كتب حذيفة إبراهيم:
جهد فقهاء الأمة الإسلامية في دراسة وتمحيص ظاهرة الخلافة والإمامة، وبيان كيفية وصول «الوالي» أو الفقيه لسدة الحكم وممارساته بعدها، فضلاً عن قضية الخروج على ولي أمر المسلمين ومبايعته.
ويعتبر نظام «ولاية الفقيه» القائم منذ نهاية السبعينيات في إيران، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، نتاجاً لأفكار متشددة، وهي وإن اختلفت في المسميات إلا أن جوهرها واحد لجهة الأهداف والهيكل التنظيمي وآليات التجنيد ومصادر التمويل وغيرها، ما يؤشر إلى أن هذه النظم المستحدثة ولدت من رحم واحد.
ولا يأخذ المراقب المحلل وقتاً ليجد التشابه الكبير بين نظامي «داعش» و«ولاية الفقيه»، ابتداءً من رأسيهما، وصولاً لأصغر التفاصيل، فخليفة المسلمين والولي الفقيه مقدسان، وتجب طاعتهما العمياء المطلقة، رغم اعتبارهما بشراً يخطئون ويصيبون، إلا أن رفض أوامرهما يعني «الموت». كما يتشابهان في اعتبار النظامين محكومين بالمؤسسة الدينية المطلقة.