كتبت - زهراء حبيب:
عاقبت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة 14 مداناً بالسجن المؤبد لشروعهم في قتل رجال أمن، والتسبب ببتر رجل شرطي وإصابة 3 آخرين، جراء تفجير قنبلة محلية الصنع.
وكانت النيابة العامة وجهت للمدانين تهم أنهم في 29 مايو 2013 شرعوا وآخرين مجهولين في قتل الشرطة عمداً مع سبق الإصرار بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على استخدام العنف بشتى وسائله مع أعضاء قوات الأمن العام وقتل أي منهم، وأعدوا لهذا الغرض عبوات حارقة وعبوة مفرقعة ووضعوا في طريق تتبعهم الحواجز لاستدراجهم للمكان الذي زرعت فيه القنبلة قبل أن يفجرها المدانون قاصدين إزهاق روح أي من رجال الأمن المتعاملين معهم، فحدث عن ذلك إصابة المجني عليهم بالإصابات الموصوفة بتقارير الطب الشرعي. وأشارت النيابة في معرض نتائج تحقيقاتها حول الواقعة إلى أن «المدانين استعملوا وآخرين مجهولين مواد مفرقعة في مكان يرتاده الجمهور واسفر عن تفجيرها إصابة المجني عليهم وكان ذلك تنفيذاً لغرض إرهابي، وحازوا وأحرزوا وآخرين مجهولين مواد مفرقعة بغير ترخيص من وزير الداخلية بقصد نشاط يخل بالأمن، وأشعلوا وآخرين مجهولين عمداً حريقاً في المنقولات من شأنه تعريض حياة الناس والأموال للخطر». وأتلف المدانون، بحسب تحقيقات النيابة، عمداً مملوكات لوزارتي الصحة والداخلية، واشتركوا وآخرين مجهولين في تجمهر بمكان عام مؤلف من أكثر من 5 أشخاص الغرض منه الإخلال بالأمن العام، وحازوا وأحرزوا عبوات قابلة للاشتعال «المولوتوف».
ووفق أقوال أحد المجني عليهم إنه «مساء يوم الواقعة أثناء ما كان برفقة مجموعة من رجال الشرطة في قوة حفظ النظام بالشمالية ورد بلاغ من غرفة العمليات عن حريق بمدخل بني جمرة قرب المركز الصحي، وترجلوا لإطفاء الحريق فانفجر جسم غريب بالقرب منهم، فأصيب برجله اليمنى ويده وأصابعه وتم بتر رجله من فوق الركبة، مؤكداً قصد المتجمهرين قتلهم».
وأصيب المجني عليه الثاني أسفل ظهره والفخذ الأيسر، المجني عليه الثالث أصيب بشظايا في يده اليسرى ورجله اليسرى، والمجني عليه الرابع بشظايا في خذيه وإبهام يده اليسرى. وأقر المتهم الأول أنه تلقى مسج عبر جهاز البلاك بيري من المتهم الخامس يدعوه للتجمهر والقيام بأعمال الشغب في منطقة بني جمرة، وحمل معه كمامة وشاهد نحو 50 شخصا، والمتهم الخامس يحمل صندوقاً به زجاجات المولوتوف، وأخذ كل متهم زجاجة مولوتوف ووضع لثاماً على وجهه أو كماماً. وأغلق المتجمهرون الطريق بالحجارة والحاويات والإطارات وأشعلوا فيها النار، وانتظروا لحين حضور رجال الشرطة لرميهم بالمولوتوف، فيما تواصل المتهم العاشر بمجموعة أخرى لمراقبة تحركات الشرطة بينما وضع المتهمين الحادي عشر والثاني عشر قنبلة مقابل المركز الصحي، وبعد فترة وجيزة حدث الانفجار.
وأثبت تقرير الطبيب الشرعي الخاص بالمجني عليه الأول، أن الإصابات ذات طبيعة انفجارية تحدث من التصور الوارد في مذكرة النيابة العامة وفي تاريخ معاصر للواقعة، وخلفت عاهة مستديمة تمثلت في بتر الساق اليمنى فوق مستوى الركبة وهي تعتبر عاهة مستديمة تقدر بنسبة 66%.
أما المجني عليه الثاني فيعاني من استئصال جزء من عضلات الإلية اليسرى وهو ما يعد عاهة مستديمة بنسبة 5%، والمجني عليه الثالث إصاباته احتكاكية ورضية حدثت من المصادمة بأجسام صلبة أو أجزاء خشنة السطح، فيما الرابع مصاب بجروح سطحية .
وأشارت المحكمة إلى أن «التهم المسندة للمتهمين ارتبطت ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة ومن ثم فإن المحكمة تعمل الارتباط عملاً بالمادة 66 من قانون العقوبات وتقضي بعقوبة الجريمة الأشد».