أكد نائب رئيس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أن إعداد المعلم وتدريبه مسؤولية وطنية وهدف استراتيجي، لافتاً إلى أن كلية البحرين للمعلمين دأبت على الاستعانة بتجارب الدول المتقدمة في مجال إعداد المعلم وتأهيله وتمهينه ضمن أفضل البرامج والمشروعات التطويرية.
وقال سموه لدى رعايته حفل تخريج الفوج الثالث من كلية البحرين للمعلمين بواقع 185 معلماً ومعلمة، في قاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بجامعة البحرين، إن الكلية الفتية كانت نتاج مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، المنسجم مع المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إيماناً أن المدخل الحقيقي لتطوير التعليم هو إعداد المعلم المميز القادر على قيادة العملية التعليمية والتربوية بالكفاءة والخبرة المطلوبتين.
وأضاف سموه أن كلية البحرين للمعلمين دأبت منذ تأسيسها على الاستعانة بتجارب الدول المتقدمة في مجال إعداد المعلم وتأهيله وتمهينه ضمن أفضل البرامج والمشروعات التطويرية، لتحقيق أهداف واستراتيجية تطوير التعليم والتدريب في البحرين، والارتقاء بجودة التعليم في كافة مراحله التأسيسية.
واعتبر سموه، المعلم ركيزة للعملية التعليمية، والاهتمام بإعداده وتدريبه مسؤولية وطنية وهدف استراتيجي، داعياً إلى تطوير مهاراته وصقل معارفه وتدريبه على مهارات التفكير العليا، بما ينعكس على عموم الطلبة والسمو بالعملية التعليمية وتعزيز قدرات الطلبة على الولوج لمختلف مسارات التعليم العالي، وتحقيق أهم وأبرز أهداف التعليم كمحرك أساس من محركات التنمية.
وبين سموه أن البحرين سعت للنهوض بالعملية التربوية التعليمة منذ بدء تاريخ التعليم النظامي في البحرين عام 1919، عندما عملت الحكومة حينئذ على استقطاب نخبة من المعلمين من الدول الشقيقة للعمل إلى جانب المعلمين الوطنيين، ممن أسهموا في تخريج أجيال حملت مسؤولية بناء نهضة البحرين وتطورها عبر مراحلها المتعددة، وتلا ذلك عام 1954 إنشاء قسم خاص للمعلمين ضمن المرحلة الثانوية، وبعدها جاء إنشاء معهد خاص للمعلمين عام 1966 وآخر للمعلمات عام 1967.
وقال سموه إن كلية البحرين للمعلمين أصبحت اليوم المؤسسة التعليمية الأولى لرفد المدارس بالمعلمين المؤهلين والمدربين، حيث كان فوجها الأول نموذجاً حياً على ما حققته من إنجاز، آملاً أن يعزز الفوج الثالث هذه المساهمة بكل جدارة واقتدار.
وأعرب عن تطلعه إلى يوم يشهد مساهمة الكلية ليس في البحرين فحسب بل في محيطها الخليجي، انطلاقاً من الإيمان أن هذه الكلية تستجيب لكافة النتائج المستوحاة من تجربة خريجيها، بهدف الاستمرار في عملية التطوير والتحديث سواء على مستوى البرامج التدريبية أو المناهج، لتتلاءم مع أفضل معايير الجودة العالمية، وحاجات ومتطلبات التعليم في المملكة، من أجل بناء مجتمع المعرفة وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة.
وهنأ سموه الخريجين وأساتذتهم وأولياء أمورهم على ما حققوه من نجاح وتفوق، آملاً أن ينعكس ما تعلمه الخريجون من علم ومعرفة ومهارات على طلبة المدارس لتحقيق متطلبات جودة التعليم ومخرجاته.
وأعرب سموه عن شكره وتقديره لجهود القائمين على هذا الحفل إعداداً وتنظيماً، متمنياً للجميع التوفيق والسداد.
من جانبه أشاد وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، بقيادة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بعين بصيرة وفكر ثاقب لما تحقق من إنجازات كبيرة في سبيل إنجاز مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب.
وقال إن هذا المشروع أصبح اليوم بفضل حكمة ودعم سموه واقعاً معاشاً وثقافة يومية وممارسة بدأت نتائجها واضحة للعيان.
وأضاف أن خريجي الكلية بلغ عددهم منذ افتتاحها عام 2008 ما مجموعه 357 معلماً ومعلمة حاصلين على درجة البكالوريوس، و368 معلماً ومعلمة بدرجة الدبلوم العالي في التربية، بينما دربت منذ افتتاحها 302 مديراً مساعداً، ووفرت تدريب 1208 قيادياً تربوياً، وأهلت في برنامج القيادة التربوية 6829 معلماً ومعلمة.
بدورها شكرت القائم بأعمال عميد كلية البحرين للمعلمين د.هنادا طه، سمو نائب رئيس الوزراء على رعايته لحفل تخريج الفوج الثالث من طلبة كلية المعلمين، مشيرة إلى أن مهنة التعليم هي أعظم مهنة وأصعبها على الإطلاق، وهي مهنة الإلهام وصنعة الأنبياء والعظماء.
وألقى كل من الخريج محمد الوردي والخريجة ميعاد علي، كلمة قدما خلالها الشكر لسمو نائب رئيس الوزراء على رعايته الدائمة للكلية، وقالا «بعلمنا وعملنا سنعلم ونرسم مستقبل البحرين، ونرسم مستقبلاً يرى النور الاقتصادي والتفاؤل والإبداع بالعلم والعمل، ويرى ثقافة الفرح الرزين والنهضة الحقيقية، ونرفع أيدينا للبحرين ونكون معلمين ونتعلم دائماً للبحرين ونكون معلمين».
بعدها تم عرض شريط مصور حول كلية البحرين للمعلمين، ثم تفضل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بتكريم الطلبة المتفوقين وتوزيع الشهادات على الخريجين في برنامج البكالوريوس في التربية وبرنامج القيادة التربوية.
بينما قدم رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي في ختام الحفل، هدية تذكارية لسمو نائب رئيس الوزراء، شاكراً لسموه رعايته حفل تخريج الفوج الثالث من كلية البحرين للمعلمين.
وقال جناحي في تصريح له، إن كل حفل يقام لتخريج دفعة جديدة من معلمي ومعلمات كلية البحرين للمعلمين في جامعة البحرين، هو إيذان بولادة جديدة للمنظومة التعليمة في البحرين، التي تشهد تحديثاً وتجويداً مستمرين، بهدف الوصول إلى مستوى عال من التعليم يضاهي منظومات التعليم في الدول المتقدمة.
حضر حفل التخريج رئيس مجلس الشورى، وعدد من الوزراء والمسؤولين والسفراء، بينما بلغ عدد الخريجين الإجمالي 185 معلماً ومعلمة، بواقع 136 خريجاً في برنامج بكالوريوس التربية ويشمل تخريج معلمين في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم ومعلمي الفصل، و49 خريجاً في برنامج دبلوم القيادة التربوية.