أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن الحرب ضد «داعش» مجرد معركة واحدة بمواجهة الشر، في ظل وجود تنظيمات أخرى لا تقل عن «داعش» تطرفاً وإرهاباً. ودعا وزير الخارجية في مقابلة مع «BBC» البريطانية، إيران لتوضيح موقفها من الحرب ضد الإرهاب، والكف عن دعمه عبر وكلائها في المنطقة، لافتاً إلى أن الأوضاع في المنطقة أخطر بكثير مما قد يتصوره البعض.ونفى الوزير وجود أي تنسيق مع الحكومة السورية في الحرب ضد «داعش»، وقال «لست قلقاً أن يصب النجاح بمواجهة داعش في صالح النظام السوري».وأبدى استعداد البحرين للتعاون مع حكومة بغداد لتطوير العلاقات والدفع بها، متقدماً بالشكر للحلفاء لوقوفهم مع دول المنطقة في المعركة ضد «داعش» والإرهاب.وأكد أن «واشنطن تدعم دول المنطقة في حربها ضد الإرهاب، وضد من انحرفوا بالدين الإسلامي لتدمير ثقافتنا الوسطية السمحة».وأضاف الوزير أن البحرين جزء من التحالف الدولي في المعركة الدائرة الآن ضد تنظيم «داعش»، وشاركت في قصف بعض معاقل التنظيم ومراكز اتصالاتهم في بعض الأماكن.وأشاد بدعم أمريكا لدول المنطقة في حربها ضد الإرهاب وضد من انحرفوا بالدين الإسلامي ويحاولون تدمير ثقافته الوسطية السمحة، وقال «إننا نشكر حلفاءنا لوقوفهم معنا سواء في معركتنا الحالية ضد داعش والإرهاب، أو لمساندتهم لنا من قبل ضد القراصنة في المحيط الهندي، وفي أماكن أخرى، فنحن في هذا الأمر معاً ومقدرون لهذه الجهود».وعن الموقف البحريني من العراق، أكد وزير الخارجية أن المملكة حافظت على علاقة جيدة جداً مع حكومة بغداد، وأن هذه العلاقة تطورت بطرق عدة.وأشار الوزير إلى افتتاح قنصلية البحرين في مدينة أخرى غير بغداد، مشيداً بجدية الحكومة العراقية الحالية في تحسين العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتجاوز آثار المرحلة السابقة، بعد أن شهدت الكثير من المشكلات والأزمات بين الحكومة والشعب العراقي، معرباً عن استعداد البحرين للعمل والتعاون مع حكومة بغداد لدفع وتطوير العلاقات بين الجانبين.ونفى وجود أي تنسيق مع النظام السوري في الحرب ضد «داعش»، مشدداً على أن التنسيق قائم فقط مع الحلفاء.وأكد أنه لا تنسيق بأي شكل من الأشكال مع الحكومة السورية في الحرب ضد «داعش»، مضيفاً «أما عن التحالف المتشكل من عدة بلدان، فله طريقته الخاصة في التعامل مع الأمور».وحول مدى استفادة النظام السوري من نجاح التحالف في القضاء على «داعش»، قال وزير الخارجية «لست قلقاً من أن يكون نجاحنا في مواجهة تنظيم داعش لصالح النظام السوري، لأن الوضع في المنطقة أخطر بكثير مما قد يتصوره البعض، فالقلق هو على جميع بلداننا من التطرف والإرهاب».وأضاف «هذه معركتنا الموحدة والتي تتجاوز حدود الدول وتهددها جميعاً، وعلينا ألا ننسى أن الحرب ضد داعش هي مجرد معركة واحدة من معارك كثيرة، بسبب وجود تنظيمات أخرى لا تقل إرهاباً وتطرفاً عن داعش، ومن بينها القاعدة في جزيرة العرب والمغرب العربي وشبه القارة الهندية، ولذلك هي معركة واحدة نواجهها الآن».وعن الموقف البحريني من طهران، أكد وزير الخارجية أن المملكة لديها علاقات مع إيران كدولة جارة، ولديها بعض الخلافات أيضاً مع طهران، وقال «نحن نحارب الإرهاب، نحن نقاتل مجرمين قتلوا الأبرياء، قتلوا عمال إغاثة من بريطانيا وصحافيين من أمريكا ومن دول العالم، فهي حرب مشروعة ومطلوبة ضد الشر، وإذا رغب أي شخص أو أي دولة في أن تكون معنا في هذه المعركة فإن عليها أن تحارب بطريقة واضحة دون ازدواجية أو تناقض، أي لا تدعي أنها تحارب معنا ضد الإرهاب، ثم تدعم الإرهاب عبر وكلائها في المنطقة».وعن دور بريطانيا في الحرب ضد الإرهاب، شدد وزير الخارجية على أهمية دور لندن في الحرب ضد الإرهاب.وأعرب عن ثقته ـ بناءً على التجارب السابقة ـ من أن بريطانيا ستتخذ قراراً من شأنه أن يخدم مصالحها، منوهاً بالتعاون البحريني البريطاني في محاربة الإرهاب.