إدنبره - (أ ف ب - العربية نت): يصل كبار قادة الأحزاب البريطانية الثلاثة إلى اسكتلندا قبل 8 أيام من الاستفتاء حول الاستقلال آملين بمنع حدوث ما يعتبرونه كارثة بالنسبة إليهم، أي فوز المؤيدين للانفصال وتفكك بريطانيا.
وأعلن عن توجه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال إد ميلباند وزعيم حزب الأحرار الديمقرطيين نيكولاس كليغ الشريك في الحكومة إلى اسكتلندا بشكل طارئ بعد يومين من نشر نتائج استطلاع للرأي يظهر تقدم المؤيدين للاستقلال على الرافضين. وأحيط برنامج كاميرون بإطار من السرية بسبب قلق أجهزته على ما يبدو من مزاج أنصار استقلال اسكتلندا.
وليس من المفترض أن يظهر كاميرون وميليباند وكليغ سوية بسبب رفض العماليين أن يكونوا إلى جانب رئيس الوزراء الذي لا يحظى بشعبية في هذه المنطقة، بحسب صحيفة «الغارديان».
وعبر رئيس وزراء اسكتلندا أليكس سالموند عن السخرية إزاء التعبئة المتأخرة لخصومه. واعتبر أنها تظهر بأن «نخبة وستمنستر تعاني من مرحلة هلع مطلق في الوقت الذي تهتز فيه أرض اسكتلندا تحت أقدامهم». كما انتقدت بعض وسائل الإعلام خطوة الزعماء الثلاثة. وبثت صحيفة «صن» صورة مفبركة تجمعهم مرتدين التنورة التقليدية الاسكتلندية في محاولة يائسة لجذب أنصار الاستقلال إلى جانبهم.
وتشكل زيارة إدنبره في الواقع إحدى محطات التدخل الأكثر أهمية لكاميرون في الحملة وتظهر بكل وضوح الضغوط المتزايدة على كاهل قادة المحافظين.
وأفادت بعض وسائل الإعلام أن رئيس الوزراء قد يكون مرغما على الاستقالة بسبب الغضب داخل حزبه إذا لم يكن قادراً على منع اسكتلندا من البقاء ضمن بريطانيا.
وتشير التقارير إلى أن ثلث بريطانيا تقريباً، أي أكثر من 78 ألف كيلومتر مربع، سيختفي من مساحتها البالغة 243 ألفاً و610 كيلومترات مربعة، وسكانها سينخفضون دفعة مليونية واحدة وعملاقة، من 64 إلى 58 مليوناً و600 ألف، وستخسر 245 مليار دولار من دخلها القومي كل عام، ومن بعدها تفقد الجزيرة الكثير من نفوذها وقوتها واقتصادها، بسبب كلمة من 3 أحرف، مؤلمة عليها كالمنشار، فيما لو اختارها سكان اسكتلندا في استفتاء بعد أسبوع يعلنون فيه استقلالهم عن المملكة المتحدة. ولو اعتمد السكان البالغون 5 ملايين و400 ألف، يمثلون 8% من سكان المملكة المتحدة، كلمة Yes بدلاً من لدودتها No التاريخية، في الاستفتاء الذي سيجري الخميس 18 سبتمبر الجاري، فسيجعلون المملكة المتحدة تخسر أيضاً إنتاجهم القومي الكبير، وهو مسيل للعاب على كل صعيد، وتؤدي خسارته إلى خسارة الإسترليني بين 10 إلى 11% من قيمته تقريباً، ولكن «بنعومة وبالتدريج» كما يتوقعون.