واشنطن ترفض التنسيق عسكرياً مع إيران بشأن العراق
فرنسا تبدأ من الإمارات طلعات استكشافية فوق العراق لمحاربة «داعش»
الرئيس العراقي يدعو لتدخل جوي سريع ضد التنظيم
«الأطلسي»: «داعش» يتطلب رداً عسكرياً
بغداد: العملية العسكرية لاستعادة الموصل لن تستغرق وقتاً
عمّان: السجن 5 سنوات لأردني قاتل في صفوف «داعش»
ألمانيا تحاكم متطرفاً بتهمة القتال في سوريا
المغرب يستعد لاستكمال تشريعاته الخاصة بمكافحة الإرهاب
طهران: التحالف الدولي ضد «داعش» غير شرعي

عواصم - (وكالات): وعدت المجموعة الدولية خلال مؤتمر عقد أمس في باريس حول أمن العراق بدعم بغداد «بكل الوسائل الضرورية» وبينها العسكرية في حملة التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» وأكد «ضرورة» طرد مسلحيه من شمال البلاد. وأكدت 30 دولة ومنظمة حضرت الاجتماع أن المشاركين في «مؤتمر باريس يؤكدون أن داعش تشكل تهديداً للعراق ولمجموع الأسرة الدولية».
وأفاد البيان الختامي بأن «المشاركين شددوا على ضرورة القضاء على التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في العراق». وتعهدوا لهذه الغاية «دعم الحكومة العراقية الجديدة بكل الوسائل الضرورية وضمنها تقديم مساعدات عسكرية مناسبة». وسيتم تقديم هذا الدعم «مع احترام القانون الدولي وأمن السكان المدنيين» كما جاء في الوثيقة الختامية. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على 40% من شمال العراق وأيضاً على ربع الأراضي السورية. من جهته أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش مؤتمر باريس أن بلاده ستقدم «مساهمة» في الجهود العسكرية الدولية ضد التنظيم المتطرف .
في غضون ذلك، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «الاجتماع يبعث على الأمل رغم خطورة الوضع» مشيداً بمشاركة «30 دولة هي بين الأقوى في العالم ومتباينة جغرافياً وأيديولوجيا لكنها كلها تقول «قررنا أن نكافح داعش»».
وأضاف «كثيرون شددوا على ضرورة وقف تمويل المجموعة الإرهابية وسيعقد مؤتمر قريباً بمبادرة من أصدقائنا في البحرين حول هذا الأمر».
من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن «التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش» قد تجاوز في جغرافيته العراق والشام، وبات يشكل خطراً يهدد الجميع ويستدعي محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي الدول مخاطره ونتائجه». وأوضح في كلمته أمام المؤتمر ان «من حق العراق علينا أن نؤازره في مواجهة ما يهدد سلمه الأهلي».
وشدد على أنه «محاربة الإرهاب مسألة لن تنتهي بمعركة واحدة أو خلال فترة قصيرة بل كل الدلائل تشير إلى أن هذه المواجهة سيطول أمدها ولن تكون خاتمتها بالانتصار على «داعش» مع حتمية هذا الأمر، ومن هذا المنطلق فإننا نرى ضرورة أن يستمر هيكل التنظيم المزمع إقامته لمحاربة «داعش» على الأقل 10 سنوات، حتى نضمن له زوال هذه الظاهرة البغيضة».
وكان الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم وجها عند افتتاح المؤتمر نداء عاجلاً من أجل التزام دولي ضد المتطرفين.
وقال هولاند «إن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضاً. علينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة» إلى جانب الحكومة العراقية.
وجاء مؤتمر باريس الذي يضم خصوصاً ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي و10 دول عربية وأوروبية، بعد إعلان «الدولة الإسلامية» قطع رأس الرهينة البريطاني ديفيد هينز.
وإعدام هينز هو الثالث لرهينة غربي خلال شهر بعد الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن ستولوف اللذين خطفا في سوريا.
وذكر هولاند أن «داعش» يتعرض أيضاً «للضعفاء والنساء والأطفال والأقليات الدينية». وقال إنه يطرح «تهديداً عالمياً يتطلب رداً عالمياً». من جهته، أعلن معصوم أن تنظيم الدولة الإسلامية «مارس جرائم إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً ودينياً ضد الآلاف من المواطنين».
وكان معصوم دعا في مقابلة قبيل افتتاح المؤتمر إلى تدخل جوي عاجل في العراق. وتشن الولايات المتحدة منذ 8 أغسطس الماضي ضربات جوية ضد معاقل التنظيم شمال العراق بينما تسلم دول عدة من بينها فرنسا أسلحة إلى المقاتلين الأكراد العراقيين الذين يتصدرون القتال ضد التنظيم.
والهدف الأساس من مؤتمر باريس كان تحديد الأدوار العسكرية والمالية والاستخباراتية لكل دولة من الائتلاف.
وذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن اأداف المؤتمر سياسية وأمنية وإنسانية، مشيراً إلى أن الأزمة أدت إلى نزوح 1.8 ملايين شخص.
وأعلنت فرنسا أنها ستنفذ الطلعات الاسكتشافية الأولى في العراق. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في قاعدة الظفرة في الإمارات «سنقوم بأولى الطلعات الاستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الإماراتية».
وأعربت الولايات المتحدة عن معارضتها للتعاون العسكري مع إيران في العراق، إلا أنها األنت أنها منفتحة على إجراء مزيد من المحادثات بعد ساعات من إعلان طهران رفضها مبادرات أمريكية للمساعدة في القتال ضد المتطرفين لأنها تعتبر التحالف الدولي ضد التنظيم غير شرعي وهدفه الفعلي يبقى الإطاحة بالنظام السوري.
وقال المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي إن بلاده رفضت طلباً أمريكياً للتعاون في محاربة «داعش».
وكان مسؤولون عراقيون عبروا في وقت سابق عن أسفهم لغياب ايران عن مؤتمر باريس.
من جهة أخرى صرح نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنه لمحاربة التنظيم المتشدد، تؤيد إيران تعزيز «الحكومتين العراقية والسورية اللتين تكافحان جدياً الإرهاب»، بحسب وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية.
وصرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في باريس أنه يأمل في تعاون إيراني مع الائتلاف الرامي إلى مكافحة «داعش».وبعد إعدام البريطاني العامل في الحقل الإنساني ديفيد هينز، أعاد الرئيس الأمريكي تأكيد عزمه العمل مع «ائتلاف كبير من الدول» من أجل «القضاء على التهديد» الذي يشكله «داعش».وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد بث شريط الفيديو الذي يظهر إعدام هينز «سنطارد المسؤولين ونحيلهم أمام القضاء مهما تطلب ذلك من وقت».
واعلن اوباما الأربعاء الماضي توسيع نطاق الضربات الجوية الأمريكية ابعد من العراق حيث سيتم نشر 1600 عسكري امريكي لدعم القوات العراقية لجهة العتاد والتدريب والاستخبارات، إلا أن فرنسا وبريطانيا أبدتا تردداً إذ تخشيان تعزيز موقف الرئيس بشار الأسد.
وشدد هولاند على أن «الفوضى تصب في صالح الإرهابيين. ينبغي بالتالي دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية حفاظاً على مستقبل سوريا». وقال ان هذه القوى «هي بنظر فرنسا قوى المعارضة الديموقراطية» داعياً إلى «دعمها بكل السبل».
من جانب آخر، قال وزير الخارجية النرويجي أنه يفكر في مساهمة عسكرية لمحاربة المتطرفين، فيما يبدو أنه تبدل في موقف بلاده.
من ناحيته، أكد الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن «إرهابيي داعش» «معادون للغرب بعنف»، معتبراً أنه «ينبغي اعتماد رد عسكري لهزم التنظيم».
من جهة أخرى، أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية حكماً بالسجن 5 سنوات بحق أردني قاتل في صفوف»داعش» بسوريا. وفي ألمانيا، بدأت محاكمة ألماني متطرف بتهمة القتال مع «داعش» في سوريا، وسط مطالبات باتخاذ إجراءات أكثر تشدداً للحؤول دون شن التنظيم هجمات في أوروبا.
في سياق متصل، يستعد المغرب قبيل بدء الدورة البرلمانية لاستكمال تشريعاته الخاصة بمكافحة الإرهاب في وقت يزداد فيه عدد المغاربة الذين ينضمون إلى صفوف المقاتلين المتطرفين في سوريا والعراق.
ميدانياً، اندلعت مواجهات متقطعة قرب مدينة الضلوعية العراقية حيث تستعد قوات الأمن وقوات مساندة لها شن هجوم على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتمركزين في محيطها.
والضلوعية الواقعة شمال بغداد سيطر عليها المسلحون لفترة قبل أن تتمكن العشائر المحلية والشرطة العراقية من طردهم. لكنهم حاولوا مجدداً السيطرة على المدينة مراراً، وخصوصاً في هجوم واسع شنوه في 8 سبتمبر وأسفر عن 18 قتيلاً.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري عن ثقته في أن العملية العسكرية لاستعادة الموصل لن تستغرق وقتاً طويلاً لأن متشددي «داعش» لا يرسخون أقدامهم في المدينة.