من يبعد نور المحبة عن قلبه تقصيه الحياة عن قلبها، لأنه أقرب الناس إلى القلب هم المحبون الذين ولدوا وفي أرواحهم نغمة من الملاء وفي جباههم بهاء من لمعان النجوم، إنه حقاً أولى الناس بالشفقة هم الذين يعيشون أمام الشمس وآذانهم وصدورهم موصودة دون الألحان والأنغام. إنه الحب اللغة الروحية العالمية رغم ما في مظاهرها من السطحية من مخالفة متباينة إلا أن الأعين التي ترى النور تستوعب وتفهم ما يقوله.
لا تته وسلم نفسك إليه، إن كنت تبحث عن الطريق فانظر في داخلك وإن كنت تبحث عن المعنى فانظر إلى السماء، بعيداً حيث هناك الشمس تطوف عليها الكواكب، تزعم كل منها أنها البداية بقدر ما هي النهاية، غير آبهة بالمعنى الذي لا وجود لها دونه، إن الفكرة لتذهب إلى حد إسقاط المعنى، من هناك أنت الأفكار هي زمان ومكان صاحب الفكرة، فالزمان والمكان هما نمطان من أنماط الإله أم الذي لا ينفصل عن الإدراك، الزمان والمكان هما زمان ومكان الآخر، فلا زمان ولا مكان للراصد.
إننا نخطئ إذ نشتق المعنى من الأبجدية التي نتناقل الأفكار بموجبها والصمت هو لغتنا، لأنه تنطق كلمات الحب على خلفية غير أبجدية، لكنها تتجاوز إمكانية استجرار المعنى من الجمل المخطوطة. إنها تحث كلاً منا على خلق معنى خاص به يستحيل استشفافه من قبل الآخر، بهذا المعنى وهذا المعنى فقط، المحبة أوسع من كل الأطروحات الأخرى التي تأخذ بالفكر البشري الجمعي.
علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية