اتخاذ احتياطات النظافة الشخصية والعامة وغسل اليدين لتجنب الكورونا
أخذ قسط من الراحة قبل وبعد كل شعيرة وتجنب الإصابة بضربة الشمس
ارتداء الملابس القطنية الممتصة للعرق وانتعال الأحذية المريحة
كتب - وليد صبري:
أوصى أطباء ومختصون «حجاج بيت الله الحرام بضرورة تناول التطعيمات قبل التوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج»، مشددين على «ضرورة إجراء فحص طبي شامل للاطمئنان على حالاتهم الصحية ومدى استعدادهم لأداء المناسك».
ودعا المختصون الحجيج إلى «أخذ الحيطة والحذر للوقاية من الأمراض المعدية التي من المحتمل أن يصابوا بها، حتى يؤدوا مناسكهم في سهولة ويسر ويعودوا إلى أوطانهم سالمين».
وأوصت رئيسة قسم برامج تعزيز الصحة بوزارة الصحة د. كوثر العيد «بتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة، وبالعناية بنظافة اليدين، واتباع الإرشادات التي تقلل من انتشار العدوى التنفسية عن طريق تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وغسل اليدين بعد ملامسة إفرازات الجهاز التنفسي، وترك مسافة متر واحد على الأفل من الأشخاص المصابين بأعراض تنفسية حادة».
وأضافت «يجب اتباع قواعد السلامة الغذائية، مثل تجنب تناول اللحوم غير المطبوخة جيداً أو الطعام المعد في ظل ظروف غير صحية، وغسل الفواكه والخضروات جيداً قبل تناولها، إضافة إلى الحفاظ على النظافة الشخصية».
وتحدثت د. كوثر «عن الإجراءات التي يجب اتخاذها بعد العمرة أو الحج مشيرة إلى أنها «تتضمن مراجعة الطبيب، وإطلاعه على ما جرى خلال رحلة العمرة أو الحج، وعلى الطبيب إخطار السلطات الصحية المحلية على الفور في حالة الاشتباه بالإصابة بفيروس، مع ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند السعال أو العطس، وتقليل الاتصال مع الآخرين للحفاظ عليهم من انتقال العدوى».
من جهته، أوضح استشاري الأمراض الباطنية د. عماد صالح أن «الحج يمثل تجمعاً إسلامياً عالمياً، وبالطبع يعاني كثير من الحجيج من أمراض مزمنة مختلفة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والربو، وأمراض الكبد والكلى، وغيرها من الأمراض المختلفة»، لافتاً إلى أنه «فيما يتعلق بمرضى السكري فإن مناسك الحج تتطلب منهم المشي لمسافات طويلة، فيجب عليهم أن يفحصوا أقدامهم، للتأكد من عدم وجود جروح أو فقاعات يمكن أن تلتهب، وتُسبب مُضاعفات خطيرة، إضافة إلى ضرورة اصطحاب أحذية مريحة وواسعة للمشي مع ضرورة تجنب مناطق الازدحام الشديد وشرب السوائل بكميات كافية، ومن الضروري أن يعلم المصاب بمرض السكري أعراض الإصابة بهبوط السكري في الدم لتفادي فقدان الوعي أو تفادي السقوط من الأماكن المرتفعة ما يزيد من المضاعفات. كما إن هبوط السكري إذا استمر لفترة طويلة، يحمل مضاعفات خطيرة للمريض تؤدي إلى الإصابة بتلف في المخ».
وفي رد على سؤال يتعلق بالاحتياطات التي يجب أن يلتزم بها المرضى المصابون بأمراض مزمنة مثل الكبد، أجاب د. صالح، أنه «يجب على المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة تجنب المجهود العضلي قدر المستطاع، حيث يمكنهم أن يوكلوا غيرهم أثناء رمي الجمرات في منى، تجنباً للمضاعفات الصحية الطارئة التي تحدث نتيجة الازدحام الشديد ومنها الإصابة بالدوار وفقدان الوعي، أما المرضى المصابون بأمراض الكلى فيفضل تناولهم لكميات كافية من السوائل والماء، من أجل التبول بشكل متكرر ومنتظم، حتى تتمكن الكلى من غسل الأملاح الزائدة في الجسم». وفي حال إصابة مرضى الكبد والكلى بالإسهال، خصوصا كبار السن، بين د. صالح أنهم «يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجفاف وتدهور الكلى والكبد، ولذلك ينصح بإبلاغ طبيب الحملة أو المركز الصحي، لاتباع البرنامج العلاجي المناسب دون تأخير».
وفيما يتعلق بالإصابة بضربة الشمس، ذكر د. صالح أنه «يجب تجنب التعرض المستمر لأشعة الشمس دون ضرورة، مع تناول كميات وفيرة من المياه والسوائل، وفي حال الإصابة بزيادة إفرازات العرق الشديد، أو الإصابة بالإسهال يجب إضافة مساحيق الأملاح التعويضية للماء».
في السياق نفسه، أكد الطبيب العام د. هشام عامر «ضرورة التزام الحجيج بعدد من الإرشادات الصحية التي تتمثل في التطعيم، ويشمل التطعيم ضد السحايا لأنه ضروري لمن لم يأخذه من قبل، حيث يتم تطعيم الحاج كل 3 سنوات، ويفضل كل سنتين للذين يذهبون للحج سنوياً مثل مسؤولي الحملات، ومقدمي الخدمات في حملات الحج»، لافتاً إلى أن «من بين أهم الإرشادات الصحية أيضاً ما يتعلق بالمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وعليهم أن يخبروا طبيب حملة الحج بمرضهم والأدوية التي يتناولونها، وهذا يُسهل على طبيب الحملة اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة في حال حدوث أية مضاعفات صحية للمرضى، كما إن المرضى لابد أن يصطحبوا معهم أدويتهم كاملة وبكميات كافية، ولابد من مراجعة الطبيب المختص قبل الذهاب للحج لاحتمال تغيير جرعة الدواء».
ونصح د. عامر «الحجيج بتجنب الإصابة بفيروس كورونا عن طريق اتخاذ احتياطات النظافة العامة، وغسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون، وإذا لم يتوفر الماء، يمكن استخدام مطهر لليد، وتغطية الأنف والفم بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، وتجنب لمس عينيك أو أنفك أو فمك بأيد غير مغسولة، وتجنب الاتصال الوثيق، وعدم الاستخدام المشترك للأكواب وأواني الطعام مع المرضى، والتنظيف والتعقيم المتكرر للأسطح التي يتم لمسها».
من جهته، أوضح استشاري الجهاز الهضمي د. عماد رشيد أنه «في فترة الحج تكثر حالات التسمم الغذائي الناتجة عن تلوث الغذاء»، مشيراً إلى أن «نسبة الإصابة بالنزلات المعوية تزيد في موسم الحج»، مبينا ان «من أهم النصائح في هذا الأمر الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بشكل جيد ويجب على الحاج الابتعاد عن استهلاك الأغذية التي يشك في نظافتها».
وحول الإرشادات الصحية التي ينبغي أن يتبعها مرضى الربو، أوضح استشاري الأمراض الصدرية د.غانم المريدي أن «مريض الربو وحساسية الصدر الذي يريد الحج، عليه الحرص الشديد على ضرورة الاحتفاظ بعقار البخاخ الموسع للشعب الهوائية لحين الحاجة إليه، حتى يتم تجنب حدوث الأزمات الشديدة والحادة قدر الإمكان، خاصة مع الازدحام الذي يحدث في موسم الحج والدخان الناتج عن الحافلات».
من جهته، نصح استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة د. رفيق بركات «بتناول التطعيمات الخاصة بفيروس أنفلونزا الخنازير، وفيروس كورونا، والحمى الشوكية، والحمى الصفراء، والكوليرا، والدفتيريا، والتيتانوس، وهي لها أهمية خاصة هذا العام، أما فيما يتعلق بالمرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى أو السكلر، فعليهم أن يحملوا بطاقة خاصة تبين المرض والعلاج اللازم، وأخذ كميات كافية من الأدوية الخاصة بهم».
ونصح د. بركات الحجاج «بأخذ قسط من الراحة قبل وبعد كل شعيرة، إضافة إلى ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية واستخدام الكمامات الواقية مع التخلص السليم من النفايات، والإكثار من شرب السوائل وتناول الفواكه والأطعمة الخفيفة والامتناع عن تناول الأطعمة المكشوفة أو المهيجة للأمعاء».
من جهته، دعا استشاري التغذية والصحة العامة د. جمال العطار إلى «عدم الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة من نشويات وسكريات ودهون، وتجنب تناول المعلبات المحفوظة إلا عند الضرورة، مع ضرورة غسل الخضروات والفواكه، والإكثار من شرب المياه».
وتحدث د. العطار عن «وصفات الوجبات التي يجب تناولها موضحاً أن «وجبة الإفطار يجب أن تحتوي على رغيف خبز مع بيضة مسلوقة، وقليل من الفول أو الجبن أو المربى، وكوب من الشاي بملعقة صغيرة، أو كوب حليب خال الدسم، أما وجبة الغداء فتشمل شوربة خضروات، وقطعة متوسطة من اللحم، أو نصف دجاجة أو سمك أو طبق بقوليات، مع السلاطة ورغيف خبز، أو 7 ملاعق كبيرة أرز أو معكرونة مع فاكهة وكمية كبيرة من الخضروات، بينما تحتوي وجبة العشاء على زبادي «روب»، أو قطعة جبن، أو طبق فول وقليل من المربى مع رغيف خبز».
وأوصى د. العطار «بالتركيز على شرب الماء بكثرة خاصة ماء زمزم حتى لا يصاب الحاج بفقد السوائل والجفاف والابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات الغازية».
ونصح «بالوقاية من ضربة الشمس بالسعي والطواف بعد الغروب أو باليل وعدم المشي تحت الشمس واستعمال المظلة «الشمسية» أو القبعة، وارتداء الملابس القطنية المريحة الممتصة للعرق وتبديلها باستمرار، وانتعال الأحذية الواسعة المريحة أو المفتوحة ولبس الجوارب القطنية لتقليل نسبة احتكاك الأقدام وحمايتها من الجروح والإصابات».