عندما تسلم العنان إلى الحب فأنت في الحقيقة تسير في حديقة فيها أزهار بلا أشواك وفيها أبواب بلا أقفال.
هناك الكثير من الناس في العالم يختارون العيش بالمحبة ولكن في الحقيقة قد يقضون معظم وقتهم يتألمون في العالم الداخلي الخاص بهم ثم في عالمهم المجاور، لأنه نحن نتكلم فقط عندما توصد أمامنا أبواب السلام عن أفكارنا، وعندما نعجز عن الوصول لحالة السكون في وحدة قلوبنا، نتحول لنستولي على شفاهنا، فالصوت يلهينا ويسلينا، وفي الكثير من كلامنا يكاد فكرنا ينفجر من الألم والكآبة، فالفكر طائر يمكنه أن يبسط جناحيه في قفص الألفاظ، ولكنه لا يستطيع أن يطير.
إن الكثير منا يفضل العيش في النور، ونحن نحاول بلورة مثل هذه الحياة، إلا أنه عندما تختفي تلك الحديقة في الضباب فإنه لن تعرف عيناك جمال الأزهار ولن تقدر كلماتك على فتح الأبواب.
كيف وأين تبحث عن الطريق بدونه؟ ومعنى الكلام أزلي أبدي خالد لا يتغير إلا ليتجوهر، ولا يختفي إلا ليظهر بصورة أسمى، ولا ينام إلا ليحلم بيقظة أبهى، قد نكون غير مدركين للأسباب، فإن البشر من حولنا يجدون ألف طريقة لتفسير ذلك، وسوف تبقى مستمرة مع هذه العادة في حياتهم.
إن الإنسان الذي رأى النور لا يستهويه كل ما فيه وكل ما في الأرض وكل ما سيكون في الوجود، إنه لا يحتفظ بالعنان في خزانة خشية أن تفقد قيمتها. إنه هو سليل الإنسان الإنسان، إن الإنسان الإنسان ليس هذا الكائن الملقى على الأرض بل إنه بريق النجم المتسامي في النور.
علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية