كتب - حسن الستري:
اقترح الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى تأسيس نظام إقليمي وأمني جديد في المنطقة العربية، متسائلاً «طالما حدث التغيير هل يستطيع النظام العربي الحالي القيام بمهمته، أم يتطلب تغييراً جذرياً؟»، داعياً إلى تشكيل مجموعات عربية لمناقشة الموضوع بالعصف الفكري.
ودعا عمرو موسى، خلال ندوة «تطورات الوضع في العالم العربي والشرق الأوسط» التي نظمتها جمعية الصحفيين البحرينية أمس في مركز عيسى الثقافي تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، إلى التعبئة لمواجهة «داعش»، مشيراً إلى أن الوضع أكثر خطورة من ذلك، وأن هناك أسباباً أدت لظهور داعش وغيرها، وإذا استمرت هذه الأسباب ستستمر هذه المنظمات في الظهور، ولابد من مناقشة الطائفية والحكم الدموي والتفرقة الدينية، ويجب أن يكون هناك علاج مستمر، كما يجب وقف الدعم الذي أعطى تمويلاً لهذه المنظمات.
وأشار إلى أهمية التقدم في البناء العربي بمبادرة تتعلق بمستقبل الشرق الأوسط، مبادرة ليست متعلقة بالنظام الإقليمي، لأن الأمن لن يستتب طالما توجد نظرات تقسم الأمن.
وأضاف موسى أن دول إيران وتركيا وإسرائيل، لن تستطيع قيادة المنطقة لا واقعاً ولا ادعاء، المنطقة عربية، هم لهم مكانهم كقوى بالمنطقة ولكن لا يمكن أن يكون لهم الرأي الأوحد.
وقال عمرو موسى إن المشكلة في الجوار العربي الآسيوي، ولا توجد مشاكل مع أفريقيا والعرب، معتبراً أن موضوع السنة والشيعة أخرجه البعض من القمقم تعمداً، مؤكداً أنه لابد من التمهيد لتفاهم عربي إيراني جذري.
مسؤوليات مشتركة لتحقيق الأمن
وأكد عمرو موسى، في بداية الندوة، أنه في حديثه لا يمثل حكومة مصر بل يمثل المجتمع المصري أو قطاعات منه، وأن قطاعا عريضا من الشعب المصري يؤمن بالرابطة الوثقى بين مصر والعالم العربي، وذكر أن مصر تحتاج العرب بقدر ما يحتاجونها، لأن المسؤوليات مشتركة لتحقيق الأمن والتقدم لمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وهي مسؤولية كبرى علينا أن نحملها كواجب علينا.
وقال: تداعى الوطن العربي حين تأزم وضع مصر واضطرب بالعراق وتمزقت سوريا، وقبل ذلك حين وصلت الحماقة كلها إلى غزو الكويت، كما تأثر الوضع السياسي كله بعد ثورة تونس، إذن هناك رابطة لا مثيل لها بين الدول العربية، فالمستقبل مشترك والواجب علينا تدبر الأمور برصانة وحسن إدارة والابتعاد عن المزايدات والمشاحنات التي فرقتنا وأن نرتفع لمستوى المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة الاستثنائية.
وتابع: بخصوص الوضع في مصر وتصوري لمواجهة القضايا الحالية في المنطقة وكذلك المستقبل، فقد لبيت دعوة من معهد السلام الدولي وكان يناقش موضوعاً نحن المسؤولين عنه، يناقش ما جرى قبل 100 عام من قيام الحرب العالمية الأولى وتقسيم العالم العربي في اتفاقية سايكس بيكو والتحديات الموجودة والقائمة والعالم منشغلة بها، وحين يناقشون هذا العام يقفز فوراً الوضع في العالم العربي وأوكرانيا والاهتمام بالشرق الأوسط كبير جداً، لأن المصالح كبيرة ومصيره مؤثر اقتصادياً على دول كبرى. فموضوع سايكس بيكو وانتهاء الدولة العثمانية وقيام دول عربية جديدة، موضوع يهمنا لأنه هو الأساس الذي قام عليه العالم العربي الذي كان متحركاً طول القرن العشرين.
واستطرد: في يناير 2011 بدأت الانتفاضات ضد الحكومات القائمة، وبصفة خاصة تونس ومصر، أعتقد أن المشكلة في مصر سوء إدارة الحكم وتراكم ممارسات أدت إلى ذلك، ونحن كمصريين رأينا الملفات المختلفة من تعليم ورعاية صحية والبيئة والاقتصاد والزراعة والصناعة تتراجع، ولم يكن مقبولاً أن مصر التي بدأت عصرها الحديث في حكم محمد علي باشا قبل 200 عاماً تتراجع في كل المؤشرات الخاصة بحياة الناس، كما تراجع دور مصر الإقليمي، أقل من نصف الشعب المصري بقليل تحت خط الفقر، وهذا غير مقبول ويدل على فشل إداري أدى لغضب الناس، وقد عبروا عنه في ثورة يناير 2011، وكانت ثورة لتحسين الأمور وإصلاح الحال وليست لاستبدال فشل بفشل وحكم بحكم. ولكن قامت الثورة وتغير النظام في تحدي للشعب المصري، وقد آن الأوان لوقفة، أسأتم إدارة الأمور، وأن الوضع لابد أن ينتهي، ولظروف كثيرة انتهت الثورة إلى مسار محدد رغم السلبية في النتائج التي حصلت في العامين الماضيين، إلا أن المسار أصبح ديمقراطياً، انتخابات تأتي بمن يحوز على أصوات الناس وسلطة للمحكمة الدستورية لمراقبة الوضع ورؤية لإصلاح الخلل.
وأردف: بعد انتخابات 2012 تولى الإخوان الحكم وقامت شرعية على أساس ديمقراطي، والشعب المصري يتحدث عن إصلاح الخلل وحكم يعيد لمصر احترامها وللناس حقوقهم وإدارة تعالج الفشل، وهذا لم يحدث بل زاد الفشل، ولم يحدث إصلاح ورأيناها تسير من سيئ إلى أسوأ، وأن الخلل الذي أدى لثورة تبعه خلل أكبر، إذ لا وضوح في الرؤية ولا خطة لمعالجة الوضع، رأينا الكلام في خلافة ودولة تغطي أركان العالم الأربع، وهذا كلام يمكن مناقشته بعد النجاح وليس على حساب الناس، وثار الناس مرة أخرى لأن الأغلبية ترى أن مصر في وضع أكثر اضطراباً وهذا غير مقبول، لن نقبل بالنظرات السطحية لأهداف خيالية لا تتماشى مع إرادة الناس من تعليم ورعاية صحية وتنتج الثروة لمصر، وتنتج دوراً مصرياً كبيراً في مصير المنطقة بالتفاهم مع دولنا وشعوبنا وليس للكلام البعيد عن هموم الناس.
وأضاف: ثار الناس ثورة حقيقية في 30 يونيو، خرج ملايين الناس خوفاً على مصر وطلباً لإنقاذ مصر، أنا واحد من الناس الذين عارضوا حكم الإخوان بعد أن تبين لي أنه لا يوجد أمل في أن يقوموا بإصلاح للموقف وغير قادرين علي ذلك.
وأضاف الآن طبقاً للدستور الحكومة تعالج البرلمان، والبرلمان يرشح رئيس الوزراء وعليه أن يقدم خطته للبرلمان في حال حصل على الثقة، ومنه ينتقل حق تعيين رئيس الوزراء للبرلمان، في البرلمان القادم لن تكون هناك أغلبية يكلف زعيمها بتشكيل الحكومة، الأحزاب ضعيفة ولن يتمكن حزب من الحصول على النصف زائد واحد ليكون له الحق في التعيين، العملية البرلمانية ستكون صعبة ولكن لن تكون مستحيلة، فاذا رفض البرلمان المرشح من رئاسة الجمهورية عليه ان يرشح رئيسا واذا لم ينجح في 30 يوماً يحل حينها، هذه تجارب لابد من خوضها وعدم الخشية منها، بل يجب الدفع بالديمقراطية واعطائها الفرصة لان النظام الديمقراطي واختيار الناس لحكوماتهم مسألة اساسية وكفى ما رايناه من فرض الامور على الشعب وانتهينا الى ما انتهينا اليه من زيادة الفساد ومغامرات ليس من شأنها الحدوث لو كان الحكم ديمقراطياً.
وذكر أن «هذه النقلة النوعية حمت مصر من مصير رأيتموه في دول عربية، نسير في طريق نمهده ونرفع الأشواك منه، لدي تفاؤل قائم على وجود شيء واضح ومحدد بالقوانين ونرى حسن اختيار الناس والتعقل وعدم الانتقال لاي حركة مفاجئة وهذا ما حمى مصر من ويلات كبيرة، نحن على طريق سليم في مصر وساصفه باننا على طريق الديمقراطية، الرئيس له فترتان والبرلمان له فترة واحدة محددة بخمس سنوات، ولأول مرة الدستور المصري ينص على اللا مركزية ويفتح انتخاب المحافظين والعمداء، و سيتم انتخاب 54 ألف كرسي في المجالس المحلية، وينص القانون على أن ربعها من النساء وربعها من الشباب، ولابد من وجود المسيحيين وذوي الاحتياجات الخاصة بنسب معينة، كم انزلنا سن الانتخاب والترشح في المجالس المحلية الى 21 سنة، لذا سنرى الاف الناس عملهم التشريع للقرية ويقرروا تنميتها».
وبين أن «مصر تسير للديمقراطية برئاسة قوية ولا مركزية مدروسة، ونامل ان تقفز مصر وبسرعة لاصلاح جذري في اصلاح الامور بعد انتخابات النواب ووضع خارطة الطريق تنفذ بشدة وتعود إلى استئناف بداية دورها الإيجابي في المنطقة التي تتنازعها تيارات كثيرة ومتناقضة، فهي كما وصفت على كف عفريت والعفاريت كثيرة بالمنطقة وعودة مصر عودة للسياسة المتوازنة البعيدة عن التطرف والقريبة من التعقل.
بناء نظام إقليمي جديد
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط دخلت حالة تغيير جذري، هناك مرحلة انتقال للاجيال، نرى شباباً بدؤوا يتحركون نحو احتلال المناصب الكبيرة في البلاد ويتواصلون مع العالم ويريدون حياة أسرية أفضل، وهو تغيير جذري وهناك التغييرات الثورية في مصر وتونس، والتغييرات التي فلتت مثل سوريا وبعض مناطق العراق، يجب التفكير في مستقبل المنطقة.
وتساءل عمرو موسى كيف نبني نظاماً إقليماً يأخذ في باله عناصر التغيير في المنطقة، مضيفاً حين رجعنا إلى عام 1914 وما فرضته الاتفاقية من واقع، يجب أن نتحد ونعلن أن ذلك يجب أن لا يتكرر، فإذا تحدثت عن تغيير في أي دولة يجب أن يكون القرار عربياً لا أن يقرر غيرنا مصيرنا وهذا ما قلته مراراً، صحيح أن الدنيا كبرت وهناك عولمة، لكن هناك مصالح إقليمية وعربية كما توجد مصالح عالمية.
وقال من الآن وصاعداً يجب ان لا نترك مصالحنا السياسية وحياتهم، يجب طرق ابواب مختلفة حين التعرض لمستقبل الشرق الاوسط، لذا اقترح نظاما اقليميا جديدا ونظاما امنيا جديدا، يجب ان نجتمع لندرس موقفنا العربي، ونتفاهم على شكل النظام الجديد، فالتطوير سنة في الكون، طالما حدث التغيير هل يستطيع التنظيم العربي الحالي القيام بمهمته، أم يتطلب تغييراً جذرياً، أن الأوان للتحدث في الموضوع بالعصف الفكري وتشكيل المجموعات التي تتكلم بشكل المنطقة خصوصاً الأمن الإقليمي والتنظيم الإقليمي، لابد من طرح كامل وشامل».
وقال: هناك
إيران وتركيا وإسرائيل، لا إيران ولا تركيا يستطيعون قيادة المنطقة لا واقعاً ولا ادعاء، المنطقة عربية، هم لهم مكانهم كقوى بالمنطقة ولكن لا يمكن أن يكون لهم الرأي الأوحد، نحن أغلبية سكان المنطقة وطالما نتفق لتنسيق عملنا لحسن إدارة أمورنا والالتحاق بالقرن الواحد والعشرين، سنستطيع التصدي للهيمنتين، فالذي يوازن الرغبة التركية والإيرانية في الهيمنة الإقليمة أن مقاربة تركيا ناعمة، بينما مقاربة إيران خشنة، ومصر بين الاثنين تستطيع أن تأخذ الموقف اللازم لكلا الدولتين، ومن الضروري أن تضع المملكة العربية السعودية ومصر يديهما سوياً لمنع الحياة العربية من التأثر أكثر مما هو جار الآن.
تعبئة لمواجهة داعش
ولفت إلى أن موضوع «داعش مسألة خرجت عن كل الحدود، كيف منظمة أياً كانت أهدافها تمارس الذبح والقتل والدموية وتفخر بذلك، فتاة صغيرة تسير وتصور وهي تشيل رأس مذبوحاً من شعره، هذا عمل خطير جداً، ولا يمكن التعايش مع مثل هذه الممارسات السيئة التي تهين الإسلام ديناً والعرب ثقافة وتجعل الكل يندهش مما هو جار ويعيده البعض إلى الدين والآخر إلى الثقافة، لا يمكن السماح بأن تصل داعش بالأمور لهذا المستوى.
ودعا موسى إلى عمل تعبئة لمواجهة هذه المنظمة، مشيراً إلى أن الوضع أكثر خطورة من ذلك، هناك أسباب أدت لظهور داعش وغيرها وإذا استمرت هذه الأسباب ستستمر هذه المنظمات بالظهور، لابد من مناقشة الطائفية والحكم الدموي والتفرقة الدينية، يجب أن يكون علاجاً مستمراً كما يجب وقف الدعم الذي أعطي تمويلاً لهذه المنظمات.
وتابع: أما سوريا فبعد كل الذي حصل يجب أن تكون هناك مقاربة أشمل للمنطقة، كما تحللت الأمور بالعراق أصبح وجود اتفاق بين الكل على إنقاذ العراق عبر وزارة جديدة تضع في اعتبارها مصالح الناس، يجب أن يكون الأمر كذلك بسوريا لا طائفة تستفرد بالحكم، لابد أن تعود سوريا لأصحابها جميعاً، يجب أن تكون هناك حكومة يسعى الجميع لنجاحها.
وأكد أنه من الضروري أن نتقدم البناء العربي بمبادرة تتعلق بمستقبل الشرق الأوسط، مبادرة ليست متعلقة بالنظام الإقليمي، لأن الأمن لن يستتب طالما توجد نظرات تقسم الأمن، من الضروري أن يكون هناك حديث في العالم العربي بعد التغييرات الجذرية التي حدثت في عالمنا، إذا لم نتقدم بمقترح واضح فيه من المنطق والرصانة لحل الأزمات، سيتقدم غيرنا وهم يعملون على ذلك، ولكن نحن متفائلون، وهو تفاؤل قائم على تصورات وحقائق أعلم أننا قادرون على طرح جديد، كما يجب أن لا نعتبر القضية الفلسطينية أمراً من الماضي، فهي الأساس ولها حلول ومنها المبادرة العربية. كما يجب التباحث مع إيران، فهم الوحيدون المعترضون على المبادرة، يجب أن نتكلم مع القوى العظمى ونقول لهم «كفاية» هل تريدون حلاً للموضوع أم لا، يجب أن يعلموا أنه يجب حل القضية الفلسطينة حلاً عادلاً».
الجوار العربي
وقال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في مداخلة له خلال الندوة، إن: مصر قلب العالم العربي.. وأقاسمك التفاؤل بأن مصر على طريق صحيح، وأنها حددت المشاكل في كل مكان وتعمل الآن على إصلاح الخلل».
وأضاف الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة «تكلمتم عن النظام العربي والإقليمي وأنتم تعرفون الجامعة العربية جيداً وقدمتم دوراً مشهوداً بدون شك، كان لديكم شعور من الخيبة بأن الأمور لم تتحقق في وقتها، هل تتكلمون عن نظام إقليمي يضم العالم العربي وجواره ومناطق التأثير العربي لنقل إسرائيل وكذلك تركيا وإيران؟، هل ترون أن يظل العالم كما هو ويمضي للأمام أم ترون نظاماً إقليمياً آخر يكون له شكل آخر؟». وأجابه عمرو موسى: نحن كعرب مسؤولون عن الوضع الإقليمي، من الضروي أن نتحدث عن نظام إقليمي جديد ويكون هو المنطلق، في العامين الأخيرين من وجودي بالجامعة العربية طرحت اقتراحاً يتعلق بالجوار العربي، إذ أن المشكلة بالجوار العربي الآسيوي، فالدول الأفريقية لا تطرح مشاكل بالنسبة للدول العربية، وكذلك الجوار المتوسطي، بقيت الدول الثلاث الأخرى، وهناك فارق بين الدول الثلاث، فتركيا أقل الدول الثلاث خطورة، إذ لا توجد مشكلة استراتيجية أو جذرية، هناك مشاكل معاصرة نستطيع أن ننتهي منها.
وأضاف أما إيران فهناك خلافات كثيرة، وأهمها موضوع أخرجه غيرهم من القمقم عامدين متعمدين، وهو موضوع السنة والشيعة، وهو موضوع يجب أن لا يكون سبباً في تهديد سياسة الدول، لابد أن نتكلم بوضوح حول هذا الأمر، يجب أن لا تكون هناك تفرقة بين أهل الإسلام، هل نرجع ألف عام، هذا غير مقبول، لابد من الحديث بجدية حول هذه النقطة، أما الخلافات الأخرى كالفارسية والعربية، فلابد أن نمهد لتفاهم عربي إيراني جذري. وذكر موسى أنه بخصوص إسرائيل، فما بينا وبينها هو القضية الفلسطينية، يجب أن تقبل بحدود 67 إذا كانوا مستعدين، ستفتح الأبواب لتفاهم عربي إسرائيلي وإذا لم تكن مستعدة فلن يكون لها مكان في أي تفاهم. كما أن موقفهم متعارض مع التطور الطبيعي في المنطقة، وأي فكرة تطرح لن يكتب لها نجاح إذا استمرت إسرائيل على ما هو عليه وهذا سبب كل التأزيمات بما فيها ما يجري بالعراق، وعلى الدول الكبرى الداعمة لهم أن تعي هذا الأمر.
وذكر أن «الإخوان المسلمين مروا بمراحل متعدد من وقت قيام الحركة سنة 1928، وحاولوا فرض مواقفهم بالدموية، إذ قتلوا رئيس وزراء وأكثر من مسؤول وردة الفعل عليهم أنها جماعة تستخدم العنف لا يتم التفاهم معها، وبعدها جرى تفاهم وقت الرئيس السادات واستمر وقت الرئيس مبارك وأصبح لهم 88 نائباً في البرلمان، وكان لهم نشاط اجتماعي واضح في أي موقع يظهر فيه تراجعاً حكومياً، فيبنون مستشفى أو مدرسة إذا لم تفعل الدولة ذلك، فيكسبون على حساب الدولة وهذا ما أوصلهم للحكم، ولكنهم خسروا بسرعة لأنهم لم يستعدوا للحكم الذي رغبوا فيه وعشقوه، ولقد عارضناهم لأنهم لا يعرفون كيف يحكمون، والسنة التي حكموا فيها كشفت مدى قدراتهم ودورهم وإثر ذلك على دور الإسلام السياسي، كثير من مراكز البحث في العالم الغربي أرادت الإسلام السياسي وبفشلهم عزفوا عنهم، كما أنه ولأول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة تقف الشعوب لتقول للدول العظمى لا، وقفت مصر لتقول لن يستمر الإخوان في الحكم وهذا بداية عهد جديد وفكر مختلف، فالإخوان عاشوا كل هذه السنوات بالتفاوض وتحمل الصعاب ولكنهم فشلوا حين أوتوا الفرصة».
وبين أن «مصر على وعي كثير بالتهديدات، إذ حصل تسلل إرهابيين في سيناء وغرب مصر، لذا يجب أن تكون مستعدة للدفاع الشرعي عن حدودها، فنحن نواجه إرهاباً في سيناء ولابد من هزيمته».
وبشأن أسباب الأمل لديه، قال عمرو موسى هناك فرق بين الأمل والتمني، فالأمل قائم على ضرورة التصرف ومناقشة مستقبل الشرق الأوسط، سنجتمع لمناقشة ماذا يجب أن نفعل ومراكز البحث ستعمل دورها.