كتبت ـ نورهان طلال:
بذلت القيادة السعودية خلال العقود الأربعة الأخيرة، جهوداً جبارة لتوسعة الحرمين الشريفين، ورصدت موازنات ضخمة لأعمال التوسعة المستمرة تلك.
ومر الحرمان الشريفان بعدة توسعات خلال العقود الأخيرة، كان أبرزها توسعة المسجد في عهد الملك سعود في ربيع الآخر 1375هـ، حيث كانت مساحة المسجد حينها لا تتجاوز 28 ألف م2 ويتسع لنحو 50 ألف مصلٍ.
واستغرقت التوسعة حوالي 10 سنوات، ما رفع القدرة الاستيعابية لساحات الحرم لزيادة عدد المعتمرين والمصليين، إضافة إلى تأمين الخدمات الضرورية لتوفير الراحة للمصلين وتجهيز دورات المياه والمواضئ الجديدة.
وبلغت تكاليف مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما فيها نزع الملكيات، أكثر من 30 ملياراً و178 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل 11 مليار اًو316 مليون دولار.
وافتتح المطاف المؤقت في الحرم المكي المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، واستحدث هذا المطاف للتقليل من الفجوة بين أعداد الطائفين وتقليصها من 48 ألف طائف في الساعة إلى 22 ألفاً أثناء عمليات الهدم والتشييد خلال توسعة المطاف في الحرم المكي، والذي ينتهي من مراحله الثلاث بنهاية حج 1436 للهجرة، لترتفع طاقته الاستيعابية إلى 105 آلاف طائف بالساعة.
ويتكون المطاف المؤقت من طابقين، أحدهما تم ربطه مع مستوى الدور الأول، حيث يتكون من مدخلين رئيس وفرعي، ومخرج طوارئ يستخدم عند الحاجة، وهذا الطابق افتتح لذوي الاحتياجات الخاصة من مستخدمي العربات، أما الآخر فيربط مع الدور الأرضي في مرحلة ثانية بعد شهر رمضان وحتى موسم الحج لهذا العام، بينما يرفع المطاف المؤقت الطاقة الاستيعابية للطواف إلى 35 ألف طائف بالساعة أثناء المشروع.
ويأتي المطاف المؤقت على شكل حلقة دائرية محاذية للرواق القديم ومشرف على الكعبة، بعرض 12 متراً وارتفاع 13 م، ويستوعب 1700 عربة في الساعة، بهدف فصل الحركة بين المعوقين والطائفين في منطقة الصحن طيلة مدة المشروع.
وتمت الدعوة إلى خفض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي، وعدم تكرار الحج والعمرة خاصة في هذه الفترة، لإفساح المجال أمام من لم تتح لهم فرصة أداء المناسك، وحفظاً لأرواحهم وسلامتهم، بينما اعتبر المسؤولون السعوديون أن الأمر لابد من اتخاذه واللجوء إلى هذا القرار خلال فترة تنفيذ المشروع، لما فيه ضرورة شرعية ومصلحة عامة تقتضي حفظ سلامة المعتمرين والحجاج.
وقررت وزارة الحج في وقت سابق خفض أعداد حجاج الداخل 50%، وحجاج الخارج 20% لحين إتمام المشروع، وخفض عدد المعتمرين في رمضان وإلزامهم بعدم المكوث في السعودية بعد أداء المناسك أكثر من 15 يوماً لحين إتمام المشروع.
وافتتح الجسر المؤقت لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عبارة عن حلقة دائرية محاذية للرواق القديم ومشرف على الكعبة بعرض 12 متراً وارتفاع 13 م، لفصل الحركة بين عربات ذوي الحاجات الخاصة والطائفين في منطقة الصحن طيلة مدة تنفيذ مشروع المطاف، حيث تم وضع خطة للاهتمام بالإرشاد والتوجيه، لتضطلع الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالعناية بالدروس القيمة وإرشاد المعتمرين والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم.
ووصل العدد الإجمالي لدورات المياه والمواضئ التي تخدم المسجد الحرام والساحات المحيطة به إلى 9750 وحدة، مع توفير مشارب مياه مبردة داخل مبنى التوسعة وفي الساحات الخارجية، وتشغيل السلالم الكهربائية لخدمة الحركة الرأسية بين أدوار مبنى التوسعة بعدد يصل إلى 177 سلماً كهربائياً و22 مصعداً، وكذلك سلالم كهربائية تخدم دورات المياه بدور القبو أسفل الساحات، فيما شملت التوسعة تشغيل نظام التكييف والإنارة ونظام الصوت والمراقبة التلفزيونية وأنظمة مكافحة الحريق.
وهناك مشاريع لتوسعة المسجد النبوي، حيث تمت إضافة مساحات من الأراضي المحيطة بالحرم النبوي إلى ساحات المسجد بلغت أكثر من 180 ألف متر مربع، لتستوعب أكثر من 350 ألف مصل لمواجهة الزيادة المضطردة في أعداد المصلين سنة بعد أخرى.
ونفذت عدد من المشروعات العملاقة في عهد الملك عبد الله بن عبدالعزيز، منها مشروع تطوير منطقة وجسر الجمرات بمشعر منى، بهدف تطوير الجسر ليوفر طاقة استيعابية لحوالي 5 ملايين حاج ليرموا الجمرات بشكل آمن ومريح.
وشملت المشروعات قطار المشاعر المقدسة ويربط بين مشاعر منى ومزدلفة، وتبلغ كلفة المشروع 6.7 مليارات ريال، ويعمل القطار بكامل طاقته خلال موسم حج هذا العام، حيث يبلغ عدد القطارات التي تنقل الحجاج 17 قطاراً، في كل قطار 12 عربة وكل قطار طاقته 3 آلاف حاج.