دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، المجتمع الدولي إلى امتلاك إرادة قوية وحشد الجهود من أجل عمل جماعي منظم يعزز السلام العالمي، ويدرء مخاطر صراعات تشهدها الساحة العالمية، لافتاً إلى أن البحرين تخوض مواجهة لا تهاون فيها مع الإرهاب. وقال سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة «يوم السلام العالمي» المصادف اليوم والمنظم هذا العام تحت شعار «حق الشعوب في السلم»، إن العالم يواجه تحدياً خطيراً في ظل الإرهاب والتطرف، يؤدي إلى عواقب وخيمة، مضيفاً «ينبغي أن تتشارك الجهود لتعزيز فاعلية وقوة المنظومة الأممية لمواجهة هذه الأخطار المتنامية».
وأكد سموه أن تنامي الإرهاب والفكر المتطرف في العديد من المناطق والبلدان، بات يمثل تهديداً مباشراً وصريحاً لتطلعات الشعوب في النماء والازدهار، لافتاً إلى أن مواجهته تتطلب تبني استراتيجية متكاملة تركز على حق الإنسان في الحياة والسلم، باعتباره حقاً مقدساً أصيلاً، أكدت عليه الشرائع السماوية.
وأضاف سموه «أن من يرعى الإرهاب أو يحتضنه أو يدافع عنه، عليه أن يدرك أنه سوف يكتوي بناره، فالإرهاب بات أكبر خطر يهدد حاضر الإنسانية ومستقبلها، في ظل غياب روح التسامح وسيطرة لغة المصالح على تحركات بعض القوى الدولية تجاه العديد من القضايا والنزاعات».
وأكد سموه أن جميع الديانات السماوية تحض على السلام باعتباره قيمة إنسانية نبيلة لخير البشرية، ولا يجب التفريط فيها حتى يتمكن الإنسان من إعمار الأرض والحفاظ عليها، مشدداً على أن تعاليم الإسلام بريئة مما يحاول البعض إلصاقه بها زوراً وبهتاناً.
وقال سموه إن احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها مبدأ عالمي أقرته الأمم المتحدة، وإن الإخلال به من شأنه أن يهدد الأمن والسلام العالميين.
واعتبر سموه تسوية الصراعات الدولية بالحوار والمفاوضات، شرطاً ليعم السلام والأمن والاستقرار العالم وحتى ينعم الجميع بخيراته، لافتاً إلى أن احترام القانون الدولي والمبادئ والأعراف القائم عليها هذا القانون، هي الأخرى كفيلة بإرساء سلام ينشده العالم.
ودعا سموه كافة دول العالم إلى السعي للسلام من أجل حاضر الإنسانية ومستقبلها بروح التسامح بين مختلف الجماعات والأجناس.
وجدد سموه التأكيد أن البحرين في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، تظل دائماً وفية لإلتزاماتها الدولية ولن تتوانى عن دعم أية جهد دولي أو إقليمي لتعزيز دعائم الأمن والاستقرار في العالم، طالما كان الهدف من ذلك التحرك واضحاً ومحدد المعالم والغايات، من أجل عالم مطمئن ينعم في ظلاله جميع البشر بلا استثناء بالأمن والطمأنينة.
وقال سموه «إن البحرين تخوض مواجهة لا تهاون فيها مع الإرهاب، واستطاعت بفضل من الله وبوقوف أبناء شعبها ووحدتهم وتعاضدهم أن تفشل مخططات استهدفت إدخالها في نفق الفوضى والخراب»، مضيفاً أن التمسك بثوابت الأوطان كفيل بأن يحصنها ضد أية مخاطر.
ودعا سموه إلى نشر ثقافة السلام وقيم التأخي والتعايش والمحبة من أجل عالم يسوده الأمن والاستقرار، مؤكداً أن تحقيق السلام أمر ممكن إذا ما توفرت إرادة المجتمع الدولي.
واعتبر سموه الوصول إلى تسويات شاملة لمسببات الصراع في الشرق الأوسط وبمقدمتها القضية الفلسطينية، منطلقاً رئيساً لإقرار السلام في المنطقة بعد أن عانت كثيراً ولا تزال من عدم الاستقرار. وقال سموه «آن الآوان لأن تتخلص البشرية من ويلات الحروب، وأن تعمل جميع الدول في إطار من التكامل والتنسيق من أجل حياة أفضل لشعوبها والأجيال المقبلة». وأكد سموه أن الأمم المتحدة باعتبارها الإطار الجامع لكافة الأمم والشعوب، عليها مسؤولية كبيرة في اتخاذ مبادرات من شأنها تعزيز السلام العالمي، والعمل بجدية على تطوير آلياتها ومؤسساتها لتكون قادرة علي مواجهة التحديات الدولية المتعاظمة. وأشاد سموه بجهود الأمم المتحدة وأمينها العام في الحفاظ على السلم والأمن العالميين، وسعيها من أجل حفظ حق الشعوب في أن تحيا في سلام وأمان، يكفل لها المناخ الملائم للتنمية المستدامة في المجالات كافة.