دعم أمريكي للمعارضة السورية تزامناً مع توسع سيطرة المتطرفين
أوباما يحصل على دعم الكونغرس لمحاربة «داعش»
هولاند يوافق على شن ضربات جوية بالعراق فقط
هولندا قد ترسل مقاتلات لمحاربة «داعش» بسوريا والعراق
غالبية الأمريكيين لا تؤيد إدارة أوباما للتهديد الإرهابي
«داعش» يبث فيديو للصحافي البريطاني المختطف جون كانتلي
مجلس النواب الفرنسي يقر قانوناً يحظر مواقع «تدافع عن الإرهاب»عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن «التحالف الدولي المؤلف من أكثر من 40 دولة هدفه محاربة الإرهاب وليس تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في العراق وسوريا فقط»، مشيراً إلى أن «استضافة مملكة البحرين لمؤتمر محاربة تمويل الإرهاب أمر إيجابي يسهم في القضاء عليه»، مشيداً «بتنديد كبار علماء الدين في السعودية بالتطرف الديني». وأضاف كيري في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أنه «لن يتم إرسال قوات أمريكية برية لمحاربة «داعش»، موضحاً أن «القوات الأمريكية التي نشرت في العراق لم ولن تكلف بمهمات قتالية». وتابع كيري «أنا على ثقة أننا باستراتيجيتنا الموضوعة وبوقوف شركائنا إلى جانبنا سنحصل على كل ما نريد، وبمساعدة الكونغرس سننجح في إضعاف هذه المنظمة الوحشية والقضاء عليها أينما كانت في نهاية الأمر». وقال إن «واشنطن قامت بتسليح الحكومة العراقية بصواريخ هيلفاير لضرب «داعش»، حيث شنت الطائرات الأمريكية أكثر من 150 غارة فوق العراق وساهمنا في تحرير آمرلي من المتطرفين».
وذكر أن «بلاده توسع التحالف الدولي ضد الإرهاب وسنبدأ بضرب «داعش» في العراق وسوريا».
وأوضح كيري «هذه ليست حرب الخليج في عام 1991. وليست حرب العراق في 2003»، وذلك بينما رفع ناشطون مسالمون لافتات في قاعة المجلس كتب عليها «المزيد من الغزو لن يحمي بلادنا». وعلق كيري بالقول «ليس هناك غزو الغزو الذي حصل هو غزو «داعش»».
في غضون ذلك، من المؤمل أن يعطي مجلس الشيوخ الضوء الأخضر لخطة دعم المعارضة السورية في حربها ضد المتطرفين من «داعش» الذي يحقق تقدماً شمال سوريا. ومن المتوقع أن يحذو مجلس الشيوخ حذو مجلس النواب ذي الغالبية الجمهورية، الذي أقر خطة لدعم وتدريب المعارضة السورية لتتمكن من محاربة التنظيم المتطرف في سوريا.
ويعد هذا البرنامج القسم الأول من الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي.
كما أكد الرئيس الأمريكي أن المملكة العربية السعودية ستلعب دوراً مهماً عبر الترحيب بتدريب قوات من المعارضة السورية.
وإضافة إلى ذلك، أكدت الولايات المتحدة استعدادها لتوجيه ضربات جوية لاستهداف معاقل تنظيم الدولة الإسلامية و«مراكز قياداتها وقدراتها اللوجستية والبنى التحتية لديها».
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه أعطى موافقته على شن ضربات جوية ضد «داعش» في العراق، موضحاً أن «فرنسا لن ترسل قوات على الأرض، ولن يكون هناك تدخل إلا في العراق».
في سياق متصل، ذكرت صحيفة «ترو» الهولندية أن هولندا ستبحث المساهمة بطائرات مقاتلة من طراز إف 16 للمساعدة في التصدي لـ «داعش» لكن الحكومة قالت إن أي قرار بهذا الخصوص يجب أن ينتظر ما ستسفر عنه مشاورات التخطيط العسكري مع الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية قولها إن هولندا ستساهم بعدد غير محدد من المقاتلات في هجمات جوية على أهداف «داعش» في العراق وربما سوريا. وقالت وزيرة الدفاع الهولندية جانين هينيس بلاسخيرت للصحافيين «نحن لا نستبعد أي شيء لكن القرار لم يتخذ بعد، عملية التخطيط العسكري جارية وهي تستغرق وقتاً». في موازاة ذلك، يواصل متطرفو «داعش» توسيع نفوذهم شمال سوريا. كما تمكن المتطرفون في العراق من السيطرة على مناطق ومدن مهمة بينها الموصل، ثاني مدن البلاد، دون أن يواجهوا خلال الأسابيع الأولى من هجماتهم الشرسة المتلاحقة التي بدأت في يونيو الماضي، أي مقاومة تذكر من القوات العراقية.
لكن القوات العراقية، تخوض الآن معارك بدعم من مسلحين موالين للحكومة والطيران الأمريكي، في محاولة لاستعادة السيطرة على تلك المناطق.
وخاضت القوات العراقية اشتباكات ضد المتطرفين في منطقة الفاضلية في جرف الصخر جنوب بغداد، دون أن تتمكن من تحقيق أي تقدم في تلك المناطق.
من جانبها، قامت الطائرات الأمريكية بدعم هذه القوات عبر توجيه ضربات إلى مواقع المسلحين جنوب بغداد، حسبما أفاد الجيش الأمريكي.
وشدد الرئيس الأمريكي على عدم إرسال قوات برية إلى العراق، بعد مرور عامين ونصف العام على انسحاب آخر جندي من البلاد، في كلمة ألقاها في مقر القيادة الوسطى للشرق الأوسط وآسيا الوسطى في تامبا بفلوريدا. وللمرة الأولى منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض يتجاوز عدد الأمريكيين المعارضين لطريقة إدارته للتهديد «الإرهابي»، عدد المؤيدين لها، كما أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس.
في المقابل، عبر الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة مع شبكة ان بي سي عن شكوكه في قدرة الولايات المتحدة على التغلب على «داعش» دون قوات برية.
وصرح روحاني «هل يمكن فعلاً مقاتلة الإرهاب من دون تضحية؟ في كل النزاعات الإقليمية والدولية، فإن من يفوزون هم من يكونون على استعداد للتضحية».
وإضافة إلى الخطر الإقليمي، زاد تصاعد نفوذ المتطرفين قلق الدول الغربية وأخرى معرضة إلى تهديد نشاط هذا التنظيم.
ووافق النواب الفرنسيون على مشروع قانون «لمكافحة الإرهاب» يفرض على الأخص منعاً بمغادرة الأراضي للحؤول دون توجه الشبان الفرنسيين إلى سوريا للجهاد.
كما يحدد النص في عملية مستعجلة جريمة جديدة هي «ارتكاب عمل إرهابي فردي» ويجيز حجباً إدارياً لمواقع «تدافع عن الإرهاب». ولقي مشروع القانون الذي ينتظر طرحه في مجلس الشيوخ، تأييد مجمل الكتل السياسية باستثناء الخضر الذين امتنعوا عن التصويت.
وأنهى النواب نقاشهم بتبني مادة تجيز حظر مواقع على الإنترنت «تدافع عن الإرهاب». وسيكون بوسع السلطة الإدارية أن تطلب من مزودي الإنترنت حجب هذه المواقع في حال امتناع ناشرها أو مستضيفها عن إغلاقها. ولا شك في أن الصورة الشائعة عن التنظيم المتشدد هي الأسوأ عبر عمليات القتل الوحشية المصورة بعد قطع رؤوس صحافيين أمريكيين وعامل إغاثة بريطاني، واستهداف الأقليات وخطف النساء وسبيهن.
وبث تنظيم «داعش» أمس شريط فيديو يظهر فيه المصور الصحافي البريطاني المختطف جون كانتلي وهو يعلن أنه أسير لدى التنظيم المتطرف، مشيراً إلى أنه وقع في الأسر بعد وصوله إلى سوريا في نوفمبر 2012.