نعم أنهم فئة من الناس دأبوا على إفساد الذوق العام للسياقة بتصرفاتهم غير الحضارية للأسف وذلك عندما يقف السائق المحترم أو السائقة المحترمة صفاً ثانياً عند إحدى البرادات أو المطاعم أو محلات بيع شاي الكرك المنتشرة في شوارع المحرق المكتظة بالسيارات والمارة، مما يؤدي ذلك إلى وقوف السيارات طوابير طويلة خلف هذا السائق أو تلك السائقة دون أدنى ذوق أو اعتبار منهم لمعاناة السيارات التي تقف مضطرة خلفهم بسبب ضيق الشارع ذي الاتجاهين.
وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، بل إنك إذا صادف ومررت من ممر عنق الزجاجة الضيق الذي وضعك فيه هذا السائق وحدث أن خدشت سيارته ولو مجرد خدش بسيط اتهمك بعدم معرفة أصول وقانون السياقة!!، بينما هو من تجاوز قانون السياقة من الوريد إلى الوريد بوقوفه المستفز!
والغريب أنه يوجد أحياناً موقف مناسب لهذا السائق أو تلك السائقة للوقوف دون تعطيـــل الآخريــن إلا أنهـــم لا «يتزحزحون» عن أماكنهم وكأنهم يتعمدون التضييق على خلق الله!.
إنها عادة سيئة للأسف تبلدت فيها المشاعر والأحاسيس وضاع فيها التعاون بين بعض الناس، فمن المسؤول عن إتلاف أعصاب السائقين وتعطيــل مصالحهم ؟!. هــل هــــم السائقون غير المبالين أم البلديون أم إدارة المرور أم كل هؤلاء مجتمعون.
نحن لا نريد إلقاء اللوم جزافاً على أحد ولكن يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياته. فبعد السائقين أصحاب المشكلة يأتي دور البلدية التي سمحت بافتتاح محلات تجارية دون إيجاد مواقف مناسبة للسيارات وهذا تشاهده واضحاً في منطقة البسيتين التي اعتاد ساكنوها على هدم أسوار منازلهم الواقعة على الشارع العام وبناء محلات تجارية رغم عدم وجود ارتداد واسع لوقوف السيارات مما أدى إلى تفاقم مشكلة الاختناقات المرورية في المنطقة.
ثم يأتي دور إدارة المرور التي ينبغي أن يتواجد رجالها في مثل هذه الشوارع المزدحمة بصورة يومية لتحرير المخالفات ولو لفترة قصيرة، لوقف هؤلاء السائقين عند حدهم حتى لا يتمادى الأمر إلى درجة التعدي بالألفاظ والاشتباك بالأيدي.
وعلى الرغم من كل هذا فمن الممكن أن تنتهي الأمور بشكل ودي لو اهتم كل سائق بمعاناة السائقين الآخرين الذين خلفه، وذلك بأخذ لفة قصيرة ثم يعود لأخذ طلبه من هذه البرادة أو ذاك المطعم دون أن يتسبب في تعطيل الشارع، فقط نحن بحاجة إلى ذوق وإحساس بمشاعر الآخر لنسمو على مشاعر الأنانية وعدم الاكتراث بالآخرين مصداقاً لقول رسولنا الكريم صلى اللّه عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار».
وختاماً لا أعتقد أن محافظات المملكة الأخرى بمنأى عما يحدث في محافظة المحرق من اختناقات مرورية، ولكن لأني من قاطنيها فالصورة لدي بارزة بشكل أوضح رغم أني متيقن من أن الكثير من قاطني محافظات المملكة يعانون بمثل ما نعاني منه وربما أكــثر.

فؤاد إبراهيم الكلباني