كتبت ـ مريم العبدالقادر:
تشارك مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعباً، المملكة العربية السعودية، افراحها بيومها الوطني، حيث تتسم العلاقات بين المملكتين، بكونها علاقات تاريخية، تقوم على التواصل والود والمحبة، بين قيادتي وشعبي البلدين، وتشهد تطوراً مستمراً على كل المستويات، انطلاقا من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا، وروابط الاخوة ووشائج القربى والمصاهرة والنسب ووحدة الدم والمصير والهدف المشترك الذي يجمع الشعبين الشقيقين، فضلا عن جوارهما الجغرافي، وعضويتهما في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية.
وفي هذا الصدد، يؤكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود، حرصهما المشترك على توسيع آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين، والارتقاء بها في شتى المجالات والميادين.
ولذلك، تضرب العلاقات البحرينية السعودية بجذورها في أعماق التاريخ، وتتنوع هذه العلاقات وتتشعب لتشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى الأسرية.
وتظهر متانة العلاقات بين البلدين، في تشارك قيادتيهما وشعبيهما الأفراح والأحزان، ووقوفهما إلى جانب بعضهما البعض في الملمات والمحن، تأكيداً للروابط المتجذرة بين شعبي البلدين.
وجاء تدشين جسر الملك فهد بين البحرين والسعودية سنة 1986، ليزيد هذه العلاقات تجذراً ورسوخاً، وبات بمثابة شريان حيوي رفع معدلات التجارة بين البلدين، إضافة إلى الاستثمارات الاقتصادية المتبادلة والمشتركة.
وتشترك البحرين والسعودية في أمور أخرى كثيرة، تتعدى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، لتصل إلى علاقات المصاهرة والنسب بين شعبي البلدين الصديقين.
وتجمع البحرين والسعودية علاقة قديمة وخاصة، ويعود هذا الترابط إلى القرب الجغرافي بين البلدين، ويمكن بسهولة ملاحظة تشعب العوائل السعودية في البحرين وبالعكس، كما أن الترابط القبلي موجود منذ قديم الزمان، وكثير من المواطنين البحرينيين مقيمون بالسعودية والعكس صحيح، وهناك أعداد كبيرة من طلبة البحرين يدرسون في جامعات سعودية، وطلبة سعوديون مسجلين في جامعات بحرينية.
وأسهم الحب والود المتبادل بين شعبي البلدين في تقريب المسافات بين الدولتين أكثر فأكثر وألغى الحدود القائمة بينهما، حتى باتا يتشاركان ذات المصير المسنود برصيد التاريخ والجغرافيا.
وتتشارك البحرين مع السعودية في انضوائهما تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، ما يؤكد أن للدولتين توجهاً واحداً وانتماء مشتركاً.
وآخر دلائل رغبة الشعبين في مزيد من التلاحم، موافقة الشعبين وتهليلهما لمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، بشأن تحول منظمة المجلس التعاون الخليجي إلى إتحاد خليجي كامل.
وتعد المطالبة بتوحيد العملة بين الدولتين، مظهراً آخر من مظاهر رغبة الاتحاد، بينما تسعى قيادتي البلدين على تطوير وتجديد العلاقات الجامعة بينهما بصفة دائمة ومستمرة.
كما شاركت القوات السعودية ضمن قوات «درع الجزيرة» لحفظ الأمن والاستقرار في البحرين خلال أحداث 2011.
وتعد السعودية الشريك الأول للبحرين اقتصادياً، ويعود التعاون الاقتصادي بين الدولتين إلى ما قبل اكتشاف النفط، وعند بداية استخراج النفط، كان هناك نسبة كبيرة من النفط السعودي يكرر في مصفاة البحرين.
وزاد الارتباط الاجتماعي والاقتصادي بين البلدين مع مد جسر الملك فهد وتدشينه كشريان حيوي في نوفمبر 1986، ومع تدشين الجسر اقتربت المسافات وزادت حركة النقل بين المملكتين، ورفع الجسر من وتيرة العلاقات الاقتصادية والتجارية.
ومع افتتاح الجسر توالدت الكثير من المشروعات الاقتصادية والتجارية المشتركة بين الدولتين، ما أنعش الحركة التجارية بينهما، ويعد الجسر اليوم منفذاً برياً لصادرات البحرين، وجعل الاستيراد من الخارج أكثر يسراً وسهولة وأقل كلفة.
وينتظر الشعبان اليوم إطلاق مشروع جسر الملك حمد الجديد بعد إقراره مؤخراً، بما يسهم في زيادة التلاحم والود الأخوي بين الشعبين، وزيادة المشاريع الاقتصادية بين الدولتين، ما يعود بمنافع اقتصادية كبيرة على الجانبين.
ومن المنتظر أن يوفر الجسر فرص عمل واسعة للشباب البحريني والسعودي، ما يحقق شراكة مجتمعية بين الشعبين الشقيقين، وزيادة تقريب المسافات كخطوة نحو الاتحاد الخليجي المنشود.