دشنت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أمس؛ المعرض الفوتوغرافي (الهند عبر العدسة)، الخاص بأعمال 4 مصورين، من الهند وخارجها.
الوزيرة خلال تقدمها المعرض؛ أعربت عن سعادتها أن يكون الفن هو ما يخيط المسافات بين بلادنا في القارة الآسيوية، وذلك عبر الصورة التي هي فنُ تسجيل الذاكرة خارج وقتها أو مكانها، حيث نحمل اليوم ملامح الهند في متحفنا الوطني، ونقترن بتجربةٍ فنية وحقيقية أيضاً تلامسُ هوية هذا البلد الصديق.
وأكدت الوزيرة أن مدينة السياحة الآسيوية، تسعدُ بكونِ الثقافةِ طريقها ما بين الشعوب، ففي البحرين التي هي مرفأ الحضارات، نقترب اليوم من حضارةٍ عميقةٍ وأصيلةٍ لبلادِ الهند التي ارتبطت بها دلمون. كما أننا نلتقي في الفن بوسيطه الفوتوغرافي، في تأكيدٍ على استمرارية الروابط ما بين هاتين الحضارتين اللتين تجمعهما علاقات إنسانية واقتصادية وثقافية واجتماعية منذ زمنٍ بعيد.
قدم معرض (الهند عبر العدسة) بحضور السفير الهندي موهان كومار؛ قراءة في بلاد الهند، مما التقطه لها 4 من الفوتوغرافيين من الهند وخارجها. ويستعرض المعرض أعمال تي.إس. ساتيان (1923 - 2009) وجيوتي بات (من مواليد 1934)، وهما مصوران من الهند يأتيان من عالم التصوير الوثائقي، وأعمال كارين كنور (من مواليد 1954) وميمونة غيريسي (من مواليد 1951). وهما فنانتان معاصرتان ليستا من الهند تعملان في مجال تعديل وإنشاء الصور. ومن منطلق اعتبار التصوير الفوتوغرافي وثيقةً صادقةً تسجل وتحفظ للأجيال القادمة ما قد كان؛ كانت عقليةُ ونهجُ كلٍ من ساتيان وبات، بصورهما التي تتميز باللونين الأبيض والأسود، والتي التقطاها لفيلم 35 مليميتراً للـ«إنسان العادي» والحياة اليومية في المناطق الحضرية أو الريفية في الهند بعد قيامها كدولة مستقلة.
بالمقارنة مع ذلك، تستثمر وتوظف كنور وغيريسي مختلف تقنيات تعديل الصور والكولاج وإنشاء أو ترتيب الصور بطريقة متعمدة كوسيلةٍ للتعليق على مواضيع متعددة، ونجد في صور كنور إدخال الحيوانات بشكلٍ رقميٍ في مساحاتٍ داخليةٍ لا تتواجد فيها في الواقع، أما في أعمال غيريسي فنرى تصوراتٍ معدلةٍ إلى حدٍ كبيرٍ للجسم عبر استخدام الأزياء والتركيب.
أعمال هؤلاء الفنانين، لا تبرز فقط التحول في نظرية وممارسة التصوير من منظوره الواسع على مدى أكثر من قرنٍ من الزمن فحسب، وإنما تقدم مجتمعةً صورةً عن دولة الهند وهي في طور التحول والتغير. حيث تتمعن صور ساتيان وبات في حالة القلق التي كانت سائدة في مرحلة ما بعد الاستعمار، وبحثها عن صورةٍ وطنيةٍ لذاتها مُشكلةٍ إلى حدٍ كبيرٍ من مجموعةٍ جامدةٍ وصارمةٍ من الأفكار «التقليدية»، بينما تظهر أعمال كنور وغيريسي إعادة الترتيب المستمرة للهويات والعلامات الثقافية في عالم ما بعد الحداثة والعالميــة.