أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية محمد القائد، استعداد الهيئة لتطوير المشروعات التكنولوجية لشباب البحرين، وتحويلها إلى شركات ناشئة تتمتع بفرص واسعة للنجاح والاستمرارية.
وقال القائد لدى رعايته ملتقى الشباب والتكنولوجيا الثالث تحت شعار «خطوة نحو المستقبل» وبمشاركة 350 من طلبة جامعات البحرين والعاملين بالقطاعين العام والخاص، إن قضية تكنولوجيا المعلومات باتت تشكل أحد الأولويات الملحة في سلم التنمية الشاملة في مختلف دول العالم، وتحظى باهتمام المنظمات الدولية، إذ تصدر تقارير دورية تقيس مدى تطور البلدان في المجال.
وأعرب عن سعادته برعاية ملتقى جمعية الشباب والتكنولوجيا للعام الثالث على التوالي، لمناقشة اهتمامات الشباب في تطوير مهاراتهم وبناء مستقبلهم عبر استخدامات التكنولوجيا، وهو ما يتماشى تماماً مع توجهات وأهداف الحكومة الإلكترونية، في سعيها المستمر لدعم وتشجيع الابتكار، واحتضان مبادرات مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص المنصبة في مجال تقنية المعلومات، سيما الشباب البحريني باعتباره يشكل الجيل المقبل من القيادات المستقبلية.
واعتبر تقنية المعلومات والاتصالات، المحرك الأساس لخلق التحولات الجذرية في تقدم المجتمع وتطور الخدمات الحكومية، مضيفاً «نسعى من خلال الخدمات المقدمة عبر مختلف المنصات الإلكترونية، إلى تلبية المتطلبات الجديدة للمواطنين الباحثين عن الكفاءة في العمل والتفاعل السريع والبساطة في تواصلهم مع مختلف الجهات الحكومية».
وأكد أن هذه المساعي ساعدت البحرين في الحصول على إشادات تقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية الصادر مؤخراً، وتصدرت دول المنطقة ومجموعة من المناطق في جاهزيتها، وكانت بمصاف الدول المتقدمة في المجال.
وأشار إلى أن هيئة الحكومة الإلكترونية اعتمدت في عملها على الابتكار والاستخدام الفعال لتقنية المعلومات والاتصالات، وقال «من هنا تبرز أهمية الملتقى، حيث يتكامل في أهدافه مع خططنا وبرامجنا الحالية والمستقبلة، وهو دافع رئيس يدعونا لدعم وتشجيع الملتقى».
وخاطب القائد الشباب «نحن ننظر إليكم وأنتم تمثلون المستقبل الممزوج بروح الشباب المبتكر والرائد»، معرباً عن فخره بالملتقى الطموح وهو يحقق مزيداً من التقدم عاماً بعد عام، بدليل اهتمام الشركات الخاصة بتقديم الرعاية سنوياً وتحول المشروعات المبتكرة في المعرض إلى منتجات.
وأعرب عن أمله أن يخرج الجميع من الملتقى مع إضافة جديدة لخبراته وتوجهاته وتطلعاته المستقبلية، والسعي نحو التغيير للأفضل وتغيير المسار لمستقبل الشباب ومستقبل الأجيال المقبلة، مضيفاً «نحن في الحكومة الإلكترونية لن نألوا جهداً في سبيل تطوير مبادراتكم ومشروعاتكم وتحويلها إلى شركات ناشئة تتمتع بفرص كبيرة للنجاح والاستمرارية».
من جانبه قال أمين سر جمعية الشباب عبدالله صباح، إن الجمعية أطلقت أولى خطواتها قبل 3 أعوام، حيث استشارت عند انطلاقتها العديد من أصحاب الخبرة للخروج بإطار عمل للجمعية يقوم على 3 ركائز هي الشباب المعرفة والمشروعات.
وأضاف أن الجمعية تقدم الدعم للشباب من خلال الورش والدورات، وتساعدهم في نشر وتوزيع حصيلة معارفهم وخبراتهم، من خلال اجتماع الطاقات الشابة والمعرفة، وتكوين قاعدة من المشروعات تخدم المجتمع والاقتصاد الوطني.
وأوضح أن الجمعية فتحت باب العضوية للأفراد والجمعيات والشركات الناشئة والداعمين، للمشاركة في الوصول إلى طموح الجمعية وأهدافها وغاياتها.
وقدمت الجمعية عرضاً توضيحياً لبرامجها ومشروعاتها المنفذة خلال العام الماضي، وما تسعى لتحقيقه من رؤية.
جائزة الإبداع التكنولوجي
وكانت الجمعية أطلقت جائزة الشباب للإبداع التكنولوجي تشجيعاً للشباب لبذل المزيد في هذا المجال، وتسليط الضوء على أهم الطاقات في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في البحرين. وفاز بالجائزة في نسختها الأولى حمد أمير الخال، وهو طالب متخرج من المرحلة الثانوية من مدرسة الهداية الخليفية، والتحق مؤخراً بجامعة البحرين كطالب تقنية المعلومات. وابتكر الخال العديد من التطبيقات على الهواتف الذكية، وفاز بالجائزة نتيجة ابتكاره تطبيق «I am in» للهواتف الذكية، وهو برنامج اجتماعي يساعد في نشر الفعاليات والتعريف بها، وهو من أبرز متفوقي مركز رعاية الطلبة الموهوبين.
الأوراق العلمية
وحظي الملتقى بمشاركة واسعة من الطلبة، إلى جانب مجموعة من ذوي الخبرة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ومجموعة من الشخصيات البارزة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وقطاع الأعمال، منهم المتحدث الرئيس الوجيه حامد الزياني مالك ومؤسس استثمارات الزياني، ورئيس مجلس إدارة فرع معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE في البحرين وفيق أجور، ومدير أول لتقنية المعلومات في شركة ألمنيوم البحرين «ألبا» عصام هادي.
تضمن الملتقى عدداً من أوراق العمل العلمية المعنية بصناعة تقنية المعلومات والاتصالات، إذ تطرق المتحدث الرئيس الوجيه حامد الزياني خلال ورقته للخطوات الأساسية للشباب لمساعدتهم في بناء مستقبلهم، وأهمية دور الشباب في بناء ودعم الاقتصاد الوطني، ودور الشباب البحريني في مجال الاقتصاد.
وركزت ورقة وفيق أجور على مفهوم التفكير، باعتباره طريق للنهضة ومفتاح التغيير الحقيقي لسلوك الإنسان وطريقه لتحقيق الإنجازات الحضارية وخصوصاً في مجال التكنولوجيا.
وتناول أجور مفاهيم أساسية مثل النهضة، والتفكير وأنواعه، والسلوك، الحضارة والمدنية، والتغيير، ثم عرض أمثلة تبرز دور التفكير في صنع الإنجازات الحضارية والتكنولوجية.
من جانبه قارب عصام هادي التحديات الجديدة المصاحبة للتطورات التقنية الحديثة المطبقة، وناقش أهم التحديات الواجب التعامل معها للتكيف مع المنافسة العالمية المتزايدة.
المعرض المصاحب
وصاحب الملتقى معرض تقيمه الجمعية للعام الثالث على التوالي، للمؤسسات والشركات الناشئة والطلبة البحرينيين لعرض أهم مشروعاتهم الجامعية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، والممكن تبنيها لتكون خطوة نحو صناعة تقنية بحرينية، إضافة إلى قسم آخر مخصص للجهات الراعية للملتقى لعرض برامج تدعم الشباب وتساعدهم في تطوير أعمالهم الإلكترونية.
ويسعى الملتقى عبر أهدافه إلى الإطلاع على فرص الشباب في تطوير تقنية المعلومات، وتثقيفهم بتقنيات المعلومات واحتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، وإعطاؤهم صورة واضحة عن التطبيقات العملية المستخدمة في سوق العمل، وعرض ومناقشة واقع تقنية المعلومات ومستقبلها في البحرين، والسعي للانتقال بالمجتمع البحريني من مستهلك للتقنية إلى مصنع لها، والإلمام بأهمية الإعلام في مستقبل تقنية المعلومات، والاطلاع على تأثير مستقبل تقنية المعلومات على الاقتصاد.
ويأتي الملتقى مواصلة لمبادرات جمعية الشباب والتكنولوجيا، إذ أقامت الجمعية ملتقاها الأول تحت عنوان «الشباب وصناعة التكنولوجيا» في فبراير 2012، والثاني في فبراير 2013 تحت عنوان «من مستخدمين إلى مصنعين للتكنولوجيا».
يرعى الملتقى «الشريك الاستراتيجي» هيئة الحكومة الإلكترونية، والشريك الرسمي مؤسسة الشباب والرياضة، والراعي الماسي «بتلكو»، والراعي البلاتيني شركة رومكس، والذهبي ميدال للكيبلات، والفضي من مجموعة البركة وشركة الجودر للدعاية والإعلان، بينما يحظى برعاية إعلامية من وكالة أنباء البحرين «بنا» وصحيفة الأيام.