كتبت – عايدة البلوشي:
هناك هوس من نوع خاص؛ لدى الشباب والفتيات؛ باقتناء أرقام هواتف متناسقة!، ولا يعلم هل يعود السبب لحب المباهاة والمظاهر، أم أن هناك أسباباً وجيهة تدفعهم لاقتنائها؟.
يذكر رب الأسرة يوسف عبدالله – 47 عاماً- أن شراء الأرقام المتناسقة أمر منتشر بين أوساط الشباب سواء الفقراء منهم أو الأغنياء، فجميع طبقات المجتمع سواء في ذلك، فبعد أن كان أمراً مقتصراً على المقتدرين، أصبح اليوم الجميع يرغب في امتلاك رقم متناسق سواء لهاتفه الخاص أو رقم سيارته، علاوة عن ذلك، فإن الأطفال لا يرضون إلا بالأرقام المتناسقة.
ويضيف عبدالله: شخصياً رقم هاتفي والسيارة أرقام عادية ولم أفكر في شراء رقم متناسب خصوصاً أن رقم الهاتف معي منذ سنوات طويلة ولا أحب تغييره من ناحية، ومن ناحية أخرى لا أجد هناك حاجة لتغييره. أما ابني الذي بالصف الخامس الابتدائي فاشتريت له هاتفاً كهدية لنجاحه قبل سنتين عندما كان بالصف الثالث، فرفض الرقم الذي أعطيته بحجة أنه يريد رقماً متناسقاً، فاضطررت لشراء رقم متناسق له، فأبناء الجيل الجديد يهتمون بمثل هذه الأمور، أما نحن فقد ولى علينا الزمان وكنا في قناعة تامة بما نملك».
ويرى نواف علي أن الأرقام المتناسقة بالفعل تستنزف جيوب الشباب، كذلك أصحاب المحلات في سباق لتجارة وبيع هذه الأرقام، نظراً للإقبال الشديد من قبل الشباب والفتيات، بل إن هناك من يقصر على نفسه في شراء الاحتياجات الأساسية له ولعائلته لكي يشتري رقم متناسقاً، مضيفاً: أما أنا فلا أهتم بالأرقام المتناسقة نظراً لارتفاع سعرها الذي لا يتناسب والأسر محدودة الدخل، خصوصا أن هذا المبالغ الذي سنضعها للأرقام يمكن الاستفادة منها في أمور أهم.
من جانبه يؤكد عبدالكريم راشد - 30 عاماً- أن الأرقام المتناسقة تباع بأسعار خيالية، والفئة التي تقبل على شراء هذه الأرقام هم الشباب، «شخصياً أهتم بتناسق الأرقام ولا أحب أن يكون رقم هاتفي «سلطة»، لكن مع ذلك ألاحظ أن هناك أرقاماً تباع بمبالغ خيالية، مقابل أخرى تناسب ميزانيني، أفضل اقتناءها، فأنا أدفع هذا المبلغ مرة واحدة مقابل رقم متناسق معي طوال حياتك».
في المقابل يؤكد أحد أصحاب محلات الهواتف علي إبراهيم، أن أغلب زبائنه هم من الشباب، «يحبون المظاهر والشكليات ويجرون وراء الموضة والتقليد في بعض الأحيان»، لافتاً إلى أن هناك من الشباب من لا يهتم نهائياً بالسعر إنما يسأل فقط عن أفضل رقم بالمحل، وهو مستعد لأن يدفع ما يريده صاحب المحل.
ويذكر ابراهيم من الحوادث التي عاينها: قبل عام تقريبا، جاءني زيون واشترى رقماً، وأثناء إخراجه المال، دخل المحل زبون آخر وعندما عرف بالرقم أصر على المشتري الأول أن يبيعه الرقم بسعر مضاعف!.
كذلك يرى البائع سمير إسماعيل أن الشباب أكثر فئة تطلب هذه الأرقام المتناسقة، نظراً لرغبتها في المظاهر و»البرستيج» والتميز، «عندما نسألهم عن سر اهتمامهم بالأرقام المتناسقة يقولون فشيلة..الرقم يفشل».