عواصم - (وكالات): أكدت السعودية أنها ستستضيف غداً الخميس اجتماعاً عربياً أمريكياً بمشاركة تركيا لبحث مسألة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في المنطقة، وذلك وسط تنامي الجهود الأمريكية لإنشاء تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما أعربت دول عربية عدة عن تأييدها لجهود واشنطن لتشكيل تحالف واسع للتصدي للمتشددين الذين يقاتلون في العراق وسوريا مع توجه وزير الخارجية جون كيري إلى الشرق الأوسط لحشد الجهود. وتستضيف السعودية محادثات بين كيري ووزراء 10 دول عربية إضافة إلى تركيا من أجل القيام بعمل مشترك ضد «داعش». وجاءت هذه الخطوات
فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيتوجه الجمعة المقبل إلى العراق قبل أن تستضيف باريس الإثنين المقبل مؤتمراً دولياً حول الوضع في العراق، بحسب بيان للرئاسة.
ويتزامن وصول كيري اليوم مع الكلمة المنتظرة التي سيلقيها الرئيس الأمريكي باراك اوباما والتي وعد بأن يحدد فيها استراتيجيته لإلحاق الهزيمة بالمقاتلين المتطرفين الذين ارتكبوا مجموعة من الفظائع صدمت العالم. لكن الحملة العسكرية التي يشنها الجيش العراقي لاستعادة المناطق التي خسرها في شمال وغرب العراق في يونيو الماضي تواجه صعوبات وكذلك جهود الولايات المتحدة لإشراك الحكومات السنية في القتال ضد المتشددين، بسبب السياسات الطائفية في المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن المملكة «ستستضيف غداً الخميس في جدة اجتماعاً إقليمياً يضم دول مجلس التعاون الخليجي وكلاً من مصر والأردن وتركيا وبمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية».
وبحسب البيان الذي نشرته الوكالة، «سوف يبحث الاجتماع موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته». وكان مسؤول مصري رفيع أكد في وقت سابق أن «وزير الخارجية المصري سامح شكري سيشارك في اجتماع يعقد اليوم وغداً في جدة مع كيري ويضم كذلك وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن لبحث سبل التصدي للإرهاب» وتنظيم «الدولة الإسلامية». وفي بيروت أكد مصدر حكومي أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل سيشارك في الاجتماع. ويتوجه كيري إلى الشرق الأوسط في جولة تشمل خصوصاً الأردن والسعودية بهدف بناء تحالف دولي لمواجهة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، بحسب ما أعلنت الخارجية الأمريكية.
وتعهد وزير الخارجية الأمريكي عشية هذه الجولة ببناء ائتلاف واسع يضم أكثر من 40 بلداً ويستمر لسنوات من أجل القضاء على جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يزرعون الرعب في العراق وسوريا.
وأضاف «كل بلد له دور يلعبه في القضاء على تهديد الدولة الإسلامية والشر الذي تمثله».
وهذه الجولة التي يبدأها كيري اليوم في الأردن ثم السعودية، تصادف اليوم الذي سيعرض فيه الرئيس باراك اوباما «خطة عمل» ضد هذه المجموعة المسلحة المتطرفة وفي وقت وسعت واشنطن نطاق ضرباتها الجوية في العراق.
وقال كيري إن الهدف هو تشكيل «أوسع ائتلاف ممكن من الشركاء عبر العالم من أجل التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وإضعافه وفي نهاية المطاف دحره».
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية جنيفر بساكي أن أكثر من 40 دولة ستشارك بشكل أو بآخر في هذا التحالف ضد متطرفي «الدولة الإسلامية» الذين سيطروا على مناطق في العراق وسوريا.
أما الجامعة العربية التي امتنعت حتى الآن عن دعم الضربات الجوية الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق علناً، فقد أعربت عن تأييدها للقتال ضد التنظيم.
ودعا الأمين العام للجامعة نبيل العربي إلى «حشد الجهود العربية والدولية» لدعم العراق في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وستغيب عن اجتماع جدة سوريا الغارقة منذ 3 سنوات ونصف سنة في نزاع عسكري بين النظام ومسلحي المعارضة التي تدعمها العديد من الدول المشاركة في الاجتماع، بالإضافة إلى حليفتها إيران.
وسخر الإعلام السوري من القرار الأمريكي استبعاد دمشق من التحالف.
وتخشى سوريا أن تتضمن الجهود للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية شن غارات جوية على أراضيها دون إذنها.
وبدأت واشنطن شن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق في 8 أغسطس الماضي وشنت منذ ذلك الوقت نحو 150 غارة على أهداف التنظيم.
من جهة أخرى، قال مساعدون في الكونغرس الأمريكي إن مسؤولين من إدارة الرئيس باراك أوباما سيعقدون لقاءات هذا الأسبوع مع كل أعضاء الكونغرس بينما يعرض الرئيس موقفه بشأن مهاجمة متشددي «داعش».
وذكر مساعد في مجلس النواب إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية سيعقدون لقاء مع جميع أعضاء المجلس البالغ عددهم 435 غداً. وأوضح مساعدون في مجلس الشيوخ إن جلسة مماثلة ستعقد مع جميع أعضاء المجلس المئة بحلول اليوم.
في السياق ذاته، قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطالب الدول بتبني قوانين تجعل الانضمام للقتال إلى جانب المتطرفين في العراق وسوريا جريمة خطيرة.
ويتوقع أن يتم تبني مشروع القرار الذي تم توزيعه على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، في جلسة خاصة للمجلس برئاسة الرئيس الأمريكي في 24 سبتمبر الجاري.
ويطالب مشروع القرار المقترح الحكومات باتخاذ إجراءات بحق مواطنيها الذين يسافرون أو يخططون للسفر إلى بلد «بغرض ارتكاب أعمال إرهابية أو التخطيط أو الإعداد لها أو المشاركة فيها».
من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن أوضاع المنطقة تستدعي جهداً إقليمياً ودولياً لمكافحة ومحاصرة التنظيمات الإرهابية، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
وقال البيان، إن الملك عبد الله أكد خلال استقباله وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو في قصر الحسينية في عمان ان «التحديات والأوضاع الراهنة في المنطقة، تستدعي جهداً إقليمياً ودولياً مكثفاً للتعامل معها وإيجاد حلول جذرية لها بما يسهم في مكافحة ومحاصرة الحركات والتنظيمات الإرهابية ونزعات الغلو والتطرف الآخذة بالتوسع والتزايد، وصولاً إلى مستقبل أكثر أمناً واستقراراً لشعوب المنطقة».
من جهته، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون إلى تعاون أجهزة الاستخبارات في «العالم الحر» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».