونها وهذه بيعتنا فأخرس أصوات الفتنة وقدم للعالم أنموذجاً في الديمقراطية كما قدم أنموذجاً في الولاء والتضحية والفداء.
وفي قراءة لمضمون ما جاء في رسائل التأييد والولاء لجلالة الملك يمكن الخروج بعدد من الملاحظات المهمة نوجزها فيما يلي:
أولاً ـ أن شروط البيعة كاملة تتوافر في هذه الرسائل، فالبيعة في أبسط معانيها هي العهد على الطاعة من الرعية للراعي، ولقد جاءت هذه الرسائل كلها لتؤكد على ذلك فمضامين الرسائل أكدت فيها العائلات والقبائل وجموع المواطنين الوقوف صفاً واحداً بكل عزم وإصرار مع جلالة الملك كوقوف الجندي أمام قائده، وافتدائه بأرواحهم وأن الجميع فداء لإشارة جلالته وأن ولاءهم راسخ ومطلق وأرواحهم وأموالهم وعائلاتهم فداء ورهن إشارة جلالته. وأن الأحداث والخطوب والملمات لن تزيد هذا الشعب إلا إصراراً على الوقوف خلف قيادته.
ثانيًا ـ أن جميع فئات الشعب أظهرت إدراكاً لأهمية تجديد البيعة لجلالة الملك المفدى في هذه المرحلة المهمة في تاريخ المملكة والأمة، في ظل ما تمر به المنطقة من منعطفات وعرة غاية في الخطورة في ظل تربص أعدائها بها وفي ظل الفتنة التي تحيط بها، لذلك جاءت الرسائل لتؤكد على ضرورة التعاضد والتآزر والوقوف خلف قيادته الرشيدة لتجاوز هذه المحن وعدم إتاحة الفرصة لأعداء الأمة للنيل من الوطن.
إن شعب البحرين لن ينسى وقوف جلالة الملك في وجه مخططات الفتنة في فبراير 2011 وإدارته الحكيمة التي قادت إلى القضاء على هذا المخططات وحفظت للبحرين أمنها واستقرارها وها هي الجموع الشعبية من أبناء الوطن تؤكد ثقتها في جلالته في قيادة دفة البلاد عرفانًا بهذا الدور الخالد على مر التاريخ.
ثالثًا ـ إن تجديد البيعة عرفان وتعبير عن الرضا الشعبي بالسياسات التي يتبعها جلالة الملك في تسيير شؤون الوطن، والتي نبعت من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي لم تشهد له المنطقة مثيلاً، فهو برنامج إصلاح شامل أخذ المملكة لتغرد كواحدة من أبرز النماذج الناجحة في المنطقة محققة إنجازات تنموية طالت كافة المجالات، ففي السياسة الخارجية كانت البحرين أنموذجاً للاعتدال في توجهاتها مما وثق علاقاتها الدولية والإقليمية، وفي مجال التطور الديمقراطي تعد تجربتها الديمقراطية التي تتجه إلى خوض رابع انتخابات برلمانية وبلدية محل إعجاب وتقدير شعبي ودولي، أما أمنياً فقد استطاعت القيادة وبتوفيق من الله ومؤازرة شعبية قوية أن تنتصر على أخطر مخطط إجرامي استهدف المملكة ووجودها وعروبتها، أما اقتصادياً فقد أصبحت المملكة قبلة للمستثمرين والمركز المالي للمنطقة، وفي مجال التنمية البشرية فالمملكة في المراتب الأولى بشهادة تقارير الأمم المتحدة.
تفويض للملك
رابعاً ـ إن رسائل الولاء والإخلاص هي بمثابة تفويض لجلالة الملك لقيادة البلاد والعبور بها إلى بر الأمان والازدهار والنجاح الدائم والنماء، فالشعب يرى في جلالته الحاضر السعيد والمستقبل المشرق، والقائد الفذ الذي يقود المملكة الى آفاق رحبة تحقق لشعبه الوفي كل الخير والرفاهية، وللأمتين العربية والإسلامية مزيداً من المساهمات الإيجابية والفعلية لنصرة قضاياها المصيرية وتحقيق الاكتفاء والمساهمة في التنمية بمختلف أوجهها.
إن المواطن ليدرك أن المشروع الملكي الإصلاحي العظيم الذي يسير وفق رؤية شاملة للإصلاح والتطوير والتنمية بحاجة إلى ربانه الذي يدير دفته حتى يحقق أهدافه المرجوة، ويبعد به عن المنعرجات التي يراد له السقوط فيها.
إننا إذ نلمس في رسائل الولاء والإخلاص لجلالة الملك مدى الحب الجارف لجلالته من مواطنيه والثقة في حكمته ورجاحة رأيه والتطلع للمستقبل الباهر على يديه، فإننا نلمس أيضاً مدى الخوف الكامن فيها على مستقبل هذا الوطن، إنها رسائل رجاء واستغاثة بالملك أن يواصل المسيرة لإنقاذ هذا الوطن مما يحاك له من مؤامرات في الداخل والخارج.
خامساً ـ إن رسائل التأييد والولاء لجلالة الملك المفدى تحمل معنى مهم جداً نقرأه من بين سطورها واضحاً جلياً، وهو التأكيد الشعبي على الوقوف إلى جانب جلالة الملك لاستكمال مسيرة بناء هذا الوطن وأن يكون في عضده وأن يجود بنفسه وبكل ما يملك في سبيل ذلك راضياً، فبناء الوطن يحتاج إلى تضافر كل الجهود الوطنية المخلصة. كما نلمس في هذه الرسائل التأكيد الشعبي على الذود عن الوطن وحمايته من كل من تسول له نفسه الإضرار به، وهذه هي المشاركة الشعبية في أبهى صورها.
سادساً ـ إن الرسائل حملت تأكيداً من جانب المواطنين على التمسك بالوحدة الوطنية، فالمملكة على مر التاريخ كانت أرضاً للتسامح والتنوع والتعايش بين جميع أبنائها الذين كانوا على الدوام مخلصين لوطنهم وقيادتهم في مختلف المحطات والمفاصل التاريخية، يوثرون الوطن على غيره، ويجودون بأنفسهم دونه، ولا يحيدون عنه، ويتجاوزون بوحدتهم الراسخة كل التحديات والصعاب.إن روح المواطنة الحقة التي نتلمسها في هذه الرسائل لتؤكد أصالة هذا الشعب وعراقته فهذه سمات الرجال الشرفاء الذين يقيمون مكانة الوطن في الدرجة الأولى.
سابعاً ـ إن تجديد البيعة لجلالة الملك المفدى نبراس على أصالة هذا الشعب وتمسكه بدينه وبقيمه وهويته وتقاليده الراسخة منذ القدم، والسير على ما سار عليه الآباء والأجداد من الولاء للوطن وقيادته وللعائلة المالكة الكريمة، فالبيعة وتجديدها هي من القيم الدينية الراسخة لدى دول الخليج العربية توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل وصورة من صور التلاحم بينها وبين القائد ويحكي لنا التاريخ عن منظومة من الولاء سطرتها العوائل البحرينية الكريمة لآل خليفة الكرام، وهذه قيم سامية ورثتها العوائل البحرينية وتورثها لأبنائها على مر السنين والأيام.
ومما له دلالة خاصة أن تجديد البيعة لجلالة الملك المفدى حدثت بمبادرات ذاتية من المواطنين، فهم يستشعرون قرب قيادتهم منهم ومدى ما تبذله لتوفير سبل الحياة الكريمة لهم فكان رد الجميل ومبادلة الحب بالحب هو ديدنهم على مر العصور.
إن كل المعاني السابقة التي تحملها رسائل الولاء والإخلاص لجلالة الملك تؤكد على أصالة هذا الشعب ورسوخ القيم النبيلة لدى أبنائه، كما أنها دليل على وعي المواطنين واستشرافهم للمستقبل وبرهان ساطع على مدى تعلق الشعب بقيادته الحكيمة والعرفان بمجهوداتها من اجل رفعة هذا الوطن وحمايته. ولذا حملت ردود جلالة الملك على هذه الرسائل شكراً واعتزازاً بهذه الروح الوطنية الأصيلة وهذه المعاني الجميلة والراقية والسامية وتقديراً لجميع مكونات الشعب البحريني الكريم لصونهم الأمانة وثباتهم صفاً واحداً في المواقف المشرفة، حيث لفت جلالته إلى أن هذا الالتزام والصدق في القول والعمل ليس غريباً عليهم وأن ما أظهروه من تمسك بالعهد والوعد للقيادة هو سير على نهج آبائهم وأجدادهم الكرام بما ورثوا من خصال نبيلة يتصفون بها وما يتحلون به من شيم المروءة وكرم الأخلاق.
إن هذه الرسائل المتبادلة بين جلالة الملك وشعبه بما تحمله من حب وود ومشاعر نبيلة يجب أن نحرص عليها فهي حافز نحو بناء نهضة هذا الوطن، وليكون في مأمن من جميع الأخطار، كما إنها مبعث على الطمأنينة والبهجة والتطلع إلى غد مشرق مفعم بالخير لجميع أبناء الوطن تحت راية جلالة الملك المفدى.