عواصم - (وكالات): يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعطاء الضوء الأخضر لتوجيه ضربات جوية في سوريا ضمن استراتيجية محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما أعلن البيت الأبيض أن أوباما اتصل هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود قبل ساعات من خطابه الذي من المقرر أن يعرض فيه خطته لدحر «داعش» بالعراق وسوريا. وأبلغ الرئيس الأمريكي زعماء الكونغرس بأن لديه السلطة اللازمة لتنفيذ استراتيجيته لمحاربة التنظيم قبل كلمته التي من المقرر أن تكون بداية لعمليات موسعة ضده، بينما تحدثت تقارير عن طلب أوباما من الكونغرس الموافقة على تسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، في الوقت الذي دعا فيه الديمقراطيون إلى الاستجابة لطلب أوباما. في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بغداد إن «التحالف الدولي سيهزم المتطرفين» في العراق وسوريا. ويقوم كيري بجولة في الشرق الأوسط ترمي إلى تشكيل تحالف واسع ضد «داعش». وأضاف كيري خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه مسؤولين عراقيين «تحالفنا الدولي سينجح في القضاء على التهديد في العراق والمنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن «ما يسعى التنظيم المتطرف لتحقيقه لا علاقه له بالإسلام».
كما أكد كيري على أنه «ستعاد هيكلة الجيش العراقي في إطار الاستراتيجية الشاملة التي سيعلن عنها أوباما بمساعدة دول أخرى وليس الولايات المتحدة وحدها».
وتستضيف مدينة جدة السعودية اجتماعاً دولياً لمواجهة الإرهاب يضم كيري ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظرائهم في مصر والأردن والعراق وتركيا.
في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا ستشارك «إذا اقتضت الضرورة في عمل عسكري جوي» في العراق، متداركاً أن تحرك باريس لن يخضع للمعايير نفسها في سوريا.
وتأتي تصريحات كيري بعد محادثات مع قادة العراق الجدد حول دورهم في الجهود لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.
وتواجه الإدارة الأمريكية انتقادات متزايدة بسبب عدم قيامها بعمل قوي ضد مسلحي «الدولة الإسلامية» الذين ارتكبوا سلسلة من الفظائع عرضوا مشاهدها المريعة على الإنترنت. وتزامنت الزيارة مع مقتل 12 شخصاً في تفجير سيارتين مفخختين يقود إحداهما انتحاري.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «12 شخصاً بينهم اثنان من الشرطة قتلوا وأصيب 31 في تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب حاجز تفتيش للشرطة أعقبها انفجار سيارة» .
وتسارعت الجهود الدولية لصد التهديد المتزايد للتنظيم المتشدد. وفي هذا السياق يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند العراق غداً قبل تنظيم مؤتمر في باريس حول الأمن في العراق. ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اللقاء مع كيري إلى دعم دولي لمحاربة المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد.
وأكد مستخدماً نفس التسمية التي أطلقها الرئيس الأمريكي «إننا مصممون على محاربة هذا السرطان في العراق».
وأشاد كيري بالتزامات العبادي «المهمة» من حيث إعادة بناء الجيش والقتال ضد الدولة الإسلامية والإصلاحات الواسعة المطلوبة في العراق والتي وصفها بالضرورية من أجل جمع «كافة شرائح المجتمع على طاولة المفاوضات». ويعاني العراق انقسامات حادة بين مختلف طوائفه خصوصاً السنة والشيعة، ويتهم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بتحمل مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلاد.
وسيتوجه كيري اليوم إلى جدة غرب السعودية للقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التي طلبت الحصول على مزيد من التفاصيل بخصوص مشاركتها في التحالف. كما سيحضر ممثلون عن العراق والأردن ومصر وتركيا هذا الاجتماع الذي أعلن عنه بعد إعلان دول الجامعة العربية تصميمها على «التصدي لجميع التنظيمات الإرهابية» بما فيها تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما اتصل هاتفيا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود قبل ساعات من خطابه الذي من المقرر ان يعرض فيه خطته للتحرك ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
ويعلن أوباما خطته لهزيمة مقاتلي «داعش» بالعراق وسوريا في كلمة يوجهها للأمريكيين، قال البيت الأبيض إنها ستناقش عملاً عسكرياً أمريكياً مباشراً ودعم القوات التي تقاتل التنظيم في الدولتين.
وذكر البيت الأبيض في بيان قبل الكلمة أن الولايات المتحدة «ستنتهج استراتيجية شاملة للتفكيك وفي النهاية تدمير» تنظيم الدولة الإسلامية. وذكر البيان أن أوباما سيتطرق أيضاً إلى جهود إدارته لبناء تأييد دولي للخطة الأمريكية بين الحلفاء ودول أخرى في المنطقة والعمل مع الكونغرس.
وقد يأمر أوباما بضربات جوية لقائمة موسعة من الأهداف داخل العراق كما أنه يبحث توجيه ضربات في سوريا أيضاً بشرط أن تكون قوات المعارضة المعتدلة في وضع يتيح لها الاحتفاظ بالأراضي التي يتم تطهيرها من مقاتلي «داعش» بواسطة الضربات الجوية.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأمريكيين يؤيدون القيام بعمل ضد المتشددين.
وسرعت الولايات المتحدة تحركاتها في اعقاب قمة الحلف الاطلسي الجمعة الماضي حيث وضع عدد من الدول أسس هذا التحالف ضد التنظيم المتشدد المؤلف من الاف المسلحين، الذين يتم تجنيد بعضهم في الغرب. ويتوقع أن يكشف الرئيس الأمريكي استراتيجية بلاده من أجل «إنهاك» تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليه.
لكنه يستعد لإعطاء الضوء الأخضر لتوجيه ضربات جوية في سوريا ضمن استراتيجية محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب صحيفتي «نيويورك تايمز» و»واشطن بوست» الأمريكيتين.
وقالت الصحيفتان إن أوباما مستعد لتوسيع حملة الضربات الجوية إلى سوريا بعد بدئها في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة في البلدين.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول حكومي رفيع تأكيده ذلك في حين نسبته الصحيفة الأخرى إلى خبراء في السياسة الخارجية اجرى الرئيس الامريكي مشاورات معهم هذا الاسبوع.
ونقلت واشنطن بوست عن المساعدة السابقة لوزير الدفاع ميشال فلورنوي قولها ان اوباما مصمم على محاربة الدولة الاسلامية «في كل مكان لهم فيه اهداف استراتيجية».
وفلورنوي كانت ضمن الخبراء الذين التقاهم الرئيس الأمريكي مساء الاثنين الماضي.
وذكرت «نيويورك تايمز» أن أوباما ينوي «البدء بحملة طويلة المدى أكثر تعقيداً بكثير من الضربات المحددة الأهداف ضد القاعدة في اليمن أو باكستان أو غيرهما».
في المقابل، وجه نائب الرئيس السابق الجمهوري ديك تشيني انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس باراك أوباما على تعاملها مع الحركات الإرهابية في الشرق الأوسط، وذكر بالاسم جماعة الإخوان المسلمين، وطالب تشيني بسياسة فورية وقوية وحازمة وجريئة لهزيمة داعش.