كتبت - زينب العكري:
قلل عدد من السياسيين من إمكانية صعود نواب بالتزكية في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة، معتبرين أن الاحتمالية ضئيلة جداً.
وأكدوا أنه سيكون هناك نوع من التكدس لعدد المرشحين، ولكنهم عادوا ليتوقعوا أن يكون هناك نائب أو نائبين فقط يفوزان بالتزكية خلال الدورة الانتخابية المقبلة.
وأضافوا أن ظاهرة نواب التزكية غير مفضلة عكس التنافس الشريف حيث يكون المواطن له حرية الاختيار للكفاءة ولكن تختلط عوامل كثيرة في الوضع الحالي لا يفيد فيها التزكية أو الاختيار.
وتوقعوا أن تكون الانتخابات المقبلة ذات منافسة لا تختلف عن السنوات الماضية طالما لا يوجد نوع من الحراك السياسي الذي ينتج ناخباً جديداً لديه وعي.
وأشاروا إلى أن الترشح بالتزكية أمر مشروع ومتعارف عليه في كثير من الدول، ولكن عند تكرارها تصبح نوعاً من الظاهرة التي تنعكس سلباً على الحالة الانتخابية.
عوامل التزكية
وقال رئيس المكتب السياسي لجمعية ميثاق العمل الوطني، أحمد جمعة إن هناك أكثر من عامل لحالة نواب التزكية خلال السنوات الماضية، معتبراً أنها تشكل ظاهرة سلبية رغم أنها شيء مشروع ومتعارف عليه في كثير من الدول.
وأوضح جمعة: «هناك أكثر من حالة ترشح بالتزكية شهدناها على مدى السنوات السابقة، وهي بحد ذاتها تشكل ظاهرة ذات عوامل كثيرة ومن أهم العوامل هي ثقة الناخب بالمرشح، حيث إن الناخب بدأ يفقد الثقة تدريجياً في مستوى المرشحين من خلال الدورة الأولى لعام 2002 والثانية لعام 2006 والثالثة عام 2014.
وأضاف: «هناك نوع من التراجع في مستوى النواب والمرشحين وبالتالي يؤدي إلى نوع من الإحجام عن الانتخاب.. كثير من المواطنين يحجب عن الذهاب لصناديق الاقتراع، إضافة إلى قلة المنافسة التي تؤدي إلى نوع من الانعزال وبالتالي يصبح مرشح الدائرة نائباً بالتزكية».
وتابع: «العامل الثالث هو اللعبة الأساسية بين القوى السياسية بمعنى أن بعض الدوائر تعقد اتفاقات وصفقات بين القوى السياسية والجمعيات، وبالتالي تؤدي تلك الظاهرة إلى نوع من انسحاب المرشحين وترك الساحة لفوز المرشح ذي الائتلاف للفوز بالتزكية».
وأكد أن الترشح بالتزكية أمر مشروع ومتعارف عليه في كثير من الدول، ولكن عند تكرارها تصبح نوعاً من الظاهرة التي تنعكس سلباً على الحالة الانتخابية.
وسؤاله حول إمكانية أن تتكرر الظاهرة بشكل لافت في انتخابات 2014، أكد جمعة أنه من الصعب قراءة المستقبل لا يمكن التوقع عن المنظور، ولكنه عاد ليؤكد أنه من الممكن أن نشهد هذا العام حالات تزكية لمرشح أو اثنين.
وتوقع جمعة أن تكون الانتخابات المقبلة ذات منافسة لا تختلف عن السنوات الماضية طالما لا يوجد نوع من الحراك السياسي الذي ينتج ناخباً جديداً لديه وعي.
وأوضح أن الإشكالية السلبية الموجودة في البحرين أن الناخب وعيه بالنسبة للنائب محدود وينظر له ليحقق له الخدمات فقط وليس الدور التشريعي والسياسي، الناخب ينظر للمرشح ليحقق له بعض الأمور البسيطة.
ضآلة نواب التزكية
من جانبه، قال النائب السابق فريد غازي، إن عدد نواب التزكية خلال السنوات الماضية ضئيل بواقع نائب أو نائبين في كل دورة.
وتوقع غازي أن لا تتكرر هذه الحالة خلال انتخابات الدورة المقبلة 2014، مؤكداً أنه سيكون هناك نوع من التكدس لعدد المرشحين، ولكنه عاد ليتوقع أن يكون هناك نائباً واحداً فقط يفوز بالتزكية خلال هذه الدورة.
وأوضح غازي أن نواب التزكية من الناحية القانونية تفيد بفوز المرشح إذا خلت الدائرة من المرشحين المنافسين.
بدوره، قال عبدالرحمن الباكر إنه عند استعراض تاريخ الحراك النيابي في البحرين منذ بداية عهد الإصلاح لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، شهدنا دورتين تتخللها نواب التزكية في بداية الانتخابات عام 2002 والانتخابات التكميلية في 2010.
وأوضح الباكر أن هناك عدداً من المواطنين كانوا قد قاطعوا الانتخابات ولم يشاركوا لذلك إذا تقدم المرشح في منطقة دون منافس لذلك أغلبية الجماعة الذين صوتوا بحيث لا يوجد منافس له.
وأشار الباكر إلى أن ظاهرة نواب التزكية غير مفضلة عكس التنافس الشريف حيث يكون المواطن له حرية الاختيار للكفاءة ولكن تختلط عوامل كثيرة في الوضع الحالي لا يفيد فيها التزكية أو الاختيار.
وعن توقعات حول تكرر نواب التزكية في انتخابات 2014 بعد إعلان الجمعيات عن ائتلاف قال: «يعتمد ذلك على الائتلاف لو طرحت قائمتها بمرشحيها إلا أن هناك جمعيات أخرى إضافة لمجاميع كبيرة بدؤوا يبرزون في ساحة الترشح كمستقلين وستكون هناك منافسة شديدة.
وأضاف: «إلا إذا كانت هناك دائرة بها شبه إجماع على شخص أو عدم قناعة بمرشح معين قد يفوز المرشح بالتزكية، ويعتمد ذلك على عدد الأصوات التي سيحصدها في حالة غياب المنافس».
وكانت الانتخابات النيابية للعام 2002 أسفرت عن فوز 3 فائزين بالتزكية في محافظة العاصمة الدائرة 3، والمحافظة الوسطى الدائرة 4، والمحافظة الجنوبية الدائرة 6.
أما الانتخابات النيابية للعام 2006 فقد أسفرت عن فوز مرشحة واحدة بالتزكية فقط وهي النائب لطيفة القعود في المحافظة الجنوبية الدائرة 6.
ومن ناحية نتائج الانتخابات النيابية والبلدية 2010، فقد فاز 7 مرشحين 2 منهم نائب بلدي، محافظة العاصمة الدائرة 4 نيابي، محافظة المحرق الدائرة 1 نيابي، المحافظة الجنوبية الدائرة 4 نيابي، المحافظة الجنوبية الدائرة 5 نيابي، المحافظة الجنوبية الدائرة 6 نيابي، والبلدي كان في المحافظة الشمالية الدائرة 2، والمحافظة الجنوبية الدائرة 6.
وتخللت انتخابات 2010 انتخابات تكميلية بعد انسحاب عدة نواب، وفاز فيها 4 نواب بالتزكية هم عباس الماضي وجواد بوحسين وسوسن تقوي وعلي الدرازي.