كتب محرر الشؤون البرلمانية:
اعتمد التقسيم الجديد للدوائر الانتخابية على معيار الكثافة الإسكانية معياراً رئيساً وراعى التقسيم تنفيذ توصية حوار التوافق الوطني بشأن تعديل الدوائر الانتخابية لتكون أكثر عدالة وهو ما يدل على التزام وجدية الحكومة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.كما إن التغيير والتطوير حالة طبيعية للمجتمعات الديناميكية، وسبق أن أعلنت الحكومة حين إعلان تقسيم الدوائر الانتخابية في 2002 أن هذا التقسيم يجب أن يستمر على الأقل لمدة 10 إلى 12 عاماً، ومن ثم يمكن التعديل بناء على التغييرات الإسكانية والديموغرافية، وحتى لا يكون أي تغير عرضة للتجاذبات السياسية.
ويضمن التغيير الجديد قدرة أكبر للمجالس البلدية في تقديم الخدمات للمحافظة وممارسة دورها المنوط بها لخدمة المجتمع، لذا فإن المجالس البلدية لا يجب أن يقل عدد أعضائها عن 8 أشخاص حتى يكون المجلس أكثر فاعلية.
وراعى التقسيم الجديد التوزيع السكاني فالتفاوت بين أعداد السكان في 29 دائرة في التقسيم السابق يزيد أو يقل عن 30%.
فعلى سبيل المثال هناك 7 دوائر ترتفع نسبة التفاوت فيها إلى أكثر من 50% عند اعتماد المعايير المعتمدة دولياً، أما في التعديل الجديد على الدوائر الانتخابية فقد تم اعتماد معيار الكثافة السكانية معياراً أساسياً، بحيث لا تقل أو تزيد دائرة عن أخرى بأكثر أو أقل من 30% على الحد الأقصى، دون إقصاء أو تجاهل للمعايير الأخرى.
وراع التعديل الجديد التوسع العمراني ففي التقسيم السابق، تم مراعاة المشاريع الإسكانية والعمرانية التي تشهدها كل منطقة، وتم وضع ذلك في الاعتبار عند التقسيم، وتغيرت الكثير من الخطط العمرانية خلال السنوات الماضية بناء على الظروف المتغيرة التي شهدتها ميزانيات الإسكان وكذلك ظروف المشاريع الإسكانية التي ينفذها القطاع الخاص، الأمر الذي أثر كثيراً على التوازن الديمغرافي في الدوائر الانتخابية فيما لو ظل التقسيم على حاله.
وروعي في التقسيم الحالي المشاريع الإسكانية التي تم بدأ العمل فيها فعلاً.وروعيت نسبة معينة من عدد الأفراد الذين سيقطنون في المشروع الإسكاني
وعلي سبيل المثال فإن الدراز التي كانت من الدوائر ذات الكثافة السكانية العالية أصبحت الآن أقل من المعدل بنسبة 30% مراعاة للمدينة الشمالية التي تبنى حالياً.
معايير أخرى
من أهم المعايير الأخرى ضمان المشاركة السياسية، وهو ما كان معتمداً في دوائر المناطق النائية مثل جو وعسكر، فتم تجاوز ذلك بشكل تدريجي، مثال: جو وعسكر، وعوالي، والحنينية، والرفاع فيوز، تم دمجها مع بعض.. الزلاق وسافرة ودار كليب دائرة واحدة.. الهملة والجسرة والبديع دائرة واحدة.
المحرق
قسمت المحرق إلى ثمان دوائر، وهي ضمن العدد المتوسط للسكان.
فالدائرة السابعة في المحرق (عراد) تزيد الكثافة السكانية فيها عن 50%، مقارنة ببقية الدوائر، وذلك بسبب قوة العامل الجغرافي للمنطقة، حيث إن أقرب منطقة لعراد هي الحد، ودائرة الحد مكتملة عددياً، كما تشهد مشروعاً إسكانياً كبيراً بدأ العمل فيه فعلاً، والمنطقة الأخرى القريبة من عراد هي المحرق، ومن الناحية الجغرافية يفصل بين المنطقتين مطار البحرين الدولي والشوارع الرئيسة كما إن أي محاولة لإدخال مجمع من مجمعات المحرق في عراد سوف تؤدي إلى نفس المشكلة التي كانت تعاني منها الدائرة التي تجمع منطقتي قلالي والمحرق، لذا ارتأى الخبراء اعتماد عراد كلها دائرة واحدة حتى وإن زادت كثافتها السكانية.
وتم فصل قلالي عن شمال المحرق مراعاة للعامل الجغرافي، والذي ساعد على ذلك المشروع الإسكاني لقلالي، حيث ساهمت هذه الهجرة في اعتبار قلالي دائرة مستقلة.
وهناك تجانس كبير في التشكيل الجديد للدوائر، فكل من منطقة الحالة أصبحت دائرة واحدة، ثم وسط المحرق دائرة واحدة، وشمال المحرق دائرة واحدة، وحدثت إشكالية واحدة بشأن منطقة البسيتين الجديدة، ففي حين كانت في التقسيم السابق هي الأقل كثافة في المحرق بسبب مراعاة المشاريع العمرانية الجديدة، فقد أصبحت الآن هي الأكبر كثافة في المحرق فيما لو تم اعتماد التقسيم السابق، الأمر الذي قرر معه الخبراء أن تكون البسيتين الجديدة في دائرة واحدة، وتوزيع البسيتين القديمة بين شمال ووسط المحرق حفاظاً على معيار الكثافة السكانية.
العاصمة
قسمت العاصمة إلى 10 دوائر، ضمن المعدل الطبيعي لعدد السكان إذ وضعت الجفير وأم الحصم في دائرة واحدة مراعاة للكثافة السكانية. وامتدت أولى العاصمة (الحورة والقضيبية) حتى السلمانية مراعاة للكثافة السكانية فيما ظلت الدائرة ذات الكثافة العالية (سنابس) على ما هي عليه. كما تم تقسيم سترة إلى دائرتين مراعاة للكثافة السكانية أما منطقة جرداب وجد علي والناصفة أصبحت دائرة، وتوبلي فانضمت إلى دائرة أخرى، مراعاة للكثافة السكانية.
الشمالية
قسمت المحافظة الشمالية إلى 12 دائرة، بعد أن كانت في السابق 9 دوائر، وهي ضمن المعدل الطبيعي لعدد السكان. عدا دائرتين. وتقع الدائرتان الأكبر عددياً في مدينة حمد، وذلك لتشابه الأسباب مع حالة الدائرة السابقة في المحرق (عراد)، فمدينة حمد جغرافيا مساحتها صغيرة، ومنعزلة جغرافياً، وطبيعة السكان فيها متقاربة، ومن الصعب إدخال مجمعات أخرى فيها من المناطق القريبة لها، ولكن مراعاة للكثافة السكانية في المدينة تم زيادة دائرة واحدة فيها لتتشكل مدينة حمد من أربع دوائر انتخابية بدلاً من ثلاثة دوائر في التقسيم السابق. وتم ضم بعض المجمعات إلى الجنوبية وأخرى إلى العاصمة، مراعاة للكثافة السكانية.
الجنوبية
قسمت المحافظة الجنوبية إلى عشر دوائر، كلها ضمن المعدل الطبيعي لعدد السكان، عدا العاشرة (حوار، الدرة) فهي الدائرة الأقل عدداً، بسبب خصوصية المنطقة من الناحية السياسية، ولاتساع المنطقة جغرافياً كما تم إدخال العديد من مجمعــــات المحافظـــة الوسطــى مع الجنوبية.