توقع عدد من مديري ورؤساء تحرير وكالة أنباء البحرين (بنا)، أن تشهد الوكالة دوراً تنويراً هائلاً في المرحلة المقبلة، استناداً لما تملكه من إرث تاريخي طويل وخبرات وتجارب عميقة اكتسبتها من سابقة تراكمات عملها خلال العقود الماضية، مشيدين بمكانة (بنا) العالية بين الوكالات العربية.
وأشاد المسؤولون السابقون، بالدور الرائد الذي قامت وتقوم به الوكالة في تنوير الرأي العام وتعريفه بتطورات الساحتين المحلية والعالمية ونقل المستجدات والأحداث بطريقة مهنية زادت من ثقلها ومكانتها بين أقرانها في المنطقة والعالم، معتبرين أن هذا الدور التثقيفي والتوعوي الرائد لـ «بنا» لم يكن وليد اليوم بقدر ما كان دوراً ملازماً لها منذ بداية انطلاقتها الأولى العام 1978 وحتى اليوم.
وأكدوا بمناسبة افتتاح مقر الوكالة الجديد، أمس الأول، من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أن التطور الذي تشهده الوكالة، مع تدشين مبناها الجديد يعد برهاناً ساطعاً على ما يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وأشاد نبيل الحمر مستشار حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى لشؤون الإعلام بالدور الرائد الذي تلعبه وكالة أنباء البحرين في خدمة الإعلام البحريني، لافتا لما تحظى به «بنا» من دعم كبير من قبل العاهل، الأمر الذي أسهم في تعزيز دورها، وإحداث نقلة نوعية واسعة في سياستها ونهجها من خلال التطور الحاصل في مهنيتها الإعلامية، وكذلك توسعها في البث باللغات الأجنبية المختلفة مما عزز من دورها في إيصال صوت وصورة البحرين إلى شتى أنحاء العالم، مؤكدا أن الملك لم يبخل بتقديم كل الدعم لمؤسسات الإعلام الرسمي لما له من دور في إيصال المعلومة الصادقة والحيوية لعموم الناس، وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين على السواء.
وقال الحمر إن التطور الذي تشهده «وكالة أنباء البحرين» في مختلف المجالات التقنية والمهنية خصوصا لجهة الخدمات التي تقدمها على مواقع الإنترنت، مكنها من تبوؤ مكانة عالية بين وكالات الأنباء العربية، معرباً عن إعجابه بالخدمات الحديثة التي أطلقتها «بنا» مؤخراً، إضافة إلى التواجد والحضور المتعاظم على شبكات التواصل الاجتماعي وباللغات الأجنبية المختلفة.
وذكر الحمر أنه عمل كأول مدير عام لوكالة أنباء الخليج التي أنشئت عام 1976، والتي كانت النواة الرئيسية لوكالة أنباء البحرين بعد ذلك، معتبراً أن للوكالة قصب السبق في الريادة الإخبارية على صعيد الوطن، وتملك تاريخا طويلا وحافلا من الخبرات والتجارب الإعلامية، وأنه كان واحداً من بين الذين تولوا إدارة هذا الصرح الذي تواصل العمل فيه بكل جهد ومثابرة لتأكيد قدرة المواطن البحريني على العمل في حقل الإعلام.
وتابع قائلاً إنه من المهم مع هذه المناسبة نستذكر الجهود التي بذلها المغفور له طارق المؤيد وزير الإعلام الأسبق، فشهد الإعلام البحريني في عهده تطوراً ملموساً من خلال أجهزة إعلامية متميزة، وفاعلة ساهمت في إبراز الوجه الحضاري للبحرين. وكان من ضمن هذه الأجهزة وكالة أنباء الخليج التي تحولت فيما بعد إلى وكالة أنباء البحرين، كما لابد أن نشد على أيدي العاملين بالوكالة منذ تأسيسها وحتى اليوم، وفي مقدمتهم مديرها العام مهند النعيمي، الذي واصل الليل بالنهار وبالتعاون مع جميع العاملين، ليؤكد أن مسيرة التطور والنهوض بالإعلام الرسمي عامة وداخل وكالة أنباء البحرين بشكل خاص ستتواصل ولن تنتهي ما دام يتوفر هذا الدعم الكبير الذي يقدمه العاهل لها.
من جهته، أشاد خالد الزياني الوكيل المساعد للشؤون الصحفية والإعلامية بديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، المدير العام السابق لوكالة أنباء البحرين «بنا»، بالجهد الكبير الذي تبذله الوكالة للارتقاء بالأخبار المحلية وتوسيع دائرة الاهتمام بها في المحيطين العربي والدولي.
وقال الزياني إن «بنا» تحمل سجلاً حافلاً بالعطاء والإنجاز الإعلامي منذ أن ولدت تحت مسمى «وكالة أنباء الخليج»، مشيراً إلى أن الوكالة استطاعت أن تصل بأخبارها إلى أبعد مدى.
ورأى أنه مر على الوكالة العديد من الكوادر البحرينية الوطنية التي استمدت خبرتها في الشؤون الصحفية والإعلامية من خلال عملها لـ «بنا»، و تولت هذه الخبرات الوطنية مناصب عديدة في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، مضيفاً «أننا اجتهدنا كإعلاميين بحرينيين لتكون لنا بصمة خاصة، واستطعنا أن يكون لنا حضور، وعملنا على توظيف البحرينيين وتدريبهم بالوكالة».
وأكد أن فريق العمل بالوكالة خلال فترة رئاسته لتحريرها كان مندمجا ومتناغما إلى أبعد الحدود، وأنه يجب أن يترافق افتتاح المقر الجديد للوكالة الذي وصفه بـ «النقلة» بتوسعة كادر «بنا»، مشيداً بالجهد المبذول من جانب العاملين بالوكالة في متابعتهم للإعلام الجديد والبث عبره، والذي اعتبره جهداً يستوجب شكر القائمين عليه، خصوصاً المدير الحالي للوكالة، ومجموعة العاملين معه الذين أسهموا في تطوير الوكالة فنيًا وتقنيًا، لتواصل عطائها باعتبارها أحد أوجه مملكة البحرين الإعلامية الرائدة.
من جانبه، أشاد رئيس تحرير صحيفة الأيام عيسى الشايجي -الذي عمل لمدة 11 عاما بالوكالة وشغل لفترة رئاسة تحريرها- بجهد مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل الحمر في تأسيس النواة التي انطلقت منها «بنا» العام 1978، في إشارة لوكالة أنباء الخليج، موضحاً أن الحمر أبان تلك الفترة بذل جهداً كبيراً مكنه من وضع أسس صحيحة لتأسيس وكالة أنباء البحرين بعد ذلك بالأسلوب الذي حقق الكفاءة والاستمرارية.
وذكر الشايجي أنه عمل في الوكالة منذ بداية تأسيسها، وإلى الصعوبات التي واجهتها آنذاك، وكان أبرزها محدودية المصادر الإخبارية، مؤكداً أن حماس وحيوية العاملين أرسيا الدعائم الأولى لانطلاقتها.
وأوضح أن الوكالة في ذلك الوقت كان لديها أيضاً مراسلون إخباريون في العواصم الرئيسية، وكانت تعتمد على التقاط البث الفضائي للإذاعات والترددات اللاسلكية، معلقاً «هذا بخلاف اليوم، حيث إن المصادر الإخبارية متوفرة سواء من خلال محطات الإذاعة والتلفزيون المتعددة، أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي».
وأضاف الشايجي «بذلنا كل جهد ممكن، وكان الشباب يملكون الدافع والرغبة التي تضيف للعمل، واستطاعت الوكالة أن تحقق تفوقاً في مرات عديدة في بث الأخبار، وتم اعتمادها من قبل وكالات الأنباء العالمية كمصدر رئيسي للتزود بالأخبار من دول الخليج.
وتابع «أستطيع أن أجزم أن العمل في الوكالة يتطلب الدقة والسرعة بخلاف العمل في الصحف الذي فيه متسع من الوقت لنشر الخبر»، مؤكداً أن العمل الصحفي بشكل عام يتطلب التضحية وعشق هذا العمل، حتى ولو كان على حساب الالتزامات الاجتماعية.
وأعرب عن اعتزازه وفخره بوكالة أنباء البحرين وبالقائمين عليها، وبالكوادر العاملة فيها» التي وصفها بأنها «حققت نجاحات كبيرة وقادرة على حمل المسؤولية وأداء المهمة الصعبة على أكمل وجه»، متمنياً لهم مواصلة العمل كي تصل صورة البحرين الحقيقية بصدق وموضوعية للعالم الخارجي.
من جهته، قال عيسى العرادي الذي شغل منصب رئيس تحرير في الوكالة إن الإعلام البحريني يشهد تطوراً كبيراً في الوقت الحاضر، وأن افتتاح مقر الوكالة الجديد يمثل برهاناً ساطعاً على الجهود التي يبذلها الملك للنهوض بالإعلام البحريني، وفي القلب منه الصوت الرسمي للمملكة الذي تعبر عنه وكالة أنباء البحرين، التي عملت طوال تاريخها وتعمل الآن بكل طاقتها لتعزيز حضور المملكة وتواجدها على الساحتين المحلية والخارجية ودعم مكانة الإعلام الوطني في المحافل المختلفة ولمواكبة التطور العالمي.
وذكر أنه خلال فترة عمله كرئيس تحرير للوكالة والتي امتدت لسنوات، استطاعت «بنا» أن تكون تراثاً متراكماً من الخبرات والتجارب، وهو ما مكنها الآن من تحقيق الانطلاقة المنشودة في عالم الاتصال والإعلام، هذا في وقت بات فيه الزخم الإعلامي عاملاً حاسماً لكثير من الملفات، معتبراً أن نجاح الدول في التعريف بمواقفها وقضاياها يتوقف بالأساس على مدى الدعم الذي تلقاه مؤسسات إعلامها، والفرص والموارد التي تتوفر لها، مؤكداً أنه قد تحققت لوكالة أنباء البحرين «بنا» الفرص والموارد الكافية التي أهلتها لتشغل هذه المكانة التي أضحت تحتلها الآن وسط وكالات الأنباء العربية والعالمية.
وتوقع العرادي من خلال تجاربه السابقة، أن يكون التطور الأخير الذي شهدته «بنا» بعد افتتاح مقرها الجديد بمثابة صفحة جديدة في تاريخ تطورها الحافل باللحظات التي لا تنسى، لافتاً إلى أن هذا التطور لا ينبئ فحسب بمستقبل باهر وحضور فاعل يمكن أن تحققه الوكالة في المراحل المقبلة من تاريخ عملها، وإنما يبشر أيضاً بمساهمة قوية في دفع العمل الإعلامي الوطني للدخول في معترك المنافسة الإقليمية والعالمية على السواء، فضلاً عن إمداد البحرين والمنطقة بالكوادر الإعلامية اللازمة التي سيكون بمقدورها في المستقبلين القريب والبعيد بتولي زمام المبادرة في الحقل الإعلامي الخليجي والعربي.