الحوثيون يسيطرون على المساجد ويطردون خطباء معتمدين من الأوقاف
مقتل 3 وإصابة 15 في مواجهات بين الجيش والمتمردين قرب قصر الرئاسة
الإفراج عن بحّارة متهمين بالتجسس لصالح إيران
صنعاء - (وكالات): وقع المتمردون الحوثيون الشيعة على الملحق الأمني لاتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي تم التوصل إليها الأحد الماضي مع الرئاسة اليمنية برعاية أممية، وذلك بعد اشتباكات جرت أمام منزل رئيس الأمن القومي علي الأحمدي في صنعاء، عندما حاول المتمردون الشيعة اقتحام المنزل. وقال مصدر في الرئاسة اليمنية إن جماعة الحوثي وقعت الملحق الأمني من اتفاق السلام والشراكة، كما نقل تلفزيون «المسيرة» التابع للجماعة عن المتحدث باسمها محمد عبد السلام تأكيد التوقيع، وهو ما أكدته أيضاً وكالة الأناضول نقلاً عن مصدر حوثي.
وكان الحوثيون وقعوا الأحد الماضي على اتفاقية السلم والشراكة بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر وبعض القوى السياسية اليمنية، ولكنهم رفضوا التوقيع على الملحق الأمني الذي يتضمن وقف إطلاق النار وسحب المليشيات المسلحة من العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب والجوف وعمران. وقالت تقارير إن التوقيع يؤشر على بداية تحول لدى الحوثيين لمعالجة الأخطاء التي ارتكبتها مليشياتهم، والانتقادات التي جلبتها تلك الأخطاء من قوى سياسية أخرى كانت تتعاطف معهم. ورجحت التقارير أن يكون هذا الاتفاق جاء بعد أن تحقق أحد أهم مطالب الحوثيين وهو الإفراج عن أنصارهم في السجون، والذين من بينهم إيرانيان أدينا بتهم التجسس وتهريب أسلحة من إيران. ويأتي التوقيع بعد ساعات من هجوم شنته مجموعات مسلحة من الحوثيين على منزل رئيس جهاز الأمن القومي علي الأحمدي في حدة جنوب غرب صنعاء. وأفادت تقارير بأن تبادلاً لإطلاق النار جرى مع حراس المنزل، ما أدى إلى سقوط قتيل من الحوثيين وجرحى من الجانبين. وقال الأحمدي إن مسلحي جماعة الحوثي انسحبوا من أمام منزله بعد مواجهات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، وذلك بعد تدخل وسطاء لوقف إطلاق النار.
من جانبها، قالت مصادر أمنية أن جندياً واثنين من المسلحين قتلوا في الاشتباكات كما أصيب 15 شخصاً هم 6 جنود و9 من الحوثيين. وما زال الحوثيون ينظمون دوريات في مناطق عدة بصنعاء خاصة حول المباني الحكومية ويفتشون المارة. ويضم حي حدة العديد من البعثات الدبلوماسية ويعيش فيه الأجانب. وأغلقت قوات الجيش والشرطة المنطقة بعد القتال.
وفيما يتعلق بالوضع على الأرض، أكد مصدر أمني أن حالة من الخوف والقلق تسود أوساط الناس، حيث خلت الشوارع من الحركة الاعتيادية للناس قبيل عيد الأضحى المبارك.
وأشار المصدر إلى أن سيارات الحوثيين ومسلحيهم والغياب التام للحكومة باتت أهم المظاهر في الشارع اليمني.
وكان المسلحون الحوثيون قد بسطوا سيطرتهم الأحد الماضي على مقرات سيادية في الدولة وأقاموا حواجز تفتيش في شوارع العاصمة، كما اقتحموا منازل مسؤولين وناشطين ومساجد.
في الوقت ذاته، كشفت مصادر استخباراتية في العاصمة اليمنية أن عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني ولحزب الله كانت تقوم بتدريب جماعة الحوثي شمال اليمن لمساعدتها على تنفيذ أجندتها السياسية والعسكرية في العاصمة.
وقالت المصادر في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط «اللندنية إن الحوثيين، الذين واصلوا حملات مداهماتهم لمنازل السياسيين والوزراء استولوا على وثائق استخباراتية مهمة». وقال سكان في صنعاء للصحيفة إن الحوثيين اقتحموا أمس الأول عدة مساجد وفرضوا خطباء منهم بعد طرد القائمين عليها المعتمدين من وزارة الأوقاف، وهو ما أثار سخط واستياء المواطنين وعدوه محاولة لفرض أفكار الجماعة المذهبية على الناس.
في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية إن السلطات في مدينة عدن أفرجت إثر وساطة من سلطنة عمان، عن 8 محكومين بتهمة تهريب شحنة أسلحة إيرانية إلى اليمن على متن سفينة جيهان1.
وجاءت عملية الإفراج بعد يومين من إخلاء السلطات سبيل اثنين من عناصر الحرس الثوري الإيراني تحتجزهم السلطات بتهمة تدريب مقاتلين حوثيين شمال اليمن.
من جهته، قال الأحمدي إنه جرى الإفراج عن 6 يمنيين انتهت مدة عقوبتهم في قضية سفينة جيهان التي ضبطت محملة بأسلحة إيرانية قبالة الساحل اليمني، كما تم العفو عن اثنين آخرين قبل انتهاء فترة عقوبتهما.
وعما تردد عن الإفراج عن عناصر من «حزب الله» الشيعي اللبناني، أكد الأحمدي أن هناك لبنانيين أفرج عنهما بوساطة عمانية وسلما للوسيط العماني خلال اليومين الماضيين. في غضون ذلك، قالت مصادر في الشرطة إن مهاجماً مجهولاً أطلق صاروخاً على قوة خاصة للشرطة اليمنية تحرس السفارة الأمريكية في صنعاء بعد يوم من نصيحة وزارة الخارجية الأمريكية للمواطنين الأمريكيين بمغادرة اليمن بسبب تصاعد حدة الاضطرابات السياسية.
وقالت الشرطة إن حارسين أصيبا في الهجوم وإن السيارة التي تقل المهاجم لاذت بالفرار بسرعة.
وأوضح مصدر بالشرطة أن المهاجم استخدم صاروخاً خفيفاً مضاداً للدبابات من طراز إم 72.
في موازاة ذلك، قال مسؤول محلي إن مسلحين يشتبه أنهم من تنظيم القاعدة هاجموا عربة تابعة للجيش في محافظة شبوة الجنوبية فقتلوا جنديين وأصابوا5.