كتبت - عايدة البلوشي:
هناك اعتقاد شائع لدى الكثيرين أن الإنسان الطيب لا مكان له بين الناس! ومن ينطق بكلمة «نعم» مرة لن يستطيع نطق كلمة «لا» بعدها. وفي حديثهم لـ«الوطن» يسرد مواطنون جانباً من تجاربهم بهذا الشأن، مؤكدين أن الناس لا يستحقون -للأسف- أن يقال لهم «نعم»!، فهي تعني استغلالهم بصور شتى!
أحد هؤلاء حنان إبراهيم، تقول حنان: تربى زوجي في عائلة طيبة جداً تحب مساعدة الأهل والجيران والناس، ولا ترفض طلب أي كان ودائماً تبادر بمساعدة الناس بشكل كبير جداً، ولا أحد ينكر حبه مساعدة الناس وفعل الخير، لكن ليس على حساب أهله وبيته وأسرته، فهذا ما أعيشه وأبنائي الصغار، فزوجي دائماً يسخر وقته للآخرين ولا يرفض طلباً لأصدقائه بل إنه لا يؤجل تنفيذه!
وتضيف حنان: في إحدى المرات اتفقنا والأبناء للذهاب إلى إحدى المجمعات التجارية لشراء ملابس العيد للأطفال، والأطفال كانوا في غاية السرور وتجهزوا، وقبل الخروج بدقائق اتصل أحد الجيران ليطلب من زوجي سيارته حتى يأخذ أبناءه لشراء احتياجات العيد حيث إنه وعد الأبناء وسيارته في الكراج، وعلى الفور وافق زوجي وأخذ مفتاح السيارة بنفسه ليعطيه للجيران. لقد بكى أبنائي حتى آخر الليل، وكل ذلك بسبب أن زوجي لا توجد في قاموسه كلمة «لا»، وذلك ما يتسبب بالخلافات بيننا!
عائشة فيصل تعلق هي الأخرى، «إلي ما يقول لا في هالزمن.. يضيع»، مردفة: كلمة نعم كان من الممكن استخدامها في الماضي، أما اليوم فمن الصعب قولها، ببساطة لأن الناس تستغل من لا يقول لا، وولى ذلك الزمن الذي كان من النادر رفض طلب أحد أو قول لا، «شخصياً تعرفت في المرحلة الجامعية على مجموعة من البنات، وكنا دائماً نخرج إلى المجمعات والمطاعم مع بعضنا البعض في سيارة واحدة، ولأنني لا أقول لهن لا كن يستغلن ذلك ويطلبون مني أنا أخذهن من منازلهن وأن أعود بهن، وكأنني سائقة!
وتؤكد إيمان محمد وهي موظفة في القطاع العام أنها تواجه مشكلة كبيرة لأنها من الناس الذين لا يردون طلباً، «أحاول تنفيذ وترجمة ما يطلب مني سواء في الحياة الاجتماعية أو المهنية، وهو ما بدأ يؤثر علي كثيراً خصوصاً في محيط العمل، وكما هو متعارف عليه فإن العمل يجب أن يقسم بين جميع الموظفين حسب المناصب والقدرات والمؤهلات، لكن في مثل وضعي أحيان كثيرة يطلب مني عمل ليس من اختصاصي، لو طلب من زميل آخر لرفضه، لكني لا أعرف أن أقول لا، مما جعل كل شيء علي فأنجزت مهمة لأقوم بأخرى.. أحاول أن أقول «لا» بأدب واحترام، لكني أفضل دائماً «نعم»، فالإنسان الذي تربى على قول «نعم، من الصعب أن يتغير».