نيويورك - (وكالات): أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أن «المساعدات المالية التي تلقتها مصر من دول الخليج خلال الفترة الماضية لعبت دوراً مهماً في منع انهيار اقتصاد الدولة، حيث كانت مصر تواجه مشكلات اقتصادية صعبة بسبب تراجع عائدات السياحة، إضافة إلى تفجر مشكلات عدة على صعيد إمدادات الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي»، مشيراً إلى أن «الاقتصاد المصري الآن في وضع أفضل، لكنه لايزال يحتاج إلى تدفق مزيد من المساعدات والاستثمارات في شرايينه لتعزيز البنية الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة».
وأضاف الرئيس المصري في في حديث لمحطة الإذاعة العامة الأمريكية «سي بي إس» أن «مصر دولة محورية في المنطقة، وتعد عامل الاستقرار بها، وأنها مرشحة للعب دور رئيس لا يمكن أن تلعبه دولة أخرى لإحلال السلام في الشرق الأوسط».
وذكر السيسي أن «ما تطلبه مصر من واشنطن هو أن تقدر طبيعة الوضع الحالي في بلاده التي تعيش في حالة ثورية منذ أربع سنوات، وأن تدرك أن الشعب المصري يتطلع إلى الحرية والديمقراطية، وأنه ملتزم بحقوق الإنسان، إلا أنها تعيش ظروفاً صعبة في التصدي للإرهاب على عدة جبهات».
ولفت السيسي إلى أن «مصر في مواجهة حقيقية ومستمرة مع الإرهاب، وأن المصريين بدؤوا جهود مكافحة الإرهاب قبل عام من الآن، حيث انخرطوا في التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء». وأكد السيسي أن «مصر جزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وأنه بغض النظر عن المسميات فإن مصر جزء من التحالف لمكافحة الإرهاب»، مشدداً على «أهمية عدم الانجرار للوقوع في فخ تحديد المسميات المختلفة للجماعات الإرهابية».
وذكر أن «المصريين أدركوا أن بلادهم واجهت خطر التعصب أثناء فترة الرئيس السابق محمد مرسي، وأن من عايشوه خلال هذا العام لم يكن ما يريدونه ولم يمثل طبيعة العقد بين الحاكم والشعب والذي بموجبه يقبل الحاكم بالتعددية في الحياة السياسية وهذا لم يحدث»، موضحاً أن «مرسي كرس لفكرة حكم الجماعة والانقسام بين المصريين». وشدد السيسي على أنه «لا يرفض الرأي الآخر، لكن ما يطلبه من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين ألا يتحول دعمهم للجماعة إلى عنف وإرهاب»، فيما طالب «أنصار الإخوان بالتوقف عن إيذاء المصريين، ووضع العبوات المتفجرة في الشوارع والقطارات ومحطات توليد الكهرباء».
وأكد السيسي أن «إرادة المصريين هي التي ستحدد طبيعة وشكل العلاقة مع الإخوان مستقبلا»، لافتاً إلى أن «هذا سيتوقف على استعداد الجماعة لنبذ العنف والاعتذار للمصريين والاستجابة لمطالب الشعب».
وفيما يتعلق بحرية التعبير في مصر، أكد الرئيس السيسي أنه «لا توجد قيود أو حدود لحرية التعبير في مصر، وأن هذا أمر نهائي لا رجعة عنه، وأن الحكومة لم تتدخل لوقف أحد البرامج الساخرة».
وفيما يتعلق بمشكلة صحافيي الجزيرة قال السيسي «إنه كان يتمنى ألا تكون هذه المشكلة موجودة، وأن رأيه الشخصي أنه كان يفضل أن يتم ترحيلهم قبل محاكمتهم، أما الآن وبعد أن أصبحوا في أيدي القضاء المصري فإنه ليس بوسعه التدخل»، مشدداً على «ضرورة احترام استقلالية القضاء وأحكامه، وأن هذا هو الضمان الأفضل لجميع المواطنين».