كتبت ـ زينب أحمد ومروة خميس:
دعا سمو الشيخ خليفة بن علي بن خليفة آل خليفة إلى تبني المبادرات التي تجعل من المجتمعات العربية مثالاً شامخاً لدعم القيم والمعاني الاجتماعية النبيلة التي تربى عليها كل مواطن عربي وحث عليها ديننا الإسلامي، لافتاً إلى أن العمل التطوعي ميدان مهم وهو عماد راسخ في بناء المجتمع وملمح بارز للتكافل الاجتماعي، وواحد من أقدم الوسائل التي لجأ إليها الإنسان في التواصل المجتمعي.
وأشار سموه، لدى رعايته الحفل الختامي لجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي أمس، إلى أن العمل التطوعي لازم الإنسان منذ أن ظهر على وجه الأرض وصار في عالم اليوم سمة حضارية ورافداً من روافد التنمية البشرية، وطاقة خلاقة يبذلها الفضلاء والأكارم في إنكار للذات وحرص على تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع ودعم العطاء الإنساني للمحتاجين إليه.
وأكد أن العمل التطوعي في البحرين يشهد طفرة في ظل توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، منوهاً بدور جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي في رفد قيم البذل والعطاء على النطاق المحلي والعربي.
وكان سمو الشيخ خليفة بن علي بن خليفة آل خليفة قد شمل برعايته حفل ختام فعاليات النسخة السنوية الرابعة من جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي، وشهد الحفل حضوراً بارزاً من وفود جمعيات تطوعية من 17 دولة عربية، وقد كرم سموه الفائزين بالنسخة الرابعة من الجائزة، والذين تم ترشيحهم واختيارهم وفق معايير محددة من لجنة تحكيم الجائزة.
في البداية عزف السلام الملكي البحريني، وشاهد الحاضرون والمشاركون، أوبريت استعراضية وأغنية عن البحرين والعمل التطوعي، باعتباره سمة من سمات أهلها.
بدوره تحدث رئيس جمعية الكلمة الطيبة حسن بوهزاع عن هذه الجائزة العربية، التي تنظمها جمعية الكلمة الطيبة، بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي، بجامعة الدول العربية، والتي بدأت عربية وتخطو بثبات نحو العالمية بمشاركة برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، ومتطوعين من مناطق العالم المختلفة.
من جانبه، قال الأمين العام للاتحاد العربي للعمل التطوعي يوسف الكاظم إن تنظيم الجائزة للعام الرابع على التوالي يعكس حجم الفرص المتجددة والبيئة المناسبة لنمو مبادراتنا التطوعية العربية، انطلاقاً من الخليج العربي، وعمق اهتمام قياداتنا الرشيدة بمجال العمل التطوعي. وأكد يوسف الكاظم أنه لولا الدعم الواضح والمباشر الذي لمسناه في بداية مسيرة الاتحاد من المسؤولين وأصحاب القرار في بلادنا العربية لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من نجاح واكتساب مكانة تليق باسم ماضي الآباء والأجداد الذين رسخوا بداخلنا مفهوم العمل التطوعي وحب الخير ومساندة الآخرين.
وتحدث خلال الحفل ممثل الأمم المتحدة إبراهيم حسين، حيث أكد أن مشاركة المنظمة في الاحتفال جاءت لتأكيد قوة العلاقة التي تربط البرنامج الأممي بالاتحاد العربي، ولتؤطر لإنجازات مستقبلية تقوم علي أسس وثوابت مشتركة عبر الدعوة الكريمة التي بادر بها سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة بجائزة العمل التطوعي. وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الكلمة الطيبة حسن بوهزاع «نحن سعداء جداً بهذه المناسبة وبحضور الجميع لمشاركتهم فرحتنا، خصوصاً أن هناك الكثير من الأطياف من كافة الدول، وحقيقة هي مكافأة حصلنا عليها من بعد عمل جاد ودؤوب»، لافتاً إلى أن الجمعية بصدد الإعلان عن حفلها السنوي الذي ينظم ديسمبر المقبل إلى جانب الكثير من ورش العمل. من جانبه أكد مدير شعبة البرامج الإنمائية للدول العربية إبراهيم محمد «نحن سعداء جداً بهذا اليوم وخصوصاً لوجود شراكة بين جمعية الكلمة الطيبة وبرنامج الأمم المتحدة للعمل التطوعي وهي تحمل رسالتها للعالم بضرورة العمل التطوعي».
واعتبر جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي بمثابة جائزة عالمية، مضيفاً «نحن بالأمم المتحدة ندعم الجائزة بالأدوات التقنية اللازمة، لتوفير فرصة بناء البنية التحتية». وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات روابي القابضة د.عبدالعزيز بن علي بن عبدالرحمن التركي، إن المملكة العربية السعودية شاركت في احتفالات عديدة وحصدت جوائز كثيرة، مستدركاً «لكن المشاركة بهذه الجائزة مهمة، لأنها تضم هذه النخب من الوجوه بالعالم العربي». وأضاف «أعتقد أنها ميزة تضاف للجائزة حضور جمعيات من مختلف أنحاء العالم فعالياتها الختامية» ما يحسب للجائزة وللبحرين تنظيمها مثل هذه الفعاليات العالمية. وتابع «أنا سعيد جداً بهذا التكريم، باعتباره تشجيع لثقافة العمل التطوعي، وبعد أكثر من 40 سنة في العمل التطوعي مازلت أبحث عن متطوعين عاملين، واليوم تخرج الجمعيات التطوعية الشبابية بأفكار رائدة ورائعة تثلج الصدور».