واشنطن ترفض حضور إيران المؤتمر الدولي حول العراق بباريس
كيري يحاول إقناع تركيا بالمشاركة في ائتلاف مكافحة الإرهاب
ألمانيا تحظر أي أنشطة لدعم التنظيم وتعتبرها جريمة
أكثر من 31 ألف مقاتل من «داعش» بالعراق وسوريا
نائب فرنسي: نحو 100 متشدد عادوا إلى باريس من سوريا والعراق
المغرب يفكك «خلية إرهابية» ترسل مقاتلين لـ«داعش»
عواصم - (وكالات): أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن ثقته بالنجاح في تشكيل تحالف عالمي من الدول الأوروبية والعربية يدعم الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» المتطرف، مضيفاً من أنقرة أن «الولايات المتحدة ترفض حضور إيران للمؤتمر الدولي حول العراق ومحاربة «داعش» المقرر بعد غد في باريس». واعتبر كيري أن مشاركة طهران في المؤتمر «لن تكون في محلها»، خصوصاً بسبب «ضلوع إيران في سوريا». وحاول كيري في أنقرة إقناع تركيا بدعم التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، بعد رفض أنقرة الدولة المسلمة الحليفة للولايات المتحدة والعضو في الحلف الأطلسي أي مشاركة عسكرية في مكافحة التنظيم، في ما أكد أنه «من غير المناسب مشاركة إيران في المحادثات بشأن محاربة الإرهاب و«داعش»»، مشيراً إلى أنه «من السابق لأوانه تحديد دور كل دولة في الحملة ضد التنظيم». ويقوم كيري بجولة في الشرق الأوسط لإقامة تحالف دولي بهدف «إضعاف» و«إلحاق الهزيمة» بالتنظيم المتطرف في العراق وسوريا وفقاً للاستراتيجية التي كشف عنها الرئيس باراك أوباما في 10 سبتمبر الجاري.
لكن تركيا جارة العراق وسوريا ترفض مشاركة نشطة في العمليات المسلحة ضد المتشددين.
ولم توقع أنقرة في جدة بالمملكة العربية السعودية على البيان المشترك الذي صدر عن 10 دول عربية والولايات المتحدة التي التزمت بمقاتلة التنظيم بما في ذلك «عبر المشاركة في حملة عسكرية منسقة».
ولا ترغب أنقرة أيضاً في السماح للأمريكيين باستخدام قاعدتها الجوية في انجرليك جنوب البلاد والقريبة من الحدود السورية، لشن هجمات ضد المسلحين المتطرفين.
وتخشى تركيا من تعريض حياة 46 من رعاياها يحتجزهم المتطرفون منذ يونيو الماضي في الموصل شمال العراق.
وعلق دبلوماسي أمريكي رداً على سؤال حول رفض أنقرة بالقول «على ما يبدو هناك حساسيات في الجانب التركي نحترمها». وفي المجالس الخاصة، قلل مسؤولون أمريكيون آخرون من شأن التحفظات التركية، مؤكدين أن حليفهم يفضل التحرك من وراء الكواليس في الملف السوري بدلاً من الظهور في تحالف مناهض للمتطرفين.
واجتمع كيري -الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط سعياً لتشكيل الائتلاف الذي سيضم أكثر من 40 دولة- في أنقرة بوزير الخارجية مولود شاويش أوغلو وقال وهو إلى جانبه إن الولايات المتحدة وتركيا «شريكان مهمان وبالتأكيد داخل الحلف الأطلسي وإنما ليس فيه وحسب»، مشدداً على التعاون «في مكافحة الإرهاب». واكتفى الوزير التركي بالتطرق إلى «التحديات والتهديدات» التي يمثلها «العراق وسوريا». والتقى كيري لاحقاً الرئيس رجب طيب أردوغان ثم رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول شبه الحكومية عن مصدر في الرئاسة التركية قوله إن تركيا ستقف إلى جانب التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية من دون اللجوء مع ذلك إلى الخيار العسكري. وأوضح المصدر أن «تركيا والولايات المتحدة ستواصلان مكافحة كل المنظمات الإرهابية في المنطقة معاً كما كان عليه الحال في الماضي». وشدد المصدر بحسب وكالة أنباء الأناضول على أن «الطرفين أكدا مرة أخرى رغبتهما في مواصلة تقاسم المعلومات الاستخباراتية ومساعدة المعارضة السورية على الصعيد اللوجستي والإنساني لهذا الغرض». وسيتحدث الوزير الأمريكي مساءً أمام الصحافيين. وتركيا التي تستقبل 1.2 مليون نازح سوري على أراضيها، تخشى من جهة أخرى أن تؤدي عملية عسكرية دولية إلى زيادة تدفق اللاجئين وتفاقم الوضع الأمني على الحدود التركية الهشة بفعل الحوادث المستمرة. وسيزور كيري اليوم القاهرة حيث سيجري محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. ويتوقع وصوله إلى باريس الإثنين المقبل، حيث سيشارك في مؤتمر دولي حول العراق.
في شأن متصل، أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي اي ايه» أن عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق «يتراوح بين 20 ألفاً و31 ألفاً و500» مقاتل، في تقديرات جديدة تزيد بأضعاف عن تقديراتها السابقة البالغة 10 آلاف مقاتل.
وصرح مسؤول في الوكالة أن بين عدد مقاتلي التنظيم في سوريا هناك 15 ألف مقاتل غير سوري، من بينهم ألفا مقاتل غربي. في الوقت ذاته، أعلنت ألمانيا حظر أي نشاطات تدعم تنظيم «الدولة الإسلامية»، محذرة من أن التنظيم «الإرهابي» الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، يشكل كذلك تهديداً لأوروبا.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير إن قرار الحظر يسري فوراً ويشمل نشاطات تجنيد المقاتلين ونشر أي شارات أو رموز على صلة بالتنظيم.
وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي ارتكب فظائع مريعة، يشكل تهديداً للأمن العام في ألمانيا، مؤكداً «نحن نواجه هذا التهديد بقوة اليوم».
كما أعرب الوزير مجدداً عن مخاوف بأن نحو 400 ألماني توجهوا إلى العراق وسوريا للقتال إلى جانب المتطرفين.
ويأتي حظر «الدولة الإسلامية» في ألمانيا وسط دعوات من سياسيين وإعلاميين لألمانيا بالتصدي للدعاية الإسلامية التي يقوم بها المتشددون، بعد أن قامت مجموعة صغيرة منهم بالخروج إلى الشوارع وأطلقت على نفسها «الشرطة الشرعية». وقال عضو البرلمان الفرنسي النائب الاشتراكي سيباستيان بيتراسانتا إن نحو 100 متشدد قاتلوا مع التنظيمات المعارضة في سوريا والعراق عادوا إلى فرنسا وهو ما يحتاج إلى موارد «هائلة» للمراقبة واتخاذ تدابير أمنية أخرى لمنع وقوع هجمات. وأضاف أن من بين عدد يقدر بنحو 1000 متطوع غادروا فرنسا عاد نحو 100 وهم موجودون الآن في البلاد. في غضون ذلك، رفعت أستراليا الملتزمة إلى جانب الأمريكيين في محاربة التنظيم المتطرف مستوى التحذير من التهديد الإرهابي المتمثل بالمقاتلين الأستراليين العائدين من العراق وسوريا.
ولأول مرة منذ عام 2003 وبعد نحو شهر من لندن، رفعت كانبيرا مستوى التحذير من «متوسط» إلى «مرتفع»، ما يعني أن مخاطر وقوع عمل إرهابي «مرجحة» من دون أن تكون بالضرورة «وشيكة». وأعلى مستوى للتحذير هو «الأقصى» في حال خطر وقوع «اعتداء وشيك أو أنه وقع» فعلاً. وقال رئيس الوزراء توني ابوت ووزير العدل جورج برانديس في بيان «إن أجهزة الأمن والاستخبارات تبدي قلقها حيال العدد المتزايد من الأستراليين الذين يعملون مع مجموعات إرهابية مثل «داعش» وجبهة النصرة والقاعدة. إن الخطر الذي يمثلونه يتصاعد منذ أكثر من سنة».
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المغربية عن «تفكيك خلية إرهابية يتزعمها أستاذ بالتعليم الابتدائي»، قالت عنها إنها تنشط في «تجنيد مقاتلين مغاربة» بقصد الالتحاق بتنظيم «داعش» بسوريا والعراق.
وقالت الداخلية المغربية في بيان رسمي إن «الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، على ضوء معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت من تفكيك خلية إرهابية يتزعمها أستاذ بالتعليم الابتدائي».
من جانبها اعتبرت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، أن بلادها «لابد» أن تكون جزءاً من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة «داعش»، في تصريحات نشرها الإعلام الرسمي السوري.