كتب ـ وليد صبري:
فرق استشاري أمراض النساء د.محمود جودت، بين الدورة الشهرية لدى الأنثى ونزيف الرحم، في موعد حدوثه أو غزارته أو طبيعته.
وقال إن «الدورة الشهرية تعني مرآة التبويض عند الفتاة، هناك فتاة يتأخر لديها التبويض، بالمقابل فتاة أخرى لديها تبويض غير منتظم، فقد تأتي الدورة الشهرية مرة واحدة، ثم يتأخر نزولها سنة كاملة، ثم تنتظم في النزول»، مضيفاً «كل هذه الظواهر لا تستدعي القلق أو الانزعاج، لأنها دليل على عدم اكتمال نمو الأعضاء التناسلية للفتاة».
ونصح جودت «بضرورة استشارة الطبيب عند الشك، لأن هناك ثمة أعراض متشابهة للنزف لدى الفتاة أو السيدة المتزوجة، لكن الطبيب يكون له رأي آخر، عندما يحدث هذا النزيف لفتاة في مرحلة البلوغ أو مقبلة على الزواج، فأول شيء يفكر فيه الطبيب أن يبحث عن أسباب عامة بعيدة عن أمراض النساء، فالفتاة المريضة بالنزيف قد يكون لديها مشكلة في التجلط أو مصابة بأحد أمراض الدم أو تعرضت لكدمة ما أو تناولت الأسبرين».
ولفت إلى أن «التشخيص الدقيق يعتمد على 3 عوامل مهمة، أولها التاريخ المرضي للعائلة، وعمر الدورة الشهرية، وبداية حدوثها وكمية الدماء النازلة، وانتظام الدورة الشهرية من عدمه، وأخيراً يلجأ الطبيب للفحص بالموجات فوق الصوتية على البطن مع إجراء تحاليل معملية للمريضة، مثل صورة دم كاملة ونسبة التجلط في الدم، للتأكد من وجود ورم ليفي أو تكيس على المبيضين أو لحمية في عنق الرحم من عدمه».
وفيما يتعلق بالعلاج أوضح أخصائي أمراض النساء والولادة د.محمد نشأت «إذا كان هناك تكيس على المبيض يكون العلاج بنصح الفتاة بإنقاص وزنها إذا كانت تعاني السمنة، أو إعطائها أدوية تزيد من حساسية الجسم للأنسولين، أما إذا كان الأمر يتطلب تدخلاً جراحياً فيتم تأجيله لما بعد الزواج».
وأضاف «في حالة اكتشاف ورم ليفي داخل الرحم يؤدي لنزف، في هذه الحالة لا بد من مصارحة المريضة وأهلها أن العلاج يكون باستئصال الرحم، أما إذا كان الورم خارج جدار الرحم هنا يلجأ الطبيب إلى المنظار الجراحي لاستئصال الورم دون مخدر».
من جانبه قال استشاري الأورام د.صلاح عبدالعزيز إن «النزف الرحمي سواء عند الفتيات أو السيدات يعد أمراً مزعجاً، وربما يكون مؤشراً أو إنذاراً لعرض أو مرض خطير».
وأضاف أن «النزيف المهبلي بعد سن البلوغ قد يكون في أغلب الأحوال بسبب اضطراب في عمل هرمونات المبيض، أو في هرمون الأستروجين أو البروجستيرون، وفي معظم الأحوال يكون النزيف لأسباب غير سرطانية داخل الجهاز التناسلي».
وذكر أنه «ليس بالضرورة أن تنتج أورام المبيض هرمونات محدثة للنزيف الرحمي، ولكن هناك أنواعاً منها تحدث خللاً في الهرمونات، ونزيفاً في الرحم، وينزل هذا النزيف إما خلال الدورة الشهرية، حيث يكون الدم غزيراً ومختلفاً عن دم الدورة وكميته، أو يحدث ما بين دورتين، وفي هذه الحالة نتأكد من وجود أورام على المبيض بعد تشخيص الحالة بدقة».
وأوضح أن «الأورام الليفية نوعان 95% منها حميدة، ودائماً يكون مكانها إما في جدار الرحم أو تحت الغشاء المخاطي أو على السطح الخارجي للرحم، ومنها ما هو خبيث وغالباً ما يكون النزيف بسبب الأورام الليفية، الموجودة تحت الغشاء المخاطي، والنوع الثاني من الأورام الليفية يوجد داخل جدار الرحم ويحدث نزيفاً أثناء الدورة، وأحياناً بين الدورتين ويكون حجمه كبيراً في مرحلة الزواج، وينصح باستئصاله كي تتاح للمريضة فرصة الحمل فيما بعد، أما إذا وجد الورم في مرحلة الحمل محدثاً كتلة في الرحم ويجعل فرصة التصاق الجنين داخل الرحم صعبة فيحدث الإجهاض، ونادراً ما تتحول هذه الأورام الليفية إلى سرطانية».