وصف الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني نظام ولاية الفقيه بأنه «المنبع الأساس للتطرف والاستبداد الديني»، مشيراً إلى أن «ذلك النظام مثل من يقتل القتيل ويمشي في جنازته، فهو في الوقت الذي يمارس فيه تطرفه واستبداده باسم الدين، يزعم حرصه على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»».
وأضاف العلامة الحسيني «يقتل القتيل و يمشي في جنازته، هذا هو حال نظام ولاية الفقيه هذه الأيام وهو يمتشق كذباً ودجلاً سيفه الخشبي لمقاتلة الإرهاب المتمثل حالياً بداعش، وهو بذلك يريد أن يضرب أكثر من هدف بسهم واحد، فهو يريد إبعاد الشبهات الأكثر من قوية بشأن كونه مصدر الإرهاب والتطرف الديني من جانب ومن جانب آخر يريد إظهار نفسه بمظهر الحريص على الأمن والاستقرار في المنطقة، في الوقت الذي يعلم العالم كله أنه مصدر القلاقل والفتن والأزمات لدول المنطقة والأكثر خبرة وممارسة في إثارتها وإشعالها».
وتابع العلامة الحسيني «تداخل الظروف والأوضاع في المنطقة والتطورات والمستجدات المتباينـة والتي تتموج كلها في بحر الفتن والمحن والأزمات والمشاكل التي اختلقها النظام الإيراني في سوريا والعراق واليمن والبحرين والسعودية ولبنان، وصارت آثارها و تداعياتها تمتد رويداً رويداً إلى الدول الأخرى وتهدد أمنها واستقرارها، ويريد النظام الإيراني بعد أن أشعل نيران الفتنة وملأ المنطقة بدخانها الخانق، أن يتملص من المسؤولية ويلقي بالتبعات والمسؤوليات كلها على عاتق تنظيم داعش، وهو يعتقد بأن العالم قد تناسى السيناريو الخبيث الذي وضعه بالاشتراك مع نظام الرئيس بشار الأسد لدفع داعش للواجهة في سوريا على حساب الثورة السورية، وكيف أن هذا التنظيم قد تم توجيهه ليشاغل الثورة السورية ويلهيها عن الخصم الرئيس أي نظام الأسد، كما أن قضية استخدام السلاح الكيميائي التي كادت أن توقع بنظام دمشق وتطلق رصاصة الرحمة على رأسه، لكن تدخل النظام الإيراني من خلال هذا التنظيم المتطرف والإيحاء بأن المعارضة السورية أيضا مشكوك بأمرها من حيث استخدامها للسلاح الكيميائي، قد كان بمثابة طوق النجاة للنظام السوري وإنقاذه من غرق محقق».
وأشار العلامة الحسيني إلى أن «نيران الأزمات والمشاكل الحادة والخطيرة في العراق التي جاءت معظمها من وراء التدخلات السافرة لنظام ولاية الفقيه في الشؤون الداخلية للعراق وفرضه توجيهات سياسية وأمنية مشبوهة على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وقيامه أيضاً باستغلال الميليشيات المسلحة التي أسسها في العراق وترتبط به مباشرة ودفعها لارتكاب مجازر بحق أبناء المذاهب الأخرى، وحتى في المذهب الشيعي، وبالتالي إشعال نار فتنة طائفية بغيضة، كانت الأرضية التي افترشها النظام الإيراني عن عمد وسابق إصرار من أجل التمهيد لإدخال داعش إلى العراق بعد أن تكبد هزيمة سياسية شنعاء بإجباره على التخلي عن حليفه نوري المالكي ودفعه للتنحي عن منصبه، وبعد أن رأى هذا النظام بأن إقصاء المالكي سيفتح الأبواب على مصراعيها لطرح ملف نفوذه وتدخلاته الواسعة في بلاد وادي الرافدين، ومن هنا كانت هذه الفتنة الكبرى التي نرى نظام ولاية الفقيه المسؤول الأكبر عنها، وأن زعمه بأنه يريد المشاركة في الحرب ضد التطرف والإرهاب والذي يبدو أن هنالك بعض من ذوي الأفق الضيق الذين صدقوا بأن للثعلب ديناً وتأملوا من جراء سذاجتهم وقصر نظرهم بشأن هذا النظام من أنه سيكون عوناً في محاربة الإرهاب والقضاء عليه، متناسين أن نظام ولاية الفقيه هو بالنسبة للتطرف والاستبداد الديني والإرهاب بمثابة الأم و الأب ومنبعه الأساس».