كتب - حذيفة إبراهيم:
مع اقتراب العرس الانتخابي ظهر إلى السطح مجدداً ما يعرف بـ«سماسرة» الانتخابات، إلا أن الأسعار المبدئية ارتفعت في ظل شدة المنافسة التي تشهدها بعض الدوائر الانتخابية، وارتفاع عدد من يتوقع ترشيحهم فيها، وأدى ارتفاع أعداد العازمين على الترشح إلى ارتفاع سعر الصوت الواحد ليصل إلى 100 دينار «كاش»، أو مكيف من نوع «سبلت» بعد أن كان نوع «شباك» يفي بالغرض، وذلك بحسبما أشار بعض المترشحين والنواب لـ«الوطن».
فمن جانبه، كشف النائب علي زايد أن البعض عرض عليه خلال ترشحه للانتخابات النيابية عام 2010 بأن يعطيه بعض الأصوات ممن يعرفهم أو لديه سلطة عليهم، بمقابل مادي، في ما لم يتجرأ البعض لطلب ذلك بشكل مباشر.
وقال إن آخرين طلبوا أموالاً أو مساعدات مقابل التصويت له، حيث كان جل ما طلبوه أجهزة إلكترونية، في ما مارس آخرون النظرية بشكل معاكس، حيث بعدما صوتوا له في الانتخابات، طالبوه بهدايا أو عطايا كونهم «صوتوا له».
وأوضح زايد أن آخرين لم يراهم منذ العام 2010، وعادوا مجدداً إلى مجلسه، حيث الهدف الرئيس لهم هو الحصول على مبالغ مادية مقابل الأصوات، مشيراً إلى أنهم لم يعرضوا عليه حتى الآن بشكل مباشر ذلك.
وفي أطرف موقف واجهه، قال زايد إن إحدى النساء الكبيرات في الدائرة، طلبت منه «رحلة لبركة سباحة» مع باقي النساء، وقالت له «نبيك تودينا برجة، واحنا واقفين معاك».
وفي ذات السياق، أشار مرشحان للانتخابات النيابية إلى أن بعض «السماسرة» طلبوا مبالغ مادية وصلت إلى 100 دينار على الصوت الواحد، أو مكيف «سبلت»، وذلك بحسبما أشاروا. وأوضح المرشحان اللذان فضلا عدم ذكر اسميهما، أنه ومنذ إعلان ترشحهما للانتخابات النيابية، تواصل معهم البعض من الأهالي لـ«الجلوس والتحضير» مبكراً للانتخابات، والذي شهد حساباً للأصوات، وما يمكن لـ«السماسرة» أن يمنحوه لهم وكم ستكون التكلفة.
وبينا أن الأسعار ارتفعت عن الانتخابات الماضية، سواء من جانب إدارة الحملات، أو الحصول على الأصوات، وهو الأمر الذي ارتفعت معه التكلفة.
وقال أحد المترشحين للدائرة الأولى في محافظة المحرق، إن «السمسار» أكد له أن مرشحين آخرين وافقوا بشكل مبدئي على دفع المبالغ المطلوبة للحصول على الأصوات المعنية.
وحول أبرز الدوائر التي تشهد «بيعاً» للأصوات، يتناقل المغردون بدء تلك العمليات في أولى المحرق التي تشهد أكثر من 13 مرشحاً حتى الآن، وثالثة ورابعة وثامنة الوسطى، إضافة إلى دوائر أخرى في المحرق والعاصمة، في ما لم تتبلور الصورة حتى الآن في المحافظة الجنوبية، نظراً لما قد تشهده من تعديل في الدوائر الانتخابية.
ويرى النواب والمرشحون، أن من يبيع صوته بمقابل مادي لا يحق له الحديث عن «إنجازات النائب» في منطقته، حيث حصل على «نصيبه»، مقدماً.
وقال النائب علي زايد، إن مثل تلك العمليات التي تحصل في كل انتخابات، لا يمكن القبول بها، ويجب على كل من لديه ضمير «رفضها»، مشيراً إلى أن المواطنين أصبحوا أكثر وعياً من قبل.
وأكد أن النائب يجب أن يحاسب من قبل أهالي دائرته، وباقي الشعب، ولكن من تلقى أموالاً أو عطايا مقابل صوته، سيكون في موقف أكثر حرجاً، ولا يمكن له المطالبة بما يطالب به غيره.