كتبت - شيخة العسم:
هل تفضل قراءة الكتب الأجنبية بلغاتها الأم؟ أم تروق لك ترجمتها إلى العربية؟ إذا كنت من الفريق الثاني، فهل تعاني أحياناً من ضعف الأسلوب وضياع الإحساس بالفكرة والأخطاء في تحرير المضمون والمعنى؟ «الوطن» فتحت ملف الكتب المترجمة إلى العربية وطرحت وجهات نظر أهل الخبرة والاختصاص والكثير من محبي القراءة حول مدى التزام الناشرين ومحرري الترجمة بالضوابط والقواعد اللازمة خاصة في ما يتعلق بالروايات والكتب العلمية والتاريخية.. ضوابط عدم الالتزام بها دفع الكثير من محبي الكتب المترجمة إلى الانتقال لملعب الفريق الأول وفضلوا قراءتها بلغاتها الأم.
تقول الأخصائية بمركز مصادر التعلم ولاء غندور، أن «الكتب المترجمة نوعان، الأول ما يصدر عن هيئة أو مؤسسة نشر تلتزم بالمعايير وتخضع للرقابة وتضع إطاراً يراعي المجتمع وليس مجرد ترجمة حرفية لما تنشره، أما النوع الآخر، فيتمثل في الترجمة الشخصية لأحد الكتاب، وأرى أن أغلب هذه الترجمات تهدف لأغراض تجارية، حيث يقوم المترجم بتغيير العناوين لأخرى مثيرة تجذب القارئ وتستغله، ويذكر في المقدمة والخاتمة رأيه بالكتاب، وبالطبع لابد من أن يكتب على غلاف الكتاب أنه «الرواية الأكثر مبيعاً»، أو «الرواية الأكثر انتشاراً»، وغيرها من العبارات التي تجذب القارئ، كما إنه يتعمد زيادة الشرح والتفصيل، بالتالي زيادة عدد الصفحات، وذلك لغرض تجاري عند الطباعة والبيع، ومن الملاحظ أن جميع الكتب الأجنبية المترجمة إلى اللغة العربية تكون أعداد صفحاتها أكثر بكثير من النسخة الأصلية».
وتضيف ولاء «كما إن هناك الكثير من الكتب المترجمة تعد «نقداً» للكتاب بالأصح وليس ترجمة له، لأننا نرى رأي المترجم غالباً في الترجمة، وهو ما لا يحق للمترجم، ومن الأفضل أن يقوم المترجم بعد ترجمة الكتاب بإصدار كتاب آخر ينتقد فيه الكتاب، خاصة أن هناك روايات عالمية تمت ترجمتها بشكل سليم جداً، دون أغراض تجارية، ولكن في النهاية نجد أن الكتب المترجمة مثل القصص والروايات والأدب والتاريخ والسياسة لا تطابق الكتاب الأصلي لوجود تحوير أو شرح أكثر، أما الكتب العلمية كالطب والفلك وغيرها لا نجد فيها اختلافاً عن الكتب الأصلية».
وتشير ولاء إلى أنها «تفضل قراءة الكتب الأصلية ومقارنتها بالكتب المترجمة لترى الفرق في الكتابة»، لافتة إلى أنها «قرأت عدداً من الكتب بالنسختين الأصلية والمترجمة كـ«رجال سيئون الطباع» ، وسلسلة «لا تهتم بصغائر الأمور في العلم»، و«من حرك قطعة الجبن خاصتي»، و«رواية هاري بوتر».
من جانبها توضح نادية ياسين - طالبة مهتمة بقراءة الروايات الأجنبية- «أفضل قراءة الروايات بلغتها الأصلية، لأن المترجم عادة ما يقوم بترجمة لا أفهمها، ولا أعرف من خلالها المعنى الأصلي الذي قصده الكاتب الأجنبي، أما الترجمة بوجه عام فهي مهمة جداً للتعرف على أفكار الأمم الأخرى، وبالنسبة لي أفضل قراءة الكتب التاريخية والروايات المستوحاة من الواقع».
في حين تقول سارة زينل -طالبة- «أفضل قراءة الكتب بلغتها الأصلية، وحالياً أقرأ باللغة الإنجليزية، ووددت كثيراً لو كنت أتقن اللغة الفرنسية والإسبانية، فهناك روايات جميلة وددت قراءتها بلغتها الأصلية، ولكن لا يمنع ذلك من أن تكون هناك روايات عالمية مترجمة وبطريقة سليمة جداً، كرواية «فنتازيا»، وقد كانت الترجمة مقاربة للرواية الأصلية»، مضيفة «هناك كتب وقصص كثيرة اختل مضمونها بعدما تمت ترجمتها إلى العربية».
أما الطالبة سارة صالح فتقول «نادراً ما تكون هناك أغلاط إملائية أو كلمات غير معروفة في الكتب المترجمة، وذلك من ملاحظتي الشخصية لذلك النوع من الكتب، وعلى المستوى الشخصي أستفيد من الكتب المترجمة، وأتوقع أنها تؤدي الغرض، خصوصاً لمن لا يتقن لغة الكاتب الأصلية»، لافتة إلى «كنت أفضل لو أنني أتقن لغة الكتاب حتى أقوم بقراءته كما هو وكما كتبه الكاتب دون ترجمة».
من جهتها تقول هند الجودر -مساعدة مديرة بإحدى مدارس الإيمان- «أقرأ الكتب التي تختص بالإدارة، والكتب الأجنبية في هذا المجال على وجه التحديد أفضل بكثير من الكتب العربية ومتنوعة وأكثر دقة»، مضيفة «بالطبع عند قراءة الكتب المترجمة نعاني من ركاكة الأسلوب وأحياناً عدم وضوح الفكرة» .
وتشير هديل سمير -أخصائية تربية بالإدارة والتخطيط التربوي- إلى أن «ترجمة كتب الأطفال أفضل كثيراً من نشرها دون ترجمة، لأن هناك مصطلحات لا تصلح لمجتمعنا العربي المحافظ، فلا مانع من إسقاط بعض العبارات واستبدالها بكلمات تناسب الطفل، وذلك من منظور تربوي، أما بالنسبة لكتب الكبار فأرى أنه يجب أن تكون الترجمة كما هي دون زيادة أو نقصان كون الشخص وصل لمرحلة النضج والوعي، وبالتالي يحق له قراءة ثقافات مجتمعات أخرى».