يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم، وأحد أيام أشهر الحج، وأحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه، وأحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها، وأحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة، وهو يوم أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن رجلاً من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: أي آية؟ قال: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً». قال عمر رضي الله عنه: «قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة». ومن فضائل يوم عرفة أن فيه ركن الحج العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة». كما إن صيامه يكفر سنتين ماضية وقابلة، وهو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم، وهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف، يقول الرسول في فضله «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة».