«مصلحة الوافد مقدمة على مصلحة المواطن، ولن نقوم بنقل مدرس وافد من أجلك أنت أيها المواطن، فأنت تستطيع أن تدبر أمورك أما هو فمغترب، فلذلك نقدمه عليك»! هذا ما قيل لي وما أجيب به عند مراجعتي قبل المعنيين بتنقلات المدرسين!
لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أسمع مثل هذا الكلام في وزارة حكومية في الوقت الذي يقوم فيه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة - حفظه الله – بالتأكيد مراراً وتكراراً على أن مصلحة المواطن مقدمة في هذا البلد وأن المواطن له الأولوية.
لا أكتب ها هنا كي يتم تنفيذ طلبي بخصوص إعادتي إلى المدرسة التي كنت أدرس بها، لا، فالحمد لله أنا حاصل على درجة الماجستير، والآن في مرحلة الدكتوراه، وبإمكاني تقديم الاستقالة وتدبير أموري بفضل الله، ولكن مقصدي من هذه الكتابة أن يعلم سمو رئيس الوزراء بما يرتكبه بعض الموظفين من مخالفات لتوجيهات سموه، وأن المواطن البحريني بات يعاني من تسلط وممارسات هؤلاء الموظفين الذين جعلوا - وبكل صراحة - من إذلال المواطن هدفاً لهم في وظائفهم؛ لأمنهم من المحاسبة.
فالمعنيون الذين قالوا مثل هذا الكلام وزادوا عليه بكلام فحواه أنهم لن ينفذوا أي توجيه يأتيهم سواء من مدير التعليم الثانوي أو من قبل الوكيل أو حتى من قبل الوزير، لم يقولوا إلا لأنهم أمنوا المحاسبة.
أوجه ندائي من خلال هذا المنبر لسمو رئيس الوزراء بمحاسبة مثل هؤلاء الموظفين الذين لا يعيرون مصلحة ابن البلد الأهمية التي يستحقها، الأمر الذي يعود سلباً على المواطن ويشعره بحالة من الإحباط واليأس.
أخيراً أقول: في الوقت الذي تتسابق فيه العديد من الدول لإكرام مواطنيها وتذليل الصعاب أمامهم نرى - وبكل أسف - عكس ذلك في بعض المواقع، حيث بات المواطن يصرخ ويصيح بأعلى صوته «غريب أنا في بلدي»!
أحمد عادل العازمي