ليلتان من الحلم، استرجع فيهما مسرح البحرين الوطني بأداء راقصي باليه مسرح وأوبرا تشايكوفسكي الروسي؛ الرائعة العالمية (كسارة البندق) بحضورٍ جماهيري واسعٍ، مستعيداً على خشبته واحدة من كلاسيكيات المسرح العالمي، والتي قدمها راقصا الباليه العالميان من مسرح مارينسكي: أناستازيا ماتفيينكو في دور الفتاة ماري ذات القلب الطيب ودينيس ماتفيينكو في دور دميتها كاسر البندق، وذلك في يومي الخميس والجمعة 18 و19 سبتمبر الجاري.
باليه كسارة البندق، مسرحية مستوحاة من قصة إرنست هوفمان (كسارة البندق وملك الفئران)، وتتميز بالمقطوعات الموسيقية العذبة التي لحنها الموسيقار الكبير بيوتر تشايكوفسكي خصيصاً لها في عرضها الأول عام 1892م. تدور القصة حول (ماري) الابنة الأصغر لعائلة ستالباوم الثرية، والتي يهديها عرابها الغامض والمخترع الماهر دروسيلماير دمية على هيئة كاسر بندق خشبي يرتدي زي جندي خلال احتفال عائلتها بليلة عيد الميلاد، مما يثير غضب شقيقها من هذه المعاملة الخاصة ويكسر اللعبة، ولكن دروسيلماير يقوم بإصلاحها وإعادتها لماري، التي قررت في تلك الليلة بعد نوم الجميع أن تجد لعبتها، وعندما حدث ذلك دبت الحياة فجأة في كاسر البندق وبقية الألعاب، وخاضوا معركة غير متكافئة ضد جيش ملك الفئران المتوحش، حتى أنقذتهم الفتاة ذات القلب الطيب. في هذه اللحظة تحديداً، يتحول كاسر البندق إلى أميرٍ وسيمٍ ويأخذ ماري في رحلةٍ سحرية.
في الفصل الثاني، وجد كاسر البندق وماري نفسيهما في أرضٍ خيالية جميلةٍ مليئةٍ بالدمى، غير أن ملك الفئران الخبيث لا زال متربصاً خلفهما وشن عليهما هجوماً مفاجئاً، لكن مجدداً يقوم كاسر البندق بمحاربة خصومه ويهزمهم. ولمرة أخرى، يتحول كاسر البندق إلى أميرٍ وسيمٍ ويحتفل مع ماري برقصةٍ رومانسية رائعةٍ تليق بالملوك. ومع نهاية الرقصة في المملكة الساحرة، تجد ماري نفسها ممسكةً بلعبتها الخشبية الثمينة دون أن يعرف أحدٌ إن كان ذلك حلماً أم حقيقة.
قام بإخراج هذا العرض الرائع بلوحاته الشعرية الحالمة ناتاليا سبيتسينا، والتي انسجمت مع الرقصات الرشيقة التي صممها فاسيلي فاينونين، والأزياء المذهلة والديكورات لفايتشيسلاف أوكونيف، والتي شكلت معاً سيمفونية ساحرة، تجسد قصة الحياة في فصول الحكاية.