أكد الفنان لطفي بوشناق، الذي أفرد جزءاً مهماً من أغانيه للثورة التونسية، أن "الفن ينتصر دائماً"، وعبر على هامش مهرجان "موازين" في المغرب، عن تفاؤله رغم التهديدات التي يتعرض لها الإبداع الفني في بلاده.
وقال المغني ومؤلف الأغاني التونسي الذي واكب الثورة في بلاده عبر أغانيه منذ انطلاقها في يناير 2011 وأصدر ألبوماً حولها في مارس من السنة نفسها، إن "الثورة التونسية ما زالت مستمرة".
كما أكد أن "الفن ينتصر دائماً، ولا يمكن للناس أن تتخلى عن الفن والجمال. ويستمر بوشناق بعد مضي عامين على سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، في الدفاع عن الثورة التونسية، على الرغم من التهديدات التي تشكلها الحركات السلفية على الإبداع الفني.
ويعتبر بوشناق الذي عين سفيراً للسلام لدى الأمم المتحدة في 2004، أن "الثورة التونسية محكومة بالنجاح"، مضيفاً "ليس لدينا خيار آخر سوى جعل الثورة تنجح لأن التغيير لا يحدث خلال عامين أو ثلاثة أو حتى أربعة أعوام".
وأشار بوشناق إلى أن الجدل الذي أثير حوله في 2011 ترك في نفسه "أثرا كبيرا". فقد اتهم منتقدو المغني التونسي باللعب على الحبلين بعد موالاته لنظام زين العابدين بن علي في الماضي. ومنعه الاتحاد التونسي للموسيقيين من المشاركة في البرنامج الافتتاحي لمهرجان قرطاج الموسيقي خلال 2011، متهما إياه بأنه وقع في أغسطس 2010 عريضة تساند إعادة انتخاب زين العابدين بن علي.
في حين نفى المغني التونسي هذه الاتهامات وأوضح أنه تم إدراج اسمه في تلك اللائحة "دون موافقته". وبعد مرور عامين على ذلك الجدل ما زال بوشناق يعتبر نفسه ضمن قائمة "الفنانين الملتزمين".
إلى ذلك، أكد أن رسالته كانت دائما هي نفسها: التذكير بالماضي كي لا ننسى، وإعطاء الناس سببا للأمل كي يستمروا في العيش اليوم وغدا".
وعلى الرغم من اعتبار بعض النقاد أن إنتاج لطفي بوشناق الفني تباطأ خلال السنوات الأخيرة، فإن المغني التونسي لا يزال يعتبر أحد نجوم الأغنية العربية الكلاسيكية الكبار، خصوصا في شمال إفريقيا حيث يقيم حفلات بانتظام.
وشارك لطفي بوشناق هذه السنة في الحفل الختامي لمهرجان "موازين" الموسيقي نهاية الأسبوع الماضي، حيث حطم هذا المهرجان طيلة أسبوع من الحفلات الموسيقية العدد القياسي للزوار، حسب المنظمين. وغنى للمرة الأولى في هذا الحفل مع المغربي عبدالوهاب الدكالي، أحد أهم رموز الأغنية المغربية الكلاسيكية، على منصة الحفلات الشرقية والعربية، بحضور الآلاف من المتفرجين.