البحرين خسرت الكثير طوال الأعوام الثلاثة الماضية، والبحرينيون خسروا وضحّوا بالكثير خلال الفترة نفسها، وحان الوقت لمرحلة جديدة، مرحلة لا تخسر فيها البحرين شيئاً، بل تبني وطناً أفضل، مرحلة لا يخسر فيها البحرينيون شيئاً لأنهم يستحقون الأفضل.
ثنائية الفائز والخاسر، المنتصر والمهزوم، ثنائية حان الوقت لوأدها لأنه لا مكان لها في البحرين الثرية بتنوعها، والفريدة بتعايشها، والعريقة بتاريخها.
بالأمس أعلن عن انتهاء استكمال الحوار الوطني الذي انطلق في صيف 2011 إثر أحداث ينبغي تجاوز تداعياتها سريعاً. وبتكليف من جلالة الملك حفظه الله تمكن صاحب السمو الملكي ولي العهد من إنهاء ملف الحوار، والتوفيق بين مختلف الأطراف حول مجموعة من المرئيات التي تم التوافق عليها.
لا يمكن لأي طرف في البحرين أو حتى طرف من أطراف الحوار أن يفرض على الآخرين رؤيته وأجندته السياسية، لأن مجتمعنا تعددي ينبغي فيه مراعاة مصالح كافة المكونات والأطراف. وفي ضوء هذه الحقيقة يجب ألا ننسى أن الجمعيات السياسية لا تمثل شعب البحرين، ولا تمثل مختلف مكوناته، وآراؤها لا يمكن تعميمها مقابل مقتضيات احترام الإرادة الشعبية عند الاختلاف السياسي، والاحترام يتم عبر المؤسسات الدستورية وفي مقدمتها السلطة التشريعية.
المرحلة المقبلة تتطلب مسؤولية وطنية، ورغبة صادقة حقيقية بتجاوز أخطاء الماضي، ومرونة في التكيف مع المستجدات الداخلية والمتغيرات الإقليمية والدولية من أجل الانخراط في شراكة حقيقية لبناء مستقبل أفضل سياسياً واقتصادياً ومعيشياً وأمنياً، وهو الخيار الأوحد لمن يقدّر وطنه ويسعى في سبيله.
في هذه اللحظات التاريخية يقدّر شعب البحرين عالياً حكمة جلالة الملك التي قادتنا إلى هذه المرحلة من التفاهمات، كما يقدر جهود سمو ولي العهد الذي تولى التكليف الملكي بمسؤولية واقتدار، وهو ما قاد إلى المرحلة الجديدة المقبلة التي نتطلع إليها بإيجابية وتفاؤل.
يوسف البنخليل