بعد أن كنا في المقالات السابقة نتكلم عن الحب وأهميته وضرورة ألا يقترن الشاب أوالفتاة إلا بمن أحبوه ننتقل اليوم معكم إخواني القراء إلى موضوع آخر وجديد وهو جوهر الزواج.
ما المقصود بجوهر الزواج ؟ إن كلمة جوهر في اللغة تعني الأصل وأصل الزواج الاستقرار والاستمرار والديمومة .. ماذا يعني هذا الكلام؟ يعاني اليوم الكثير من الأزواج والمتزوجين حديثاً من هذا الأمر، فلا راحة ولا استقرار وقد يصل الحال إلى الطلاق والانفصال والأسباب في ذلك عديدة، أصبح الكثيرون وللأسف يركزون على أمور شكلية مع إهمال هذا الجانب، وعندما يتقدم أي شخص للاقتران وطلب يد الفتاة فإن الأهالي يركزون على الأمور المادية ويغفلون الجوانب التي تسهم في الاستقرار.
لا نعني عندما نتحدث عن الاستقرار عدم وجود المشاكل، فالمشاكل شيء لا بد منه ولكن أن نقبل كأهالي بارتباط شاب وفتاة مع علمنا بوجود اختلافات جذرية بينهما تؤدي لعدم حصول الاستقرار فهذا يعني أننا نلقي بهم للتهلكة ونعرض الطرفين للخسائر النفسية والمعنوية.
نحن ـ المرشدين الأسريين ـ مثلاً لا ننصح بأن يتزوج أحد إذا كانت هناك مشاكل قبل الزواج وذلك لقناعتنا من أن الزواج الذي يتم في وجود المشاكل قبل الارتباط يصعب أن يستمر، وذلك لغياب الطمأنينة والأمان عن البيت الذي سينشأ، وفي غالب الزيجات التي تحصل في هكذا ظروف فإن الطلاق يكون في الغالب هو نهاية هذه العلاقة وبالتالي يتحمل الشاب والفتاة والأهل مرارة ما حصل.
الوقاية خير من العلاج وهذه قاعدة معروفة جداً في عالم الطب، ونحن أيضاً نستخدمها في مجال الإرشاد الزواجي، حيث إننا لا نؤيد فكرة الارتباط بين شخصين غير متفقين أو متوافقين، ولذا فإننا ننصح جميع المخطوبين حديثاً ومن ينوون الارتباط قريباً بالكشف عن شخصياتهم والتأمل في الطرف الذي ينوون الارتباط به قبل أن يقع الفأس في الرأس ويكون الثمن باهظاً.
على الأهالي أن يثقفوا أبناءهم حول هذا الموضوع وينبهوهم بأن الزواج ميثاق غليظ، وعلى الراغبين في أن يتحصلوا على الاستقرار والديمومة أن يبذلوا الأسباب لحصول ذلك، كالاطلاع على الكتب المتوفرة والتي تتحدث عن ما ستؤول إليه الحياة في قادم الأيام، كما أننا ننصح جميع الأزواج بضرورة تثقيف أنفسهم عن طريق حضور الدورات واستشارة أهل الاختصاص.
إن من أكبر الأمور التي تعين على ديمومة الزواج واستقراره هو الاختيار السليم المبني على العقل لا العواطف وقد أسهبنا كثيراً في مقالات سابقة حول هذا الموضوع، كما أن في زيادة الوعي لدى الطرفين ومحاولة فهم الطرف الآخر وفهم ما وراء الفعل كلها أمور تساعد على استقرار الزواج.
ما نود التنبيه عليه في ختام مقال هذا الأسبوع هو ضرورة أن يعي الجميع الغاية الأسمى من الزواج وأن تنتشر هذه الفكرة بعد أن أصبحت منسية لدى الكثيرين، نتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت للجميع، دمتم بود.
عمر الحمر